فرحة عارمة تجتاح جميع أفراد ألوية العمالقة    الحوثيون يتلقون صفعة قوية من موني جرام: اعتراف دولي جديد بشرعية عدن!    رسائل الرئيس الزبيدي وقرارات البنك المركزي    أبرز النقاط في المؤتمر الصحفي لمحافظ البنك المركزي عدن    خبير اقتصادي: ردة فعل مركزي صنعاء تجاه بنوك عدن استعراض زائف    حزام طوق العاصمة يضبط كمية كبيرة من الأدوية المخدرة المحظورة    مع اقتراب عيد الأضحى..حيوانات مفترسة تهاجم قطيع أغنام في محافظة إب وتفترس العشرات    هل تُسقِط السعودية قرار مركزي عدن أم هي الحرب قادمة؟    "الحوثيون يبيعون صحة الشعب اليمني... من يوقف هذه الجريمة؟!"    "من يملك السويفت كود يملك السيطرة": صحفي يمني يُفسر مفتاح الصراع المالي في اليمن    تحت انظار بن سلمان..الهلال يُتوج بطل كأس خادم الحرمين بعد انتصار دراماتيكي على النصر في ركلات الترجيح!    الهلال بطلا لكأس خادم الحرمين الشريفين    تسجيل ثاني حالة وفاة إثر موجة الحر التي تعيشها عدن بالتزامن مع انقطاع الكهرباء    براندت: لا احد يفتقد لجود بيلينغهام    الحديدة.. وفاة عشرة أشخاص وإصابة آخرين بحادث تصادم مروع    تعز تشهد مراسم العزاء للشهيد السناوي وشهادات تروي بطولته ورفاقه    مصادر دولية تفجر مفاجأة مدوية: مقتل عشرات الخبراء الإيرانيين في ضربة مباغتة باليمن    المبادرة الوطنية الفلسطينية ترحب باعتراف سلوفينيا بفلسطين مميز    شاب عشريني يغرق في ساحل الخوخة جنوبي الحديدة    الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين: 18 ألف أسرة نازحة في مأرب مهددة بالطرد من مساكنها مميز    خراب    عاجل: البنك المركزي الحوثي بصنعاء يعلن حظر التعامل مع هذه البنوك ردا على قرارات مركزي عدن    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 36 ألفا و284 منذ 7 أكتوبر    الحوثي يتسلح بصواريخ لها اعين تبحث عن هدفها لمسافة 2000 كيلومتر تصل البحر المتوسط    السعودية تضع شرطًا صارمًا على الحجاج تنفيذه وتوثيقه قبل موسم الحج    لكمات وشجار عنيف داخل طيران اليمنية.. وإنزال عدد من الركاب قبيل انطلاق الرحلة    بسبب خلافات على حسابات مالية.. اختطاف مواطن على يد خصمه وتحرك عاجل للأجهزة الأمنية    حكم بالحبس على لاعب الأهلي المصري حسين الشحات    النائب العليمي يؤكد على دعم إجراءات البنك المركزي لمواجهة الصلف الحوثي وإنقاذ الاقتصاد    قتلى في غارات امريكية على صنعاء والحديدة    الإخوان في اليمن يسابقون جهود السلام لاستكمال تأسيس دُويلتهم في مأرب    هدي النبي صلى الله عليه وسلم في حجه وعمراته    جماهير اولمبياكوس تشعل الأجواء في أثينا بعد الفوز بلقب دوري المؤتمر    مليشيا الحوثي تنهب منزل مواطن في صعدة وتُطلق النار عشوائيًا    قيادي في تنظيم داعش يبشر بقيام مكون جنوبي جديد ضد المجلس الانتقالي    بسبب قرارات بنك عدن ويضعان السيناريو القادم    تقرير حقوقي يرصد نحو 6500 انتهاك حوثي في محافظة إب خلال العام 2023    لجنة من وزارة الشباب والرياضة تزور نادي الصمود ب "الحبيلين"    تكريم فريق مؤسسة مواهب بطل العرب في الروبوت بالأردن    الامتحانات.. وبوابة العبور    رسميا.. فليك مدربا جديدا لبرشلونة خلفا للمقال تشافي    شاهد .. الضباع تهاجم منزل مواطن وسط اليمن وتفترس أكثر 30 رأسًا من الغنم (فيديو)    الوجه الأسود للعولمة    مخططات عمرانية جديدة في مدينة اب منها وحدة الجوار    هل يجوز صيام العشر من ذي الحجة قبل القضاء؟    حكاية 3 فتيات يختطفهن الموت من أحضان سد في بني مطر    تحذير عاجل من مستشفيات صنعاء: انتشار داء خطير يهدد حياة المواطنين!    الطوفان يسطر مواقف الشرف    وزارة الأوقاف تدشن النظام الرقمي لبيانات الحجاج (يلملم)    لا غرابة.. فمن افترى على رؤيا الرسول سيفتري على من هو دونه!!    اعرف تاريخك ايها اليمني!    تحذير هام من مستشفيات صنعاء للمواطنين من انتشار داء خطير    رسالة غامضة تكشف ماذا فعل الله مع الشيخ الزنداني بعد وفاته    جزءٌ من الوحدة، وجزءٌ من الإنفصال    المطرقة فيزيائياً.. وأداتياً مميز    الفنان محمد محسن عطروش يعض اليد السلطانية الفضلية التي أكرمته وعلمته في القاهرة    ثالث حادثة خلال أيام.. وفاة مواطن جراء خطأ طبي في محافظة إب    شاب يبدع في تقديم شاهي البخاري الحضرمي في سيئون    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صالح .. يعلن الحرب على الجنوب مرة أخرى ! ( 1 – 2 )
نشر في عدن الغد يوم 14 - 03 - 2015


