يقصد بثقافة الابتكار في بيئة العمل وجود عقيدة ووعي كبير وراسخ لدى جميع الموظفين من قياديين وتنفيديين بضرورة احترام الفكرة وصاحبها أياً كانت قيمتها باعتبارها نبته ذهنية مهمة تحتاج الى رعاية وعناية لتتحول الى حقل عظيم يدر ثماراً من النتائج المبهرة وفِي نفس الوقت يولد شرارة قد تضيء الدنيا كلها كما أضاءت لنا الدنيا فكرة الكهرباء والإنترنت وغيرها من الابتكارات البشرية المذهلة. مصنع الأفكار موجود ومجاني من رب العالمين وهو (العقل البشري) المطلوب فقط احترام العقل ونتاج هذا العقل وتدريبه وتحفيزه وشحذه واستثماره وادارته ثم انتظار توارد الافكار وتهذيبها وعصفها وتلاقحها بعضها مع البعض الآخر باحترام دون تهميش او استنقاص لقيمة اي فكرة او لا سمح الله سرقتها لتصقل بالنقد والنقاش والتمحيص وتنسب الى صاحبها وبعد ذلك تأتي الخطوة المهمة جداً وهي عملية تنفيذ الفكرة ووجود القرار الشجاع والجرأة والدعم القيادي على التنفيذ العملي حتى مع وجود هامش مخاطر معقول فهذا امر طبيعي ولا قيمة للفكرة المسجونة بين جدران الجمجمة مهما كانت عظمتها دون تنفيذ وبعد ثم يأتي التقييم لبحث السلبيات والإيجابيات بعد مدة من التنفيذ ثم التطوير والتحسين التدريجي المستمر وهنا تدور العجلة ويشع التألق وتتلألأ النتائج وتتضاعف ويتحسن الأداء ويتفجر ينبوع الابداع وتترسخ الثقافة لدى الجميع أن الابتكار اصبح ممارسة عملية طبيعية لدى الجميع وان من لا يبتكر هو الغريب الذي يحتاج ان يتغير لا العكس. البداية تكون من خلال زرع وعي ودعم قيادي ليس فقط بمحاضرة او ورشة او دورة أو بروشور بل بممارسات عملية قيادية وبرامج عمل وانظمة وسياسات تشجع وتحفز أصحاب الأفكار المميزة وتكرمهم بسخاء على أفكارهم خصوصاً الأفكار الإبداعية المنتجة وجدير بالذكر أن أي عطاء مادي للأفكار ليس خسارة في ميزانية المؤسسة بل سيأتي عطاءً عظيماً بعشرات أضعافه وسيشكل مورداً مادياً عظيماً للميزانية .