لم يُخب بوتين ظن القيصر« يلتسن» فيه، فروسيا التي كانت على شفا انهيار سرعان ما استعادت عافيتها، وتموْضعت في قلب المعادلة الدولية، فقد بدأ بوتين من الكرميلن وطهره من مراكز القوى المنتفعة التي أسكرتها مصالحها الخاصة عن النظر الى مصلحة الأمة، ثم زجّ لصوص المال العام والمستبيحين الكبار في السجن لأنهم مطالبون بتفسير حصولهم على مليارات الدولارات خلال زمن وامض كالبرق !!، وعلى خط متصل شنّ بوتين ورفاقه حرب لاهوادة فيها ضم المافيا وتجار المخدرات ، وتلازم كل ذلك مع بعث المؤسسسات العامة وتنميتها المتدرج، والجديد الملفت أن الاتحاد السوفيتي المنهار يستعيد وهجه الآن من خلال سلسة الاتفاقيات المبرمة بين روسيا ودول الاتحاد السوفيتي السابق. بعض هذه الدول تطالب الآن بتفعيل صيغة اتحاد الجمهوريات المستقلة والارتقاء بها إلى مستوىً جديد مما لسنا هنا بصدد تفصيله . وعوداً على بدء أقول هل: مثال «صحوة يلتسن» يمكنها أن تطال الزعماء العرب الغارقين في أوحال الخيبات والتردي والبؤس ؟ .. وهل يمكننا أن نرى زعيماً عربياً يتخلّى عن ذاتيته وأوهامه ليسلم مقاليد الحكم لمن هو أقدر؟ .. بل هل الثقافة السياسية والمجتمعية تؤهل أمثال هؤلاء الزعماء لترك رسالة ناجزة للمستقبل ؟ الجواب في مقال اليوم والمقالين السابقين له ، فراجعوا إن شئتم .