حرب صيف 1994

حرب صيف 1994 وتعرف أيضاً بحرب 1994 أو حرب الانفصال اليمنية ،هي حرب اهلية اندلعت في اليمن صيف 1994 بين شهري مايو ويوليو بين الشماليين في صنعاء و الجنوبيين في عدن نتيجة لخلافات إمتدت منذ عام 1993 بين الحزب الاشتراكي اليمني الذي كان يحكم الجنوب وحزب المؤتمر الشعبي العام الذي كان يحكم الشمال وبعد اندلاع الحرب قام الحزب الاشتراكي بالمطالبة بالانحلال أو الانفصال ل اليمن الجنوبي عن اليمن الشمالي من دولة الوحدة اليمنية التي قامت في عام 1990 بين اليمن الجنوبي بما كان يُعرف بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ممثله بالحزب الاشتراكي اليمني واليمن الشمالي بما كان يُعرف بالجمهورية العربية اليمنية ممثله بحزب المؤتمر الشعبي العام. انتهت الحرب في 7 يوليو بهزيمة القوات الجنوبية وهروب معظم القادة الجنوبيين خصوصاً من قادة الحزب الاشتراكي اليمني للمنفى في الخارج ودخول القوات الشمالية وقوات جنوبية مواليه لها لعدن وهنا نشاء الجل حول نتيجة الحرب حيث يعتبره الكثير من الجنوبيين احتلالاً في حين اعتبرته الحكومة في صنعاء ممثله بالمؤتمر الشعبي العام والموالين له تثبيتاً لدولة الوحدة اليمنية وقضاء على الدعوات الانفصالية.

مقدمة
اُعلن عن قيام الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990 بشكل مفاجئ بين الجنوب والشمال واُعلن رئيس اليمن الشمالي علي عبد الله صالح رئيساً ورئيس اليمن الجنوبي علي سالم البيض نائباً للرئيس في دولة الوحدة.

