وصلتني الليلة الماضية وحتى اليوم رسائل على الخاص تحمل شتائم وتهم بالعمالة والتخوين من أبناء وطني الجنوب رداً على مقال الأمس والذي عنونته ب(المجلس الرئاسي الجنوبي قرار انفرادي) وتوقعت ذلك مسبقا وأشرت إليه في نفس المقال ولكن المؤلم في ذلك أن يصل حد استخدام ألفاظ أترفع عن ذكرها أو الرد عليها ، وما أثار حفيظتي ليس أمراً شخصيا ولكنه أمر يصب في مصلحة الجنوب. الجنوب وطن الجميع وليس حكرا لأحد على الآخر ولايحق لطرف إقصاء الآخر تحت أي مبرر كان وذلك لضمان استعادة الجنوب الذي نأمله ويأمله الجميع والذي يضمن الحريات ولا يحاول تكميم الأفواه كما تفعل المليشيا الحوثية في المناطق التي تسيطر عليها وتقوم باعتقالات واضطهاد ضد الصحفيين الذين يحاولون انتقاد سياستها.
رسالتي لقيادة الجنوب والخطاب موجه للمجلس الانتقالي الجنوبي ..لاتحاربوا الأقلام كالمليشيا..أتمنى أن تصل هذه الرسالة للمعنيين وذلك حتى لاتنطبق علينا أفعال المليشيا الحوثية في محاربتها لمنتقديها .
اسمعوا جميع الأصوات وخذوا ما يفيدكم واتركوا مالايفيدكم ولاتحاولوا معاداة أحدا إيا كان إن أردتم النجاح والوصول بالسفينة إلى بر الأمان ولاتستهينوا بالضعفاء ولاتحتقروهم فسد مأرب كان ضحية لفأرٍ ظنه الجميع ضعيفا.
اقبلوا النقد من الجميع لعل بعض ما يطرح غفلتم عنه فحاولوا تصحيحه ،ولتعلموا أن الأقلام الجنوبية الناقدة لكم ليست جميعها مأجورة كما تظنون فمنها ما ينتقدكم لتصححوا ما ترونه صحيحا ويراه الشعب خطأً ويصل إليكم عبر هذه الأقلام.
اعلموا أننا إن نقدناكم لسنا ضدكم ولكننا نرى أخطاءً تغافلتم عنها فوددنا تنبيهكم بها حبا بهذا الوطن الذي ناضل الجميع من أجله وإننا نشعر أننا بدأنا نرى النور وحانت اللحظة المناسبة لقيام دولة الجنوب فنخشى أن تضيع تلك الفرصة كما ضاعت مرات سابقة.
هناك أخطاء وقع المجلس الانتقالي الجنوبي فيها من خلال إقصاء بعض الأطراف ونتمنى أن يتم تصحيح ذلك من خلال الكيانات القادمة التي سيتم إنشاءها والعمل عليها لاستكمال استعادة الدولة والاعتراف بها محليا ودوليا وإقليميا.