مع تسليمنا وإقرارنا بان الاحتجاج بالتظاهر السلمي والمطالبة بالحقوق المسلوبة بطرق سلمية ، حق كفلته كل الدساتير الديمقراطية ومظهر حضاري رفيع وراقي إلا أن تكرار هذا الشكل من التعبير بنفس النمط التقليدي والوتيرة التصعيدية يرسل رسائل خاطئة في توقيت جد خطير وحساس الى التحالف والى العالم أجمع ويوحي لهم ولنا بالعقم الفكري التام لقيادات الحراك الجنوبي عن إنجاب وسائل وبدائل جديدة أكثر فاعلية من سابقاتاتها، ويكشف عن عداء سافر للشرعية ولمن يقف خلفها و يدل على غياب مشروع سياسي ورؤية مستقبلية غير قادرة على فهم الواقع والتعاطي معه بإيجابية ودهاء سياسي وفعل ثوري يسهم في الوصول للهدف السامي والنبيل الذي يجمع الجنوبيين في الوصول إلية على قاعدة التعاطي مع الإقليم العربي والدولي بحنكة ودهاء سياسي يفرض نفسه وحقه في الحياة الحرة والكريمة التي يناضل من أجل الوصول إليها بالنضال الدؤب وبالتقارب الجنوبي / الجنوبي و بمزيد من الحوارات البناءة والهادفة والقفز على الصغائر والتفاهات وبقراءة واقعية لمجمل المتغيرات على الساحة الداخلية والإقليمية والدولية بعيداً عن المواقف الإنفعالية والشطحات الغير مسئولة ومايرافقها ويترتب عليها من أخطاءات كارثية في عدم تقديرها للمواقف والإحتمالات التي تعيدنا الى نقطة الصفر والى إثارة النعرات القبلية والصراعات الجهوية المناطقية ويدفع بالآخرين الى مزيد من الخوف والقلق من عودتها الى السطح في أي لحظة من اللحظات وتحويل العاصمة عدن الى ساحة صراعات مناطقية و إقليمية وجر بعض المحافظات المستقرة الى دائرتها، بالتأكيد مثل هكذا سلوكيات لاتخدم القضية الجنوبية في شئ بل هو يسئ لها أكثر من ذي قبل ويخدم القوى الإنقلابية الحوثي عفاشية . فهل يستوعب السادة في المجلس الإنتقالي الجنوبي حقيقة مجريات الأمور على الأرض والإستفادة من الدروس السابقة ويكفوا عن (صب الزيت على النار ) في هذه المرحلة الحرجة ويغلبوا مصلحة الوطن على جميع المصالح الشخصية الضيقة والإنتماءات الحزبية البغيضة ويستمعوا لصوت العقل أم أن رداة الفعل ستأخذهم الى أبعد مما ذهبوا إليه في إحتجاجاتهم من تأجيج وإحتقان للمشهد الجنوبي ؟؟!!