مر الجنوب بالعديد من التحديات وتجاوز معظمها متسلحاً بالوعي الوطني الذي يتمتع به غالبية أبناء الجنوب. فالصمود والتضحية والبطولة عندما يرافقها الوعي تصل بالثائر إلى طريق الإنتصارات وهذا ما شهده الجنوب بفضل الله تعالى برغم الكم اللا محدود من الفتن والدسائس والمؤامرات على الثورة الجنوبية ومحاولات تشويهها أو تغييرها وتمييعها. وخلال كل تلك المراحل كانت هناك ثغرة واحدة في نضال شعب الجنوب العظيم وهي التأخير في تشكيل قيادة موحدة ولكن من خلال إعلان عدن التاريخي وتشكيل المجلس الإنتقالي الجنوبي تجاوز شعب الجنوب هذه الثغرة وأصبح لقضية الجنوب ممثلاً يمثلها داخلياً وخارجياً يعبر عن إرادتها ويسعى لتحقيق أهدافها. إنجاز قطع الطريق أمام كل من كان يُسقط حق الجنوبيين في التمثيل في أي حوار عربي أو دولي بحجة إنهم غير مجمعين على قيادة جنوبية موحدة.
فأصبح الحال على أرض الواقع كالتالي: ثلاثة مشاريع لكل منها أهدافه،
3- مشروع شعب الجنوب إستعادة الدولة ويمثل هذا المشروع على أرض الواقع المجلس الانتقالي الجنوبي.
إذن نحن كجنوبيين من المفترض أن نكون مع مشروع الدولة الجنوبية الحرة المستقلة أي مع تأييد ومساندة المجلس الانتقالي الجنوبي مهما تباينت وجهات النظر فيما بيننا ومهما أختلفت أراءنا حول بعض الجزئيات أو بعض التفاصيل يجب أن نحافظ على هدفنا المركزي وهو الدولة الحرة المستقلة. فمن يبحث عن وطن وهوية وحرية وكرامة لن ينجرف خلف الصغائر ولن تعنيه الفتن المناطقية أو الشخصية وسيكون كبيراً بحجم الوطن أما من لا تعنيه قضية الجنوب فسنجده تائهاً في خدمة بقية المشاريع وكل هذا سيؤذي إلى فرز حقيقي للشخصيات والقوى الوطنية الجنوبية الباحثون عن وطن وليس محاصصات أو مواقع.