تعرضت بوابة الجنوب ضالع الصمود ، لمؤامرات عديدة وقصف مدفعي واستهداف طال أحرار وثوار الضالع لما يقارب عشرون عاما" فكانت الضالع هي أولى المناطق الجنوبية شهدت توتر ومواجهات مسلحة مع قوات الاحتلال منذ العام 1998م عند قيام قوات الاحتلال قتل أحد الضباط المتقاعدين من أبناء جحاف الضالع فثارت الضالع بكل رجالها وأخذت بثار الضابط الجحافي بثلاثة من جنود الاحتلال اليمني . فصمدت الضالع برجالها البواسل أمام القوة العسكرية بقوة الإرادة وبشجاعة الأحرار فكانت الضالع مشعلاً من مشاعل النضال والصخرة المنيعة التي تكسرت عليها كل المؤامرات والمخططات والمشاريع الاستعمارية والتآمرية التي تستهدف الهوية الوطنية لأرض الجنوب ومستقبل اجياله.
انتفضت الضالع برجالها وشبابها واطفالها ونسائها ضد المحتلين في تظاهرات حاشدة بشكل يومي تعبر عن إرادة الشعب الجنوبي عامة في التحرير والاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية الحرة. فكانت الضالع أول شرارة الثورة الجنوبية بل اول شرارة الربيع العربي ، كيف لنا أن ننسى ونتناسى ونستكثر على الضالع تاريخها الأسطوري الطويل كيف لنا أن ننسى القتل والقصف والاغتيالات والدمار والمجازر التي ارتكبها الجيش اليمني بحق الضالع ورجالها واطفالها ونسائها .
الضالع قدمت خير الرجال وخير القيادات الشجعان، الضالع غيرت التاريخ! في حرب 2015 فكانت الضالع الحصن المنيع التي عجزت قوات الاحتلال الحوثي وعفاش اقتحامها للوصول إلى عدن ، صمدت الضالع على الرغم من قلة الدعم والمساندة وعدم التكافئ مع العدو بالسلاح والعتاد العسكري الا ان الضالع بما أنجبت من اسودا" وابطال صنعتهم ميادين التدريب والتأهيل التي اعدتهم الضالع في معسكراتها على قمم الجبال ،قد سطروا اروع الملاحم البطولية والانتصارات . لا ننسى تقدم ابطال الضالع لفك الحصار على قاعدة العند وكرش والمسمير ومنها إلى العاصمة عدن ، أذكر بعض هذه الأمثلة واسرد بعض قصتها لأجل ندرك أهمية التضحيات التي قدمتها الضالع وان قيادتها الذي يجحد بنضالهم الكثير من أبناء الجنوب لم يصلون إلى عدن والتعيينات لهم عن طريق الصدفة أو ركبوا موجة الثورة والمقاومة فعيدروس الزبيدي هو الأب الروحي للثوار والمناضلين وهو صانع الانتصارات في الضالع وايضا رفيق دربه شلال شائع .
وعلى أثر ما تشهده الجنوب اليوم من محاولات شق الصف الجنوبي واستعداء البعض ومحابه البعض وكيل الاتهامات ونزع النعرات المناطقية والتي ما هي إلا ضياع الجنوب وضياع التضحيات .
سنكون مع المجلس الانتقالي ولن ننتقص من القائد عيدروس الزبيدي ولن ننتقص من أي جنوبي يريد أن يعمل لمصلحة الجنوب ، فهناك خطوط حمراء لا نرضى المساس بها أهداف الثورة ودماء الشهداء، فلا تدعوا المناطقية أو الولاؤات أو المكونات تخذل الثورة وحلم أبنائها ولا تختزلوا الوطن بسقوف هابطة من الشعارات والرايات والمشاريع الخدمية.