كانت هذه الوحدة مطلباً قديماً لكلا الشعبين في جنوب وشمال اليمن ودارت عدة محادثات بين الدولتين كانت كلها تبوء بالفشل، ولكن بهذه الوحدة توجت كل الجهود وإن كان الكثير من المحلليين يعتقدون أن التغييرات الخارجية كان لها الاثر الأكبر من تلك الداخلية للدفع بالوحدة - مثل سقوط جدار برلين ومن ثم انهيار الاتحاد السوفيتي الداعم الأكبر لليمن الجنوبي حيث كان الدولة العربية الوحيدة التي اتبعت النهج الشيوعي - ويدل على ذلك السرعة التي تمت بها اعلان الوحدة دونما استفتاء شعبي عليها آنذاك.

قامت الوحدة اندماجية ولم تكن فيدرالية برغم الاختلافات بين النظامين المكونين لدولة الوحدة، وللمرة الأولى منذ قرون تم توحيد أغلب الاراضي اليمنية سياسيا على الاقل. فترة انتقالية لمدة 30 شهراً اكملت عملية الاندماج السياسي والاقتصادي بين النظامين، مجلس رئاسي تم انتخابة من قبل ال26 عضواً في المجلس الاستشاري للجمهورية العربية اليمنية وال17 عضواً في مجلس الرئاسة لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية. المجلس الرئاسي عَين رئيس للوزراء كان حيدر أبويكر العطاس. إضاقة لمجلس برلمان يضم 301 عضواً يتكون من 159 عضو من الشمال و 111 عضو من الجنوب و 31 عضو مستقل يتم تعيينهم من قبل مجلس الرئاسة.

دستور موحد اُتفق عليه في مايو 1990 وتم استفتاء عليه في مايو 1991. تم فيه تاكيد التزام اليمن بالانتخابات الحرة ،ونظام سياسي متعدد الأحزاب ،والحق في الملكية الخاصة ،والمساواة في ظل القانون ،واحترام حقوق الإنسان الأساسية. الاستفتاء وهو ما يعتبرة النظام الحاكم اليوم انه استفتاء على الوحدة ودستورها في حين يجادل آخرون انه لم يكن هناك اي استفتاء على الوحدة وإنما على مجرد استفتاء لدستور نتج بين الحزبين الحاكمين آنذاك فقط.

انتخابات برلمانية بعد الوحدة في 27 أبريل 1993.المجموعات الدولية المساعدة في تنظيم الانتخابات والاقتراع كانت حاضرة وكانت نسبة المشاركة هي 84.7% وكانت النتائج على الشكل الاتي:

132 عضواً من حزب المؤتمر الشعبي العام
56 عضواً من الحزب الاشتراكي اليمني
62 عضواً من حزب التجمع اليمني للإصلاح
42 عضواً مستقلون
12 عضواً آحزاب اُخرى
وتم انتخاب الشيخ عبد الله بن حسين بن ناصر الأحمر ،رئيس للبرلمان الجديد.

تكون ائتلاف جديد للحكم بانضمام حزب الإصلاح إلى حزبي المؤتمر والاشتراكي ،وتم إضافة عضو من الإصلاح لمجلس الرئاسة. بدأت الصراعات ضمن الائتلاف الحاكم وقام نائب الرئيس علي البيض بالاعتكاف في عدن في اغسطس 1993 وتدهور الوضع الأمني العام في البلاد، وهناك اتهامات من القادة الجنوبيين ان هناك عمليات اغتيال عديدة تطال الجنوبيين وان القادة الشماليين يعملون على إقصائهم التدريجي والاستيلاء على الحكم.

أحداث الحرب
حيدر أبو بكر العطاس، رئيس الوزراء السابق في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية استمر بمنصب رئيس الوزراء ،ولكن حكومته كانت غير فعالة بسبب الاقتتال الداخلي. المفاوضات المستمرة بين القادة في الشمال والجنوب أسفرت عن توقيع وثيقة العهد والاتفاق في العاصمة الأردنية عمان يوم 20 فبراير 1994. وبالرغم من ذلك، اشتدت حدة الاشتباكات حتى اندلعت الحرب الاهلية في أوائل مايو 1994.

