محاولة حكومة الشرعية اليمنية المستميتة في كسر الإرادة الشعبية الجنوبية وسلب انتصار مقاومتها الباسلة ليس دليلا إضافياً على ضيق أفقها بل وتأكيد مخزي على عجزها وقلة حيلتها في مواجهة القوى الانقلابية التي سلبتها سلطتها في صنعاء! منذ ثلاثة أعوام، وهذا يعنى أن الشرعية تعترف بالهزيمة الذاتية المجانية وتشهد لمن يفترض أنه (عدوها كما تدعي) بالتفوق والانتصار المجاني! فكيف يمكن تفسير غضب الحكومة الشرعية من المجلس الانتقالي الجنوبي الداعي الى الاحتشاد الجماهيري السلمي في عدن المحررة بتضحيات المقاومة الجنوبية في ذكرى الحرب الأولى الغاشمة على الجنوب 7/7/94؟! تلك الحرب التي كانت سبباً كافياً لجعل الجنوب تنتفض عن بكرة أبيها في ثورة شعبية سلمية عارمة منذ 23 عاماً مضت ولم تكن الغزوة الانقلابية الأخيرة على عدن الجريحة الإ بمثابة صب الزيت على النار المتقدة! فكانت المقاومة الجنوبية المسلحة خط النار الذي هزم جحافل الغزو الحوثي العفاشي المدعوم من إيران، والتي لولا انتصارها وتحرير أرضها في وقت قياسي وصمود أسطوري لكانت الحكومة الشرعية ومترفيها باقية في الرياض حتى اليوم! أيهما أحق باهتمام وغضب الحكومة الشرعية اليمنية الأن ؟ هل المقاومة الجنوبية التي اسكنتها في مكان مرتفع من أرضها ومنحتها الأمن والأمان والقيمة والاعتبار في حوضها وحماها عدن البحرية الحانية ؟! أم القوى الانقلابية الحوثية والعفاشية التي طردتها في ليلة ليلا من صنعاء كما يطرد كلب سرق أهله؟! وكيف يجرؤ رئيس الحكومة الشرعية الهاربة على تهديد الشعب المقاوم الحر في الجنوب بعودة عبدالملك الحوثي؟! لاسيما وأنها بهروبها الى عدن كانت سبباً وذريعة لغزو الجنوب واستباحته ! وما الذي تتوقعه الشرعية من الجنوب المقاوم أكثر مما قدمه لها! سيقول لها حينما هربتي إلينا من صنعاء أويناك وحميناك في دارنا عدن وحينما هجم علينا الغزاة في قعر دارنا بسببك هربتي بجلدك وتركتينا نقاوم لوحدنا وخضنا حربا ضروساً بدمنا وروحنا حتى أنتصرنا وحينما حررنا أرضنا وعاصمنتا عدتي إلينا لا لتحرير صنعاء بل لتعذيب عدن وكبح جماحها وسرقة انتصارها ونهبها وتفخيخها بكل الشرور والمفاسد التي لم تشهد مثيلا لها في تاريخها! بماذا تمن الشرعية اليمنية على عدن والجنوب المقاوم ؟! صحيح الي اختشوا ماتوا !