بشمسٍ صيفية لا يعرف لسعتها إلا من تشبع من حرارتها العالية منذ الصباح الباكر ' أخرجُ للعمل بحيوية وبروح إنسان لا يؤمن إلا بالعمل ' أبتسم .. وأغدق على من يمرُ أمامي بتحية الإسلام ' إلى الجهة المقابلة لي وعلى بُعد عشرة أمتار فقط بالتمام بوفية الحضرمي لبيع الخمير الطازج الى الان رائحته لم تفارق أنفي ' زحام خانق يفضح الرغبة المكتومة بالرقص على أنغام الصباح بوجوه محبة للحياة وإستمرارية العيش ' موظفون يتهافتون الى دوائرهم بعيون ناعسة ' متسول يفيض حباً بالوطن بعفوية يتيمة يحتضن راديو صغير وينصتُ بشغف عارم الى صوت أبو بكر سالم بالفقيه (كل شي معقول إلا فراقك يا عدن ) بصوت أبو بكر الجميل ' رجل المرور يقفُ وسط التقاطع يُصارع الشمس بابتسامة رشيقة ويمارس هوايتهُ باجتهاد بتدوين أرقام السيارات المخالفة بلذة . هنا سيطرات أمنية عناصرها مميزون بملابسهم ويبدو أن الضابط مستعد في أتم الاستعداد وَجَدتُه يهمس مع نفسه بأذكار الصباح بوجهٍ حاد تُزينهُ نظرة الحريص على أمن هذه المدينة '..... في آخر الشارع امرأة ممشوقة القوام متبرمة وخائفة مرعوبة من أن يتأخر سائق الباص أكثر '. رجلٌ ريفي على الجهة الاخرى يبدو أنه زائر ينظر إلى الأشجار الخضراء بجانب الطريق الغير منتظمة بإنزعاج تام فيبادر من فوره لتشذيبها لتكون لائقة نسبياً بأهل هذه المدينة الجميلة ودرساً في الزراعة وحب الارض لجيل يعشق هذه المدينة عشق لا يوصف .. ' تُقابلُ هذه اللقطة عجوز يلفها شيدر الا وجهها المجعد الذي يدلُ على عمرها الستيني تخطو ببطىء يُثير أعصاب سيارات الاجرة لينطلق حفل المنبهات العشوائي ' قبل أن أصل إلى عملي لمحتُ شاب جامعي متلهف يستعد بثبات جميل ويحمل كتبه قاصد كليته لينهال من بحور العلم ليستفيد ويفيد مجتمعه ... أسألكم أنتم أحبتي .. مدينه مترعة بهذا الجمال كيف لا أكون هائماً بها ومفتوناً إلى مستوى الجنون كمثل هذا النص المنفلت الغير منظم لغويا ...!!