تتجه أنظار العالم للرياض في هذه اللحظات, لمراقبة أولى محطات زيارة رئيس الولاياتالمتحدةالامريكية ترامب للخارج على خلاف المعتاد في تاريخ قادة امريكا وهناك ينتظر العالم للقمم الثلاث التي ستتم في الرياض مع الرئيس الامريكي سعودية وعربية واسلامية وخليجية..ويأتي ملف الحرب في اليمن والإرهاب وإيران في مقدمة الملفات.. وتوقيع أكبر صفة سلاح في التاريخ ب300 مليار دولار.. ينبغي أن لايمر علينا هذا الحدث وندس رؤوسنا في التراب في الشأن المحلي دون متابعة أثرها ونتائجها القادمة على كل الملفات.. وينبغي ان نتذكر شيءً من تاريخ اليمن السياسي للجمهورية العربية اليمنية , وجمهوريه اليمن الجنوبية..
بعد قيام ثورة 1962 بصنعاء الجمهورية العربية اليمنية, دخل النظام اليمني الجمهوري في صراع مع الملكة العربية السعودية 7 أعوام كان يصف فيها السعودية بالرجعية الكبرى. فشل الثوار رغم دعم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر لهم في إحلال سلام لليمن حتى حصل تبادل الاعتراف بينهما
مع إعلان قيام جمهورية اليمن الجنوبية بعد رحيل بريطانيا من عدن عام 67م اعتلى بعض الثوار المنصات ورفعوا شعار معاداة الرجعية السعودية والامبريالية الأمريكية والاتجاه شرقاً.!
شحنوا عقولنا كشباب في سبعينات وثمانيات القرن الماضي, بشعارات العداء للاشقاء في السعودية وإنّها رأس الرجعية وأن الرجعية وامريكا تحفر قبرها بايدها.!!
أنهار الأتحاد السوفيتي الذي علقوا قلوبنا كشباب به, ودخلنا في وحدة الصراع اليمنية, واتضح لنا أن من كانوا يصدّرون لنا أوهام سقوط الرجعية قد سقطوا وحفروا قبورنا بأيديهم ونحن نصفق لهم ونهلل .
حينما قامت ثورة الربيع العربي خرج الشباب ببرائة وصدق ينشدون التغيير لنظام الرئيس السابق صالح, فتصدر المشهد بعض قيادات ثورية وحزبية أبرزهم من الإصلاح ,هللوا وكبروا عن قرب سقوط الانظمة الرجعية أو من يحكمون من الغرف المحنطة كما كان يصفهم البعض.!!
وفي 2015 سمعنا من كانوا يحذروننا من الرجعية وهم يقيمون بفنادق الرياض .
انتهت ثورة الشباب بالحل السلمي بعد أن أنقذت السعودية صالح من الموت وبدلاً من شكره. لموقفها. وصفها بالعدو الأكبر.
قبل عاصفة الحزم وجه الملك سلمان دعوة لأطراف الصراع في اليمن للحوار في مقر مجلس التعاون ودعا لها الجميع بما فيهم حركة الحوثي وصالح والحراك.
تعالت أصوات حوثية ترفض ذلك العرض وتعده تنازل على الهيبة اليمنية واتجهوا للحرب نحو الجنوب بعد أن حدد صالح منفذ واحد لهادي للهروب وحسم المعركة.
ساعات حتى كانت صنعاء تعيش ليالي لامثيل لها من القصف السعودي والعربي , وبعد عام يصل ممثلوا الحوثي إلى ظهران الجنوب بينما يستمر صالح في طلب الحوار مع السعودية دون أن يلتفتوا له,! وصدق المثل الشعبي (كل معروض باير)
اليوم في الجنوب نسمع أصواتاً لم تستفيد من تاريخ فاشل للحركة الوطنية وتعتقد بكتاباتها وخطاباتها, أنه لاحاجة أن نلتفت ونهتم للموقف السعودي من قضيتنا الجنوبية,إو أن نهتم بما يقوله الخارج طالما قرارنا بايديدنا وكأننا دولة عظمى, ولاندري أين هو قرارانا هذا. ونحن في وضع اسواء من الصومال.؟
متى نسمع عن عقول تتصدر المشهد السياسي في كل المراحل تنظر ببعد وطني وديني واستراتيجي للعلاقة مع الأشقاء في السعودية.؟! وتتعامل مع العالم بواقعية.؟
من السهل رفع الشعارات للعدا مع السعودية ولكن هل نصدّق ما نسمعه من شعارات أم نصدّق ما نراه بأعيننا..!
لعل وصول قادة 54 دولة إسلامية وعربية وخليجية للرياض في قمة ترامب كافي لمن لايجيد فهم أبجديات السياسة وفنونها.