تقريباً كل الاقتتال الفعلي في الحرب الاهلية كان في الجزء الجنوبي من البلاد على الرغم من الهجمات الجوية والصاروخية ضد المدن والمنشآت الرئيسية في الشمال. الجنوبيون سعوا للحصول على دعم الدول المجاورة ،وتلقت الكثير من المساعدات المالية والمعدات ،ومعظمها من المملكة العربية السعودية ،والتي كانت تشعر انها مهددة من قبل اليمن الموحد، مصادر جنوبية قالت ان الولايات المتحدة الأمريكية عرضت على الجنوبيين التدخل لمصلحتهم بشرط ضمان الحصول على قاعدة عسكرية في جزيرة سقطرى بعد انتهاء المعارك لكن القادة الجنوبيين رفضوا ذلك، في خلال ذلك الولايات المتحدة دعت مرارا إلى وقف لإطلاق النار والعودة إلى طاولة المفاوضات. محاولات مختلفة ،بما فيها من جانب الموفد الخاص للامم المتحدة ،لم تنجح في تنفيذ وقف إطلاق النار.

أعلن القادة الجنوبيين الانفصال وإعادة جمهورية اليمن الديمقراطية في 21 مايو 1994 اي بعد بدء المعارك وهو ما يقول المحلليين ان دعوة الانفصال كانت نتيجة وليست سبب للحرب، ولكن لم يعترف المجتمع الدولي بالدولة المعلنة. الأمم المتحدة في خضم ذلك سعت لوقف الحرب واصدر مجلس الأمن قرارين الأول 924 في 1 يونيو و 931 في 29 يونيو 1994 ودعى لوقف إطلاق النار فوراً ،لكن لم يتم تطبيق القرارين. وعندما قال أعضاء مجلس الأمن لسفير اليمن في الأمم المتحدة أن على القوات الحكومية الانسحاب من مشارف عدن، أصبحت الأخبار تقول بأن القوات الحكومية دخلت عدن وسيطرت عليها فلام أعضاء مجلس الأمن السفير اليمني بلهجة شديدة فقال: عذراً يا سادة طلبتم منا سحبها فسحبناها إلى الداخل!

علي ناصر محمد الرئيس الجنوبي السابق ساعد مساعدة كبيرة في العمليات العسكرية ضد الجنوبيين في عدن ،واستولت القوات الحكومية الشمالية والموالية لها على عدن في 7 يوليو 1994. المقاومة في المناطق الأخرى انهارت ،الآلاف من القادة الجنوبيين وقادة الجيش الجنوبي توجهوا إلى المنفى مثل السعودية والإمارات وعمان ومصر وغيرها.

ويذكر ان دخول القوات الموالية للوحدة صاحبه نهب شامل للمؤسسات العامة والخاصة في الجنوب وقامت به قوات موالية للحكومة تطبيقاً لسياسة الأرض المحروقة.

انتهت الحرب بانتصار القوات الموالية للوحدة بمساعدة الالويه الجنوبيه التي تخلت عن رفاقهم الحنوبيين بقيادة الفريق أول عبد ربه منصور هادي ألذي تحالف مع الرئيس علي عبد الله وتم تنصيبه نائب رئيس الدوله .

نتائج الحرب
رفعت الحكومة قضايا قانونية ضد العديد من زعماء الجنوب وابزها قائمة ال16 الشهيرة في عام 1997 والتي حكمت بالاتي:

1.علي سالم البيض نائب الرئيس ورئيس اليمن الجنوبي السابق إعدام
2.حيدر أبوبكر العطاس رئيس الوزراء إعدام
3.صالح منصر السيلي محافظ عدن إعدام
4.هيثم قاسم طاهر إعدام
5.صالح عبيد احمد إعدام
6.قاسم يحيى قاسم الحبس مدة عشر سنوات مع النفاذ
7.مثنى سالم عسكر صالح الحبس مدة عشر سنوات مع النفاذ
8.محمد على القيرحي الحبس مدة عشر سنوات مع النفاذ
9.عبد الرحمن الجفري الحبس مدة عشر سنوات مع وقف التنفيذ
10.انيس حسن يحيى الحبس مدة خمس سنوات دون نفاذ
11.سالم محمد عبد الله جبران الحبس مدة خمس سنوات دون نفاذ
12.سليمان ناصر مسعود الحبس مدة سبع سنوات مع إيقاف التنفيذ
13.عبيد مبارك بن دغر الحبس ثلاث سنوات مع إيقاف التنفيذ
14.قاسم عبدالرب صالح عفيف حبس مع النفاذ
15.صالح شايف حسين حبس مع النفاذ
16.صالح أبو بكر بن حسينون
ثم في 21 مايو 2003 أصدر الرئيس علي عبد الله صالح قراراً بالعفو عن:

