تلك حكومة عدن بين المعاشيق والرياض ولو انها وفرت قيمة السفريات والنثريات لتلك الرحلات المكوكية لاستطاعت بتلك الأموال أن تحل مشاكل كثيرة كانت ولاتزال تعاني منها العاصمة عدن كمشكلة الكهرباء والمياه والصرف الصحي وتوفير المستلزمات الطبية والعلاجية .. لقد اعطيت الفرصة الكافية من الوقت والاموال التي تضخ من قبل دول التحالف لتلك الحكومة لإصلاح ما افسده الدهر بأسباب الحروب والدمار والخراب .. والظريف في الأمر أن بعض الوزراء في حكومة هادي لم يرق له العيش في داخل العاصمة لربما بسبب انعدام وسائل الراحة والرفاهية التي اعتاد عليها العيش في أجنحة السبع نجوم داخل الفنادق الفخمة والمزودة بأنظمة التكييف والبوفيه المفتوح على مدار الساعة وتوفر كل وسائل التقنيات وأدوات التجميل والرياضة والسباحة وأماكن الإستراحات وقاعات الاجتماعات والجلوس مع الاصدقاء والرفاق .. مهلة السنتان قد مضت والبلاد تنطحن بالحروب والمجاعات وانقطاع الرواتب وتفشي المجاعة والامراض وانعدام وشح المواد التموينية والبترولية وانقطاعات الكهرباء والمياه وانعدام للأمن والامان والاستقرار كل ذلك والرئيس وحكومته يتنقلون بين المعاشيق وعواصم بلدان العالم وتكون الرياض هي في اول وآخر مطافهم ورحلاتهم وجولاتهم وفوق ذلك إصدار التعيينات للمراكز الوظيفية الخارجية لأبنائهم وزوجاتهم وأصهارهم وأقاربهم لكي يستلموا رواتبهم ومعاشاتهم بشكل منتظم وبالعملة السهلة والصعبة .. حكومة المعاشيق والرياض تدير آلة الحرب بطريقة رتيبة وعلى أقل من مهلها فلم يعد هناك رؤية او جدولا معينا للتوصل نحو الضوء في آخر النفق ولم يعد الشعب في الجنوب أن يحتمل اكثر مما إحتمله وقد قدم الشعب الكثير من التضحيات والمساهمات فقد قام بمهامه كاملة من خلال انخراطه في المقاومة المسلحة وخوضه غمار الحروب من اجل تحرير عدن وما حولها بل وساهم بشكل فعال وقوي وحققت الانتصار تلو الانتصار على قوى المد الحوثي والعفاشي حتى وصلت الى سواحل المخا وتخوم تعز وتوغلت نحو صعدة وقدموا ولازالوا يقدمون التضحيات ايمانا منهم بعدالة القضية التي يحاربون من اجلها .. بينما خلال هذه الفترة لم تحرز جبهات اخرى كجبهة مأرب ونهم وميدي وتعز وعسيلان أية تقدما تذكر .. بمعنى ان المقاومة الجنوبية في عدن والقوى والحراك الجنوبي قد حققت الانتصار ودحر القوى الانقلابية وحررت معظم اراضي الجنوب ولكن بقيت المعضلات الآساسية لتطبيع الحياة لم تطرأ عليها تقدما او تحسنا كبيرا .. ومن المعروف ان الهاجس لهذه القوى الجنوبية هي التحرر من اجل اقامة او استعادة الدولة الجنوبية على حدود ماقبل عام الوحدة 1990م ،والان قد آن الأوان لذلك وليقولوا لهادي وحكومة الشرعية في المعاشيق والرياض انتهى وقتكم وTime Is Over