أرسل لي احد الأصدقاء رسالة نقلا عن ضابط في القوات المسلحة مضمون الرسالة إنكار كامل لدور قبيلتي حاشد وبكيل في مواجهة مليشيا الحوثي ووصف القبيلتين بأوصاف غير واقعية وأنكر دورهما في مواجهة الحوثي كأول القبائل التي وقفت في وجه المليشيا منذ التمرد الأول عام 2004 . الكلام بشكل عام مستفز ومجحف وخاطئ ، واجزم أن صاحبه جاهل وغير متابع للأحداث ولا ينطبق على الواقع الذي تقوم به حاشد وبكيل بمواجهة مشروع الحوثي وكيل إيران في اليمن ، وهنا لابد من تصحيح مثل هذه المفاهيم الخاطئة والكلام عن حاشد وبكيل بإعتبارهما هدف للتشويه . قبيلة حاشد من الطلائع الأولى في مواجهة الحوثي منذ اندلاع التمرد الأول عام 2004 على أيدي الهالك حسين الحوثي وكان للقبيلة دور محوري في إسناد القوات المسلحة بالمقاتلين لإخماد نار الفتنة في مران وكانت نهاية حسين الحوثي على أيدي أبطال من حاشد . قدمت قبيلة حاشد قوافل من الشهداء الأبطال سواء في صفوف القوات المسلحة او قوات الإسناد الشعبي وقدمت عدد من القادة والضباط والمشائخ والأفراد خلال الست الحروب والحروب الأخيرة التي اندلعت عام 2013 . أثبتت الأحداث أن حاشد هي بوابة الجمهورية وحزام الدولة والنظام الجمهوري وبسقوط البوابة سقطت الجمهورية والدولة وانهار النظام منتصف عام 2014 حين خذلت الدولة قبيلة حاشد التي كانت تقف على أهم ثغور الوطن أمام المليشيا . كان تفريط الدولة بقبيلة حاشد خطأ كارثي بكل المقاييس بإعتبارها اكبر قبائل اليمن ومشايخها كبار مشائخ اليمن وحين يسقط الكبير يسقط البقية بشكل مباشر دون مقاومة وهو ماحدث عمليا في حاشد التي تخلت عنها الدولة إثناء مواجهتها لتمدد الحوثي ، وسقوط لقبيلة كان ضربة للنظام والدولة ، قوة ومكانة حاشد وهيبتها كانت عامل إسناد قوي لباقي قبائل اليمن وسقوطها فتح المجال لباقي القبائل للتسليم بالأمر الواقع وفتح الطريق للمليشيا ، والجميع يعرف انه بعد سيطرة الحوثي على حاشد وعمران لم يستغرق سوى أيام حتى سيطر على باقي الجمهورية . مثلما كانت قبيلة حاشد في طليعة مواجهة مشروع الحوثي خلال الحروب الست وما بعدها كانت في طليعة المتواجدين في معسكرات الشرعية والجبهات منذ عام 2015 لتحرير اليمن من سيطرة المليشيا ، وأبناء القبيلة قدموا مئات الشهداء ولايوجد قرية او عائلة الا ومنها شهيد وجريح ولاتزال القبيلة تقدم قوافل الشهداء ، وأبنائها أكثر إصرارا على تحرير اليمن هيمنة المليشيا مهما كلفهم ذلك من ثمن. قبيلة حاشد تدفع ثمن خذلان الدولة وتدفع ثمن تواطؤ الإقليم الذي قدم دعما للمليشيا من تحت الطاولة عام 2014 بحجة واهية دفع ثمنها الكل وأثبتت الأيام ان تلك الحجج ماهي الا جسر العبور لمليشيا الحوثي ومن خلفه المشروع الإيراني الذي أعلن العاصمة صنعاء العاصمة الرابعة تحت سيطرة الإمبراطورية الفارسية. حاشد لاتمثل جغرافيا لقبيلة بل هي مركز وروح الدولة والنظام الجمهوري ، إذا سقطت حاشد سقطت الدولة وإذا انتفضت عادت الدولة والنظام ، حاشد لم تنبطح إطلاقا وإنما تآمر الكل عليها الدولة وأركان النظام ، هي مرجعية القبيلة في اليمن ومحاولة أضعافها تضررت منه اليمن ولم يتضرر احد بالشكل الذي كان ترسمه الأطراف الممولة والداعمة لمليشيا الحوثي في لحظة انحراف استراتيجي في الرؤية للأحداث ، والقراءة الخاطئة هي من خدمت إيران والحوثي معا وسهلت لهم ماكان بالنسبة لهما مستحيلا. حاشد قدمت خيرة الأبطال من القادة أمثال الشهيد القشيبي (العصا التي كانت تتكأ عليها الجمهورية) وصدام غبير وجابر ابو شوصاء و العقيد محمد الحسيني والعقيد غيلان سران والعقيد منصور وهاس العبدي و مجاهد الفهد و العقيد يحيي عايض الغشمي والقائمة تطول ، ولاتزال تقدم أبناءها قربانا لاستعادة الدولة والنظام الجمهوري وكأنها تقول نحن حامي حمى الدولة . الأحقاد وانحراف الرؤية أسقطتا حاشد والقبيلة فسقطت معها الدولة ، التوصيف الخاطئ الذي صور ان الحرب هي بين أولاد الأحمر كبار مشائخ حاشد وبين المليشيا كانت الضربة القاصمة للجمهورية ، فالحرب لم تكون مع أولاد الأحمر ، أولاد الأحمر كانوا في مقدمة الصفوف بأنفسهم وأموالهم ورجالهم دفاعا عن حياض الجمهورية والنظام ، ولو كانت الحرب من اجلهم ولأجلهم كما صورها الأعلام المخادع فبإمكانهم الاتفاق ووقف الحرب ، لكنهم