1.علي سالم البيض
2.حيدر أبو بكر العطاس
3.صالح منصر السيلي
4.هيثم قاسم طاهر
5.صالح عبيد أحمد
6.قاسم يحيى قاسم
7.مثنى سالم عسكر صالح
8.محمد على القيرحي
9.عبد الرحمن الجفري
10.انيس حسن يحيى
11.سالم محمد عبد الله جبران
12.سليمان ناصر مسعود
13.عبيد مبارك بن دغر
قرار العفو شمل ثلاثة عشر شخصاً فقط باعتبار ان القضاء كان قد اصدر حكما ببراءة كل من:

1.قاسم عبدالرب صالح عفيف
2.صالح شايف حسين
بينما توفي صالح أبو بكر بن حسينون أثناء الحرب.

لكن معظمهم ما زال خارج اليمن، رغم عودة البعض منهم مثل عبد الرحمن الجفري وقاسم عبد الرب صالح بينما لم يعود مثنى سالم عسكر الا جثه هامدة بعد وفاته في 22 مارس 2008 ليدفن في مسقط راسه في ردفان وعبيد بن دغر وهيثم قاسم طاهر، لكن القادة الفعليين من امثال علي سالم البيض والعطاس لم يعودوا.

على الرغم من أن العديد من اتباع الرئيس الجنوبي السابق علي ناصر محمد تم تعيينهم في كبار المناصب الحكومية (بما فيها نائب الرئيس، رئيس الأركان، ومحافظ عدن) بعد تعاونه ضد رفاقه السابقين في الحزب الاشتراكي، فهو نفسه لم يعد بعد لليمن ككثيرين غيره وهو ما يزال في سوريا ويطالب بإصلاحات جوهرية للدستور والنظام.

في أعقاب الحرب الأهلية ،اعاد زعماء الحزب الاشتراكي اليمني داخل اليمن تنظيم الحزب والمكتب السياسي الجديد الذي انتخب في يوليو 1994. ومع ذلك، فإن الحزب لا يزال دون تأثيره السابق وتعرض لمصادرة للمتلكات والاموال. حزب الإصلاح استمر في ائتلافه في الحكم مع حزب المؤتمر بعد إخراج الاشتراكي من السلطة.

في عام 1994 ،تم إدخال تعديلات عديدة على الدستور المتفق عليه عند قيام الوحدة وتم الغاء مجلس الرئاسة وتم الغاء تقسيم نصيب الجنوب من اعضاء مجلس النواب وصار عدد اعضاء الجنوب 56 بدلاً من 111 عندما تم تحقيق الوحدة وبذلك تم القضاء على كل الاتفاقيات بين نظامي الحكم السابقين في الجنوب والشمال وفرض المنتصر في الحرب كل إملأته على الدستور والدولة.

الرئيس علي عبد الله صالح اُنتخب من قبل البرلمان في 1 أكتوبر 1994 لمدة 5 سنوات. لكن الدستور المعدل ينص على أنه من الآن فصاعدا سوف يتم انتخاب الرئيس عن طريق التصويت الشعبي المباشر. وعقدت أول انتخابات رئاسية مباشرة في سبتمبر 1999 ،وانتخاب الرئيس علي عبد الله صالح لمدة 5 سنوات جديدة ،في ما كان اُعتبر عموما انتخابات حرة وفاز في انتخابات رئاسية للمرة الثانية والأخيرة له- حسب ما ينص الدستور- في عام سبتمبر 2006. البرلمان عقد دورته الثانية في الانتخابات المتعددة الأحزاب في نيسان / أبريل 1997 بمقاطعة الحزب الاشتراكي اليمني.

