على الرغم من تأزم الأوضاع في المنطقة إلا أنها تحمل معها ملامح حل الأزمة في اليمن والتحضير لمتغيرات سياسية واقتصادية بالمنطقة . وكما نتابع مجريات الأحداث فقد أصبحت شرعية الرئيس هادي لا يمكنها تحقيق الانتصار في الشمال ولم يكن لها أي تأثير أو قبول في أوساط المجتمع الشمالي والتاريخ يتحدث عن تجارب سابقة لعدة حروب تاريخية شارك فيها أشقاء عرب في الشمال ومن المتوقع بعد قراءة الواقع أن الأزمة سوف تطول وتزداد تعقيدا ولم تجني الشرعية والتحالف أي مكاسب أو تحالف داخل اليمن الشمالي ويصبح تحالف القوى الشمالية أقوى بعفاش والحوثي والتفاف الشمال حولهم نظرا" لما شاهدوه من اخطاء ترتكبها الشرعية واهمها التخلي عن مسؤلياتها لعدم توفير الخدمات والمرتبات وعلاج المرضى والقيام بابسط حقوق الشعب حتى في المناطق التي حررتها جنوبا" لا نعلم ما الحلول التي تعد لها الأطراف المعنية ولكنه في نظرنا نحن كجنوبيين الحل الوحيد للخروج من دوامة الأزمة اليمنية هو بتمكين حكم ذاتي كامل الصلاحيات لكل جهة فمن جهة الشمال والذي هو بالاساس حكم قائم بذاته ولا تحمل الشرعية منه إلا الصيت ' إلى الحكم الذاتي الجنوبي بتمكين المجلس الانتقالي في الجنوب غير هذا اننا نرى أنه لا استقرار للمنطقة ومما يعني مزيدا" من الخسائر ومزيدا" من سيلان الدماء فكل المعطيات والمؤشرات على الأرض وتلخبط الاوضاع في عدن والمناطق الجنوبية المحرره يجعل المجلس الانتقالي في اتون فرصة مواتية تماما" لفرض السيطرة على الجنوب خاصة وانه يحظى بتأييد شعبي عارم وتفويض عام له من الشعب في ام المليونيات في الشهر الماضي تحت شعار استفتاء كبير عنوانه المجلس الانتقالي يمثلني يوم 21مايو المنصرم والذي كان بمثابة الانطلاقه الفعلية في تأسيس الدولة الجنوبية وفرصة لاتعوض للسيطرة على الأرض وكان من المفترض على المجلس الانتقالي بعد اعلانه ان يتحرك من تلقاء نفسه اتجاه خطوات بنائيه وتثبيت نظامه واستغلال الوضع قدر الامكان كونه الممثل الوحيد عن شعب الجنوب لكنه للاسف مضى خلال الفترة الماضية بخطى متثاقله في ظل وضع مزري يعيشه الجنوب لا ننكر أن المجلس الانتقالي في أول تعاملاته الدولية نجح نجاح منقطع النظير على المستوى الاقليمي والدولي لإيصال رسالة الصوت الجنوبي لكن ما نراه من تحركات مثل ما تفرح الخاطر فهي ايضا" تدق ناقوس الخطر بسبب بعض الهفوات والتي يجب ان تعالج وتتضح رؤياتها فالمجلس الانتقاليي بالاساس هو الحق الذي به سيتم ضحد الباطل اذ إن تحمل مسؤولية اعلان المجلس السياسي هو بمثابة الانطلاقه لبناء الدولة حيث يجب عليه العمل على إرساء قواعد المناخ العام الذي يضمن به تشكيل باقي فروع الدولة بما يضمن الوصول للهدف المنشود لذلك فإنه يقع على عاتق المجلس الالتزام للشعب وللوطن بما جاء في وثيقة شرفه وخلق الظروف التي يمكن من خلالها القدره على احداث التغيير وفرض السيطرة على الأرض كل ذلك لن يتم الا متى ماتم قيام المجلس السياسي بدوره المنوط به وتشكيل باقي مجالسه وتطعيهم بكفاءت مؤهله لتولي مناصب المجالس الاخرى المكمله للمجلس الانتقالي لانه من غير المعقول ان يكون المجلس هو جميع الهيئات فبناء الدولة يتم من خلال مجتمعها ونخبها ومراكز القوى فيها من المعروف أن الكيان السياسي يمثل الحكومة في داخل الدولة والدولة هي الشعب والاقليم وان المجتمع الدولي والاقليمي له مصالحه واهتماماته ونظرا" لما يعنيه موقع الجنوب وحجم حاجة المجتمع فإنه لايمكن ان يدير ظهره لقوة راسخه على الأرض لقد خرجنا من وحي الماضي بدرس مفاده ان لم تكن قويا" فستاكلك الذئاب ومن هذا المنطلق فان تحديد اهداف واولويات المجلس الانتقالي ووضع خطوات التمكين السياسي والميداني باسرع وقتا" ممكن مع تنبه حكماء وعقلا المجلس و تفحص اختيار شخصيات الخطوة القادمة فبناء الدولة يتم من خلال مجتمعها ونخبها ومراكز القوى فيها والابتعاد كل البعد عن المساومه والتعاطف