الجنوبيون مع الشرعية ولكن ضد ما يجسده الإخوان واجه الجنوب تحدي الإرهاب وأعلن الاستعداد على مكافحته لابد أن ينظر الرئيس المؤقت هادي إلى قضية الجنوب بشكل عادل الجنوبيون مع التحالف صادقون يرون تنظيم الإخوان والقاعدة إرهابيين كما تراهما السعودية والإمارات مع بداية عمليات التحالف البرية بقيادة السعودية كانت المناطق الجنوبية هي أول ما تحرر من ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح، والسبب لا يتمثل في جاهزية واحترافية قوات التحالف وحسب وإنما لمصداقية أهالي تلك المناطق مع التحالف والقتال جنباً إلى جنب من أجل استمرار عمليات التحرير والحفاظ على الشرعية. ومع تحقيق الانتصارات وطرد الحوثيين وقوات صالح من المناطق المحررة أصبحت شرعية الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي ملموسة تحظى بالاعتراف الشعبي قبل الدولي، وعلى الرغم من ذلك لم تسلم المناطق المحررة في الجنوب من العمليات الإرهابية وكأن ثمة طرفاً ثالثاً يقف ضد أهداف التحالف مما خلق تساؤلات بشأن اليد العابثة في الجنوب؟ وتبين أن حزب الإصلاح والذي يعد الواجهة السياسية لتنظيم الإخوان المسلمين في اليمن، هو من يقف وراء تلك العمليات الإرهابية عبر أفرعها كالقاعدة وداعش والشواهد عديدة. فتلك الأطراف لا يناسبها استقرار اليمن لما فيه من ضياع فرصتها في بسط عقيدة التطرف وخروجها من المشهد السياسي خصوصاً وأن السعودية والإمارات تضعهم في لائحة الإرهاب. واجه الجنوب تحدي الإرهاب وأعلن الاستعداد على مكافحته مع النخب القيادية عبر العديد من الإجراءات التي ساهمت بتقويض العمليات الإرهابية بالإضافة إلى تعمير المناطق وتوفير الخدمات، وهذا ما أزعج القيادات الإخوانية المحسوبة على الشرعية، وعملوا على إقصاء محافظ عدن عيدروس الزبيدي والوزير هاني بن بريك بقرار متسرع من الرئيس هادي الذي كان بمثابة إنكار لتضحيات المقاومة وتآمر على الجنوب في تمهيد لتسليم الجنوب لقيادات حزب الإصلاح وهذا ما لا يرضي الجنوبيين إذ يرونه استسلاماً للإرهاب وضياع للجهود والأرواح التي آمنت بقضيتهم، وهو ما جعلهم يرفضون إقصاء ممثلهم اللواء عيدروس الزبيدي مطالبين بتكوين سياسي وعسكري مستقل برئاسة الأخير. وفي اعتقادي الشخصي أن من حقهم فعلاً المطالبة بهذا التكوين خصوصاً لما تشهده الشرعية من اختراقات لحزب الإصلاح المدعوم من خارج اليمن في مفاصل الدولة ناهيك عن التأثير على القرارات التي أصدرها الرئيس اليمني مؤخراً بإقصاء النخب ممن كانوا في ميادين القتال مع قوات التحالف بشكل دائم حتى أن صيتهم ذاع في الأوساط الخليجية كوزير ومحافظ يشاركان عمليات التحرير في الوقت الذي كان قيادات الإصلاح يتابعون مصير اليمن من شاشات غرفهم بالفنادق. ومثل هذه القرارات لا تضر فقط الجنوب بل تضر جهود دول التحالف على المدى البعيد، إذ أن الخطورة الكبرى تتمثل في تمكين الإخوان من الدولة فهم لا يختلفون عن الحوثي والمخلوع صالح بعداوتهم ضد السعودية والإمارات. لذا لابد أن ينظر الرئيس المؤقت هادي إلى قضية الجنوب بشكل عادل، فالجنوبيون مع الشرعية ولكن ضد الإقصاء، وهم مع التحالف صادقون يرون تنظيم الإخوان والقاعدة إرهابيين كما تراهما السعودية والإمارات.
* مقالة نشرها موقع "ميدل ايست أونلاين" لكاتب خليجي عنونه ب" وضع النقاط على الجنوب"