الحراك السلمي الجنوبي
بداء التذمر من الأوضاع التي لحقت بالجنوب والجنوبيين بعد الحرب نتيجة للسياسات الإقصائية والتهميش الذي تعرضوا له منها فصل عشرات الالاف من الجنوبيين من السلك المدني والعسكريين من وظائفهم، إضافة إلى عمليات نهب تتم خصوصاً للاراضي في الجنوب حيث ان مساحته تمثل حوالي 65% من اراضي اليمن لكن عدد سكانه يقدر بحوالي 25-30% فقط وعدم حصول على عوائد للسكان المحليين خصوصاً من النفط الذي يُستخرج أغلبة - حوالي 80% - من الجنوب في حضرموت وشبوة خصوصاً. بالإضافة لتفشي الفقر والبطالة والفساد باليمن بصفة عامة بدأت بصورة كبيرة بالمظاهرة الحاشدة في ذكرى سقوط عدن في 7/7/2007 في مدينة عدن ومنذاك الحين والمظاهرات لا تتوقف في الجنوب وهو ما اصطلح عل تسميته ب الحراك السلمي الجنوبي لاجماع منظمي المظاهرات على عدم استخدام القوة واللجوء للمظاهرات والاعتصامات السلمية فقط.

مطالبات للحصول على العودة إلى الاتفاقيات المبرمة ما قبل حرب عام 1994 أو حتى دعوات لعودة الجنوب اليمني منفصلاً عن شمال اليمن. هذه الحركة التي بدأها اعضاء مفصولين من الجيش اليمني الجنوبي السابق التحق بها العديد من الجنوبيين بعد ذلك، تطالب بعودة الدولة المستقلة للجنوب أو قيام إصلاحات لجوهر دولة الوحدة. سقط العديد من القتلى في هذه المظاهرات خلال السنوات اللاحقة وبداء الاعلام الرسمي والنطام يحد من مظاهر الاحتفالات بيوم دخول عدن في 7 يوليو لانها تزيد من الاحتقان لدي الجنوبيين، لكن النظام يصر على ان هذه المظاهرات هي مخلفات شرذمة انفصالية تستغل الأوضاع الاقتصادية في البلاد لتقوده للهاوية وإنها قامت بحل بعض المطالب التي يرفعها المتظاهرين، في حين يرى المتظاهرون انهم اصحاب حق يريدون استعادته ومطالبهم ليس مطلبية فقط وإنما سياسية.


