توقّفت مؤخرا حركة الملاحة الجوية في المطار الدولي شرق عدن،بعد ليلة دامية شهدها الأخير،خلفت قتيل واحد وعديد جرحى، إثر صراع مسلح أندلع بين جماعتين مسلحتين،يقودهما قائدين أمنيين بارزين في محيط المكان. وقالت مصادر متطابقة إن خلافًا بين قائد قوات أمن حماية المطار،العقيد/صالح العُميري الموالي لأبوظبي، وبين نائبه الخضر كرده المقرّب من الرئيس منصور هادي،تعزّز مع الساعات الأولى من ليلة الإربعاء، قبل إن ينشب قتال بالسلاح الخفيف والمتوسط في محيط المطار الدولي وتوسعت الإشتباكات بالقرب منه حتى الصباح، بعدما تمركزت قوة موالية لكرده على أسطح المباني المجاورة، فيما تحصنت قوات مواليه للعميري بالقرب من المبنى الرئيسي. وعادت رواية مثيرة للجدل حول أسباب أندلاع القتال،إلى التناول مجددًا،بعد ما تداول نشطاء محليون معلومات تتضمن الحديث عن خلاف حول مركبة عسكرية(طقم) بين الرجلين،لكن متابعون يعتقدون إن هذا الصراع كان مؤجلًا وكان سيحدث حينها في ذروة الخلاف بين الحكومة اليمنية ودولة الإمارات العربية المتحدة قبل أشهر. ولا يرى هؤلاء إن السبب الأبرز للخلاف كان على السيارة العسكرية. وتداول سكان محليون ،بعد الحادثة، على نطاق واسع،مخاوف كبيرة من بقاء السلاح بيد الجماعات المسلحة ومدى خطورة ذلك الأمر على السلم والأمن الأجتماعي في المدينة، وأدانوا بلغة تصعيدية لافتة،ظاهرة المليشيا والجماعات المسلحة،مؤكدين أنها الداعم الأبرز والمشرعن الأقوى لتمدد وتغوٌل الجماعات المتشددة. وبرر هؤلاء ذهابهم الأخير في الرأي، بأن التأخّر في صهر وإدماج الوحدات الشعبية في المؤسستين الأمنية والعسكرية،يعد عامل تستّر خجول على الأعمال التي تمولها الجماعات المتطرفة ويبرز إلى مدى واسع غياب الجدية في التعامل الحازم مع هذه الظاهرة. وحمّل مواطنون في عدن ومهتمون، الحكومة الشرعية وقوات التحالف العربي ووكلائها المحليين، والفصائل المسلحة، المسؤولية الكاملة عن تدهور الوضع الأمني في المدينة،مجددين في ذات الصدد الدعوة لحل المليشيا وصهرها في مؤسستي الأمن والجيش.
ويرى متابعون،إن عدن تعيش وضعًا مليشاويًا بإمتياز منذ مابعد الحرب الأخيرة،مؤكدين في الاثناء،إن ظاهرة المليشيا لم تعد مقتصرة على الفصائل ومسلحيها المحليين،بل تمدد الأمر حتى وصل لإدارتي الأمن وقوات الجيش والحماية الرئاسية في عدن. وتعزيزًا للرواية الأخيرة،يذهب متابعون مهتمون جنوبا،صوب حقيقة أن التجنيد والحشد والتعامل الإداري يستمد بعده السياسي والفكري من وضع ميليشاوي مُعزز مناطقيًا وقبليًا. ويذهب هؤلاء في القول إن الصبغة العسكرية وتركيبتها، في عدن،معتمدة على أجهزه تتخذ الطابع الرسمي لكنها توفر طيفًا مناطقيًا يبدو واضحا للعيان. وعلى صعيد ذي صلة،توقفت حركة الملاحة الجويه في المطار الدولي،مجددا بعد الصراع الدامي فجر الإربعاء،مايعطي إشارة واضحة لأخطار المليشيا ومدى تهديدها الكبير للحركة والحياة في المدينةعدن. وهذه ليست المرة الأولى التي تتوقف حركة الملاحة في المطار،لكن نشطاء محليون يعتقدون إنها لن تكون الأخيرة فيما إذا ظلت المليشيا على حالها.
ويبدي آخرون تفاؤلًا مشوبًا بالحذر من تسلم قوات أمنية مهام تأمين المطار،مجددين دعوتهم لها بالعمل السليم على أمل إستعادة الدور الحيوي للمطار،مضيفين في الاثناء ضرورة تحييد المطار عن أي صراعات أو خلافات سياسية تاريخية.
وفي عدن يثار بشكل لافت ربط بقاء المليشيا بتعرقل البناء والتنمية فيها،واصفين الوضع الحالي بالسيء والذي لا يعطي إنطباعًا جيدًا لدى المستثمرين العرب والإجانب للقدوم إلى عدن،وقالوا إن هذا الحال لا يعد مغريًا بأي حال من الأحوال،لكنهُ قد يغري الجماعات الخارجة عن القانون. *من صالح محوري