عندما اصدر الرئيس هادي قراره الصاعق بإعفاء الزبيدي من منصبه كان وقع ذلك القرار مزلزلا وشكل صدمة كبيرة ليس لي فقط بل لكل الذين آمنوا بالرجل وراهنوا عليه كقائد جنوبي سيقود المرحلة المقبلة. لحظة سماعي للخبر تواصلت مع بعض الشباب واتفقنا على الالتقاء فوراً والذهاب لرؤية اللواء الزبيدي لنستفهم منه عن ذلك القرار الخطير وعن دوافعه وأسبابه وعن موقفه من ذلك القرار وهل سيمتثل وينصاع له ام ان له موقف اخر؟
عندما دخلنا على اللواء الزبيدي في مكتبه الخاص لم نجد عنده احد حيث ان جميع من في المنزل غادروا ولم يتبقى سوا مدير مكتبه وسكرتيره الخاص اللذان كانا في حاله ذهول من هول الصدمة التي صقعت الجميع.
شرح لنا اللواء عن الاسباب التي اوصلت الامور الى هذا المنحنى وأوضح لنا ان من بين هذه الاسباب هي مواقفه المنحازة لقضية شعب الجنوب وبعد ذلك سالناه عن ما هو فاعل ازاء ذلك وما موقفه وما موقف دولة الامارات التي لطالما كانت حليفة ومناصره له ؟
أجاب علينا بقوله ان القرار ليس بيده بل بيد شعب الجنوب ومقاومتها الحرة التي أتت به اما حول موقف الامارات فأوضح ان الامارات لطالما دعمتنا وساندتنا لكنها ايضا تريد تحرك شعبي كبير تستطيع من خلاله تعزيز مواقفها الداعمة لنا.
وبعد ان سمعنا ما سمعناه من اللواء تعاهدنا ان نعمل على تحشيد الناس وحثها على الخروج في مظاهرات مندده بالقرارات وفعلا استجابت الناس للدعوات التي اطلقناها لقناعتها بأن القرارات مجحفة وتستهدف القضية الجنوبية وتم بعد الدعوة لإحتشاد مليوني في 4 من مايو والذي خرج من خلاله الاعلان التاريخي الذي تم فيه تفويض اللواء الزبيدي بتشكيل قيادة سياسية وهي القيادة التي اعلن عنها بعد ذلك بأسبوع قبل ان يتم تعزيز تلك القيادة المؤقتة بتأييد ومباركة شعبية في مليونية 21 مايو.
لم تكن كل تلك التحركات عبثاً بل ان اول نتائجها انها ردت الاعتبار للمقاومة والحراك الجنوبي وللقائد الزبيدي ودفعت بدولة الامارات الى الاعتراف الضمني بالقيادة التي افرزتها تلك التحركات من خلال استضافة محمد بن زايد رئيس الدولة لرئيس المجلس اللواء الزبيدي ونائبه الشيخ هاني بن بريك.
ما اود ان اصل اليه من خلال ما اوردته سلفاً ان الامارات او غيرها من الدول لا يمكن ان تأخذ موقف سلبيا من الجنوبيين ومن قضيتهم الا اذا رات المجتمع على الارض مستسلم و متقبل لما يفرض عليه من قرارات او مشاريع .
من هنا اقولها صراحة اذا كنا كجنوبيين نأمل ونرغب في مواقف مساندة ومؤازره من اشقائنا في دول المجلس يتعين علينا كشعب الاحتشاد في مليونية 7/7 تلبية لدعوة المجلس الانتقالي كما يتوجب على قيادة المجلس العودة سريعا الى عدن والشروع فورا في استكمال باقي الهيئات واللجان وايجاد شراكة حقيقة في التمثيل لا تقصي او تلغي احد.