المزيد
بكل وقاحة وحقد وكراهية .. وبكل غطرسة وعنجهية وغرور .. وبكل حماقة وجهل وعدوانية , أخرج علي عبدالله صالح " قلمه الثمين " ليرسم على الورقة التي أمامه " مصير الجنوبيين " من حيث الهروب من بلادهم نجاة من بطشه القادم !! .. إذ قال في أكثر خطاباته حقدا وكراهية انه قد حدد سلفا طريقا واحدا لمن اسماهم ب " المهرولين إلى عدن " خلف الانفصال بعد ان كان هو شخصيا قد حدد لأسلافهم السابقين – على حد قوله - في عام 1994م ثلاثة منافذ للهروب هي طريق الشرورة البري إلى المملكة العربية السعودية , وطريق المهرة إلى سلطنة عمان والطريق البحري إلى جيبوتي .. في حين انه في هذه المرة قلص منافذ الهروب إلى منفذ واحد فقط وهو طريق جيبوتي البحري ! وفي تقديري ان هذا التقليص في المنافذ يأتي نتيجة لحساباته العسكرية المستندة إلى أن المنفذين الآخرين سيكونا مغلقين لسبب وجود قواته الغازية المتمركزة فعليا في تلك المناطق في حين أنها لم تكن كذلك عام 1994 م .
شخصيا لم استغرب ان يتحدث الرجل بعبارات واطية كمثل : " لن " تنجبه أمه بعد ..!! و من هيكلوا الجيش " عيتهيكلوا " اليوم !! أو ان يتحدث بمثل هذا المنطق المحتقن بالكراهية والعنصرية والحقد الأعمى على كل ما هو جنوبي وان كان التهديد السافر في هذه المرة في حق حليفه السابق في غزو الجنوب 1994 م والرئيس الشرعي المنتخب بموجب دستور وأنظمة دولة الاحتلال اليمني عبدربه منصور !! وسأكون مستغرب إلى أقصى حد ان ظن هادي ان خطابا آخرا كان من الممكن ان يتحدث به علي عبدالله صالح خلافا لما " تقيئ به صالح " في خيمته " القذافية " الشهيرة .
ان ما " تقيئ به " علي صالح في " الخيمة " يثبت للعالم اجمع وبشكل قطعي الدلالة ان حرب عام 1994 م كانت حرب احتلال بكل ما تعنيه الكلمة من معنى , وأنها لم تكن من اجل الحفاظ على الوحدة اليمنية كما كان يقول هو وإعلامه , ولم تكن من اجل الحفاظ على " الشرعية الدستورية " المصطلح الذي كانت تلوكه وسائل إعلامه بشكل محموم كل يوم وكل ليلة في حرب الألف ساعة كما أسموها , وإنما كانت نتيجة حتمية لعقلية زيدية لا يمكنها أبدا ان تقبل ان تكون محكومه من أيا كان وتحت إي ذريعة أو مبرر من خارج حيز المركز المقدس ..!! حتى وان كانت هذه القيادة الوافدة على العرف والتاريخ تتحدث بكل " براءة " كما يفعل هادي عن " اليمن الجديد " ! ... أولم يصعد الرئيس علي سالم البيض عام 1990 م بدولة الجنوب " كاملة السيادة " إلى صنعاء حالما ب " يمن جديد " أيضا ؟! .. إذا القضية بالنسبة لصنعاء وأهلها ليست قضية مشروع دولة مدنية حديثة ! وهي لم تكن كذلك أيضا في إي مرحلة بالنسبة لهم حتى في زمن ما قبل الوحدة فكيف والحال عندما يأتي إلى مركزهم المقدس طوعا لا كرها " وطن " كامل السيادة تبلغ مساحته 333 ألف كيلو متر مربع بمحض إرادته وبكل سذاجة وبراءة .
غير ان ما يهمني كجنوبي " اليوم " من فحوى هذا الخطاب المقزز يتلخص في حتمية ان يدرك " كل جنوبي " في إي موقع كان والى إي طيف سياسي ينتمي .. سواء كان داخل الوطن أو في خارجه , ضمن إطار " الحالمين باليمن الجديد " أو ضمن أولئك الذين استفاقوا من أحلامهم بعد كارثة 7 / 7 / 1994 م .. " الجميع " عليهم ان يدركوا ان هذا " الرجل المريض " وبالإضافة إلى " جميع " حلفاؤه السابقين واللاحقين يخططون اليوم بكل ما يملكون من وسائل وإمكانيات مادية وعسكرية وسياسية وإعلامية وأمنية للقضاء وبشكل نهائي على الحركة التحررية الجنوبية من جذورها !! وسواء كانت هذه الحركة التحررية تعني " الحرية والاستقلال " أو حتى تعني خلاف ذلك لمن لايزال يغط في سباته الوحدوي العميق .