كانوا يخوضون معركة نيابة عن الدولة والجمهورية ، وحين خذلتهم الدولة وتحولت الى جزء من المؤامرة كانت اول الساقطين امام المليشيا ، نبهنا وحذرنا من وقت مبكر ، الحرب ليست مع أولاد الأحمر ، الحرب تستهدف الدولة والمليشيا تركز هجومها على رأس القبيلة وكيانها المهاب واذا انكسرت الهيبة انكسرت الدولة وهو ماحدث فعلا ، ضاعت الدولة في دهاليز التوصيفات وانحراف المهمة والأداء . مليشيا الحوثي استفادت كثيرا من خطاب شيطنة القبيلة وقدمت له خدمة بهدم القبيلة وإضعافها ، الأعلام المنفلت كان له دور في هدم الدولة عبر التحريض على القبيلة ورجالها . قبيلة حاشد وبكيل كانتا تقدمان قوافل الشهداء بينما الآخرون يرسلون الخبراء لمليشيا الحوثي وآخرون يصفقون للحوثي تحت وهم صنعه الأعلام أن الحرب هي حرب قبلية لاتخص اليمن ولاتعني الدولة بشيء وهذا الفهم هو الذي سهل للمليشيا السيطرة على اليمن . حاشد قدمت من أبنائها أكثر من 3000 شهيد وآلاف الجرحى ولاتزال تقدم الشهداء لتحرير اليمن من سيطرة المليشيا ، القبيلة سباقة في الوقوف مع الدولة وماحدث من انكسار كان نتيجة خذلان الدولة للقبيلة وانحيازها ضمنا لصالح المليشيا . قبيلة بكيل ، الجناح الأخر للقبيلة ، الركن الثاني للقبيلة ، هي الأخرى وقفت منذ اليوم الأول للتمرد على الدولة عام 2004 وحشدت أبنائها للجبهات في صعدة وحجة وسفيان والجوف ، وقبائل بكيل ممثلة بأرحب وسفيان ونهم وخولان من القبائل التي تواجه عنفوان المليشيا وتخمد نيرانهم وترسل عناصرهم في صناديق وتوابيت للمقابر . عشرات الآلاف من أبناء قبيلة بكليل وخاصة من أبناء انس استشهدوا في صعدة خلال الحروب الست وكان لقبيلة انس الصدارة في تقديم عدد الشهداء في الحروب الست وما تلاها ولازالت تقدم أبناءها لليوم . قادة الألوية والكتائب والمقاومة جميعهم من أبناء القبائل حاشد وبكيل ومذحج بكل أفخاذها ومختلف مسمياتها ، الجبهات العسكرية التي تقف في وجه المليشيا هم من أبناء القبائل ، ولايمكن إنكار دورهم في مواجهة الحوثي وعصاباته . القبيلة قدمت قادة كبار لمواجهة مشروع إيرانباليمن أمثال الشيخ الحسن أبكر والشيخ أمين العكيمي ومنصور الحنق وخالد الأقرع و عبدالله احمد القبيسي و احمد علي الشليف و ناصر مبروك بن رقيب و ناصر بن عبدالله قماد علي حسن غريب وقدمت قيادات عسكرية بارزة أمثال اللواء ركن إسماعيل الزحزوح قائد المنطقة العسكرية السابعة واللواء يحيى ابو عوجاء أركان حرب المنطقة العسكرية الأولى و العميد ركن/ علي عمار الجائفي قائد اللواء 213 و العميد ركن/ هاشم الأحمر قائد اللواء 141 مشاه و العميد/ علي محسن الهدي قائد اللواء 101 بالجوف و العميد ركن/ سمير الحكيمي قائد لواء في العبر والعميد ركن/ مفرح بحيبح قائد لواء 26 مشاه والعميد صادق سرحان والعميد خالد فاضل واللواء جواس والعميد الصبيحي وجميع هؤلاء متواجدين في الميدان حاليا اما من سبقهم في مواجهة الحوثي خلال الحروب الست كثير ولا مجال لذكرهم هنا . حساسية البعض من دور القبيلة حساسية غير منطقية ، وهناك من يعتقد الفصل بين القبيلة وباقي مكونات المجتمع متجاهلا ان المجتمع اليمني مجتمع ذات تركيبة قبلية ، فالقبيلة هي المكون الكبير في المجتمع اليمني . التحام القبيلة في مواجهة المشروع الإيراني هو العامل الأول الذي تستند إليه الدولة وبدون القبيلة لن تجد الدولة جيشا ولن تجد من يحمي كيانها ، وضرب القبيلة هو مقدمة لضرب الدولة وهذا ما أثبتته الإحداث خلال السنوات الأخيرة . التوصيفات البيزنطية الذي يسوقها بعض الإعلام توصيفات لاتدرك الواقع وإنما هو توصيف مأخوذ من نظريات من خارج اليمن تعادي القبيلة وتحاول اختزال دورها بمفردات تخالف الواقع ، الطبيب والمهندس والإعلامي والفني والضابط والجندي والمعلم والأكاديمي والفنان والمبدع والتاجر والرئيس والمسؤول هم أبناء القبيلة ، والقبيلة هي المكون الأول للمدينة كحاضنة سكانية كبيرة في اليمن . الاستخفاف بدور القبيلة ناتج عن وعي سلبي وفهم خاطئ و جهل مفرط ونزعات أنانية أساسها نظريات اجتماعية مستوردة من خارج اليمن ، الفترة الأخيرة تم استخدام القبيلة كفزاعة مرعبة وهذا غير منطقي ، القبيلة تواكب التغيير وليست جامدة كما يصورها البعض بهدف التقليل من دورها في المجتمع بعيدا عن الواقع .