وقف الأب منبهراً من تصرف ولده الصغير الذي لم يجاوز العشر سنوات وهو يستقبل ثلاث نسوةٍ زائرات لدكانه المتواضع الذي لا يرى لصغره بين زحام المحلات الكبيرة وهنّ يسألنّ على نوع من الحجابات، فأجاب الصبي قائلاً: نعم يوجد لدينا كل ما تطلبن تفضلن ، تفضلن بالدخول. سارعن النسوة بالدخول ليقفن أمام الصبي التاجر الذي أخذ يخرج أنواعاً من الاحجبة السادة والملون ، ولكن بدا على ملامح النسوة عدم الاعجاب فقالت إحداهن : لا ليس هذه الموديلات ، هذه قديمة . أجاب الصبي بفصاحة ولباقة قائلاً: أبداً أبداً هذه أفضل أنواع الأحجبة ، إنها حرير وقماشها لا يتغير أبداً وألوانها ألوان الموضة وقبل أن تنصرف النسوة من المحل انطلق صوت الصبي منادياً: أنظري يا سيدتي هذه قطعة جميلة لونها يناسب بشرتك البيضاء اقبلن النسوة الثلاث يقلبن القطعة ليعرفن ايهن يعني الصبي بصاحبة البشرة البيضاء ، حاول الصبي أن يستفيد من اعجاب كل من النسوة بنفسها وحبها للمديح فاختار أحداهن ليخاطبه حتى تشعر الباقيات بالغيرة قائلاً: إنها أكثر ملائمة لبشرتك خديها إنها لك أجابت المرأة متباهية بالمديح أمام زميلاتها ومسارعة بالشراء قائلة : بكم هذه القطعة؟ وبلباقة وفصاحة وذكاء أجاب الصبي قائلاً: رخيصة جداً إنها بخمسمائة ريال تجيب المرأة مستنكرة قائلةً: لا إنها غالية جداً وما زال الصبي هو سيد الموقف بذكاء يعزف على أوتار غرور المرأة قائلاً: أبداً إنها بأقل من سعرها ولكن هذا خصم لكٍ لأنك زبونة المحل فقط كانت السيدة على يقين أنها لأول مرة تخطو بقدميها هذا الشارع وتدخل المحل ، ولكن إطراء الصبي لها أثار غرورها ورغبتها في الظهور بأنها دائمة التسوق والشراء وقبل أن تصدر أو تتفوه بكامة يستطرد الصبي بحنكة وذكاء قائلاً: الاسبوع الماضي خصمت لك مائتان ريال دعي هذه المرة لي ودون تفكير أمام دهاء الصبي وحنكته أخرجت السيدة حقيبة نقودها وقدمت المبلغ المطلوب ثم انصرفت النسوة مغادرات المحل فوضع الأب يده على رأس ولده يمسح على شعره وفي عينيه اعجاب بتصرف ولده التاجر الصغير