وسيلحق الحقيقة الأولى أعلاه الحقيقة المؤلمة الثانية التي يهمني جدا ان أتحدث عنها للتاريخ وأوجهها بشكل رئيسي إلى الرئيس عبدربه منصور هادي أكثر من غيره , والتي مفادها ان إي " تعويل " أو " مراهنة " على عوامل خارجية يمكن ان ينتصر بها أو يحتمي بها في الحد الأدنى ضد خصومه في صنعاء , كالتعويل على دعم " الشرعية الدولية " أو " الدعم العربي " مثلا .. لا تعني في حقيقتها الا كمثل المراهنة على سراب خاصة حينما تتقدم القوات العسكرية لتصنع حقائق جديدة على الأرض . وما على الذي يخالفني هذا الرأي الا ان يتكرم بفتح ملف حرب صيف 1994م ليرى بعقله كيف تحول الخط الأحمر الدولي الذي قيل لنا حينها انه سيمنع دخول القوات الغازية إلى مدينة عدن – وهو خط أمريكي بالمناسبة - إلى خط اخضر بفعل ما أنتجه الأمر الواقع على الأرض ..!! وكيف لي ان أتحدث عن هذا الاستنتاج الذي أوجهه إلى هادي وهو شخصيا كان أول من تجاوز الخط الأحمر إلى عدن ...إذا أنت تدرك يا سيادة الرئيس هذه الحقيقية أكثر مني .
ان أكثر ما يمكن ان يراهن عليه اليوم عبدربه منصور هادي لمواجهة الغزاة من وجهة نظري الشخصية هو الفارق الجوهري ما بين ظروف حرب 1994 م , والظروف الحالية عام 2015 م للحرب " المحتملة القادمة " على الجنوب ! .. ان الفارق الجوهري لا يكمن في ان هادي يمتلك " الشرعية الدستورية " التي كان يمتلكها علي صالح حينها !فهي لم تكن عاملا حاسما في انتصاره العسكري , ولا يكمن أيضا في " الدعم الدولي والإقليمي " الذي نشاهده اليوم خاصة إذا ما وضعنا في الحسبان الانقسام الدولي في مجلس الأمن تجاه قضايا إقليمية ممثالة , كما هو حال سوريا على سبيل المثال وإذا ما وضعنا في الميزان أيضا ان الولايات المتحدة الأمريكية لم تعد " اللاعب الوحيد " كما كان حالها عام 1994 م .. ان الفارق الجوهري الذي يمكن ان ينتصر به الرئيس هادي لنفسه وللجنوب يتمثل في مسألة ان جنوب نفسه عام 1994 م ليس هو جنوب 2015م من زاوية في غاية الأهمية وهي ان " الأغلبية المطلقة " لأبناء الجنوب متوحدين اليوم خلف قضيتهم الرئيسية " قضية الجنوب " ولديهم خيار استراتيجي مصيري من هذه الوحدة المشئومة يتلخص في مطلب " الحرية والاستقلال " وهو الأمر الذي لم يكن كذلك حينما تجاوزت قوات صالح الخط الأحمر باتجاه مدينة عدن . وللتدليل على هذه النقطة يمكن القول ان الأمان الذي وجده الرئيس هادي في عدن يأتي من خلال هذا العامل لا أكثر ولا اقل وهو وحده ما يستوجب على هادي ان يدين له بالولاء والعرفان والجميل .. فماذا لو كان الجنوب " منقسم " إزاء مسألة الوحدة اليوم كما كان حاله عام 94 م ؟ هل كان هادي يمكن ان يجد هادي له مكانا آمنا في عدن ؟؟ ... لا اعتقد .
إذا .. وإذا ما أدرك هادي هذا الفارق الجوهري مابين جنوب 1994 م وجنوب 2015 م سوف يملك سيف الانتصار في حالة واحدة تتمثل في ان هذا الإدراك الذهني لا يكفي وحده لتحقيقي الفارق , وإنما يتطلب منه الأمر ان يتعامل مع الجنوب بموجب " مزاجه العام الحالي " ... أي مزاج الجنوبيين عام 2015 م وهو توقهم الشديد للحرية والاستقلال ..!! اما إذا تعامل هادي مع الجنوبيين وفقا لمزاجه هو , واغفل هذا الفارق الجوهري وذهب بعيدا عنه في حربه التي بدأت مع علي عبدالله صالح وحلفاؤه معتمدا على أوهام أخرى ... فيؤسفني ويحزنني جدا القول إننا سوف ندخل جميعا في مرحلة صعبه لا نعلم ما هي نتائجها وماهي عواقبها ! ...


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.