اشعر بدفقه من الأمل والفخر وانأ أراقب محافظ شبوة وهو يحيي من جديد البسمة المشنوقة على أيدي أعداء الحياة ، وليمض في مساعيه الجادة ابتغاء اعادة بلدته المعذبة من الهامش الى المتن على المصاف الاستراتيجي والتاريخي بعد سنوات من الظلم والاستبعاد القسري ، تفصح عن هذا انحيازاته الى مصالح الأغلبية الساحقة من السكان وسيره الواثق في خياره الجنوبي الصريح والإيمان بالشرعية الشعبية الجنوبية والمقاومة الباسلة
فجأة بزغت شموس جديدة لتنير سراديب المحافظة شديدة الظلمة ولتضع حدا لبلطجة نظام الابارتيد القبلي المتحالف في الكواليس مع كهنة الدين المسيس .
طوال عقود أنجز التحالف المذكور نقلات هائلة لجهة تكريس قبضة مافيا الحكم المستظل بيافطات متعددة وبفضلها سرقت من حياتنا أجمل ما فيها وأحالت شبوة الى هيكل عظمي في ظل سيادة الاضطهاد وحبست أرواحنا في زنازين موبوءة بالهواء الراكد والتقاليد القديمة ، لذا ولغيره من العوامل والأسباب والدلائل يخوض المحافظ لملس صراعا مريرا ومعه كل قوى التجديد والتقدمية لتنفض شبوة عن جلدها غبار عقود من العسف والتحقير للآدمية والطبقات المسحوقة وقوى التنوير والتحديث والثورة .
لأعجب إن تخرج شبوة عن بكرة ابيها رفضا للماضي الدموي والحاضر المأساوي وفي عينيها بريق الأمل والتطلع إلى مستقبل مغاير تماما مستقبل تستحقه تماما ، مستقبل لا يرهن في مغارات لحى الدجالين ولا يشد وثاقه في قصور السماسرة والقراصنة والقتلة المأجورين .
من وريد تنظيم " براذر هودز " تتغذى البيكتيريا والجراثيم وكل أنواع القوارض والزواحف التي اثبتت جدارتها وقدمت عروضها الإبداعية في اختراع الفوضى وبث السموم . والثابت القطعي ان الواقع الطحلبي الآسن الذي تراهن الطبقة المخملية على ابديته يسير الى زوال على عكس ما التصق بمخيال المتابع من جبروت وسطوة كرتونية تعمل بشكل مضاد لحركة الزمن .
ان الحركة الجماهيرية والشعبية ستغير وجه المحافظة وتبدأ بكتابة تاريخ جديد لها وتأذن بنهاية زمن البؤس والحرمان الذي عاشته الجماهير المشققة أفواهها شظفا وجوعا وتقتص من عصابات النهب والفساد التي ساومت بالأرض والشرف الوطني وعرضت شبوة في المزادات العلنية والسرية .
من أية مغارات ماضوية انسلت هذه المخلوقات العجيبة ومن أعطاهم التفويض ليتحكموا بأقوات الناس وخبزهم في زمن تغيرت فيه العناوين وأصبحت الشعوب لأترضى بأقل من التطور والنماء والتقدم والعلم وسيادة القانون وصون الحريات .
إن المراحل الزمنية للعويل والتشرد والبؤس والشقاء قد استنفذت وقتها الأصلي والإضافي وأصبحت شبوة إمام تاريخ جديد يجب ان يحمل معانيه كل رجل وامرأة وشاب وشيخ في ضمائرهم وأرواحهم .
ولا يخفى إن الرسالة النقية الطاهرة التي يقدمها المجتمع المدني في شبوة قادرة على الصمود والاستبسال حتى نهاية المطاف حسب كل المؤشرات ..ولن يتم تسليم رقبة للمافيا الذين سيعودون لمهنة بيع الحطب حالما يتغير المشهد الدولي الذي يحميهم او حالما نقدم للاعب الدولي جزء مما أرادوا هم تقديمه وحينها تنزع عنهم الميزة الأهم التي قدمتهم إلى الصدارة وهي الإيغال في العمالة والاستلقاء على البطن والتي على أثرها حصدوا كل هذه الحظوة والنخير
خلق شباب شبوة ليعترضوا ويصوبوا البوصلة إلى درب ربان سفينة المحافظة وقائدها المؤمن بالشعب الكادح وأكواخ الفقراء وقناديل حلم التغيير صانع الانتقال التاريخي من طور التوحش الى المستقبل الآمن .
القبائل المؤذية والقبائل غير المؤذية والمتصوفة والعساكر الجدد ، نخل عسيلان وحقول ميفعة وشواطيء قنا ، وسهول مرخة الفسيحة باتت على قناعة تامة ان الجيل الجديد لن يستسلم للقصابين وسيواجه حتى اخر نفس وحتى تتجه الروح الى بارئها