عندما تقدم أغلى ما تملك من أجل الوطن عندها يجب أن يقدرك الجميع ويدركون قيمة الشيء الذي ضحيت به نفسك أو مالك أو جزء من جسدك , لكن عندما تجد نفسك في بلد أصحاب القرار فيها لا يعرفون ماذا تعني كلمة عرفان وتقدير تدرك عندها ماذا تعني أن تصبح لا شيء في بلد قدمت لها كل شيء. العسكريين في عدن هم الفئة التي قاتلت فترات الحروب المتتالية وسقت منهم بين شهيد وجريح وهناك من فقد منزله وعائلته أو من تعرض للسلب والنهب ولم يجد من ينصفه أو يعوضه. حالة الفوضى التي تمر بها البلاد وأزمة الرواتب أدخلت العسكريين الحاليين والمتقاعدين دوامة من المعاناة والحرمان من حقوقهم ما تزال قائمة الى يومنا هذا فأصبحوا متخبطين بين وعود وهمية وقرارات لم تنفذ واشاعات مغرضة بقدوم أموال مخصصة لهم وسرقتها أو تغييبها ليبقى الحال على ما هو عليه في انتظار التدخل لإيجاد حل نهائي لهم وتسليمهم رواتبهم في الوعد المحدد لها. نسلط الضوء على فئة مهمة من العسكريين (الهيئة العسكرية العليا للجيش والأمن الجنوبي) التي قامت بعمل وقفة احتجاجية مطالبة تنديدا للوضع الحاصل لهم وايصال رساله للحكومة مفادها نحن هنا أين انتم؟؟ تقرير: دنيا حسين فرحان وقفة احتجاجية واعتصام انذارا بالتصعيد :
في صباح يوم الثلاثاء الموافق 15\أغسطس وأمام بوابة معاشيق تم قيام مجموعة من العسكريين التابعين للهيئة العسكرية العليا للجيش والأمن الجنوبي بوقفة احتجاجية تطرقت لطرح كافة القضايا التي يعاني منها جيش الجنوب وأمنة وشعبه. تكللت الوقفة الاحتجاجية بالنجاح والتي على إثرها مباشرة أكد المشاركين على عزمهم مواصلة الضغط على الحكومة وذلك بعمل اعتصام في نفس المكان وبحضور عشرات من ابناء القوات المسلحة والأمن والمقاومة التابعين لهم. وذلك لتنفيذ كل ما ورد في البيان الختامي للوقفة الاحتجاجية والتي تأتي سرعة صرف المرتبات المنقطعة كأولويه قصوى. ونتيجة لجلوس المعتصمين في العراء قامت الهيئة بشراء خيمه لتحميهم من حرارة الشمس وتم نصبها إلا أن ذلك أغاض بعض القيادات وأمرت بتفكيكها بالقوة وبطريقه استفزازيه وهذه العملية دفعة بقضية العسكريين المعتصمين إلى الواجهة أكثر.
تفاعل جهة مختصة مع معاناتهم :
في سياق متصل تم التواصل برئيس الهيئة العسكرية العليا اللواء الركن صالح علي زنقل من قبل نائب رئيس هيئة الأركان العامة وقائد المنطقة العسكرية الرابعة يدعون قيادة الهيئة العسكرية العليا للقاء والتفاهم حول مجمل القضايا والمطالب العادلة لمنتسبي القوات المسلحة والأمن. وأثناء اللقاء تم مناقشة كافة القضايا والمطالب التي وردة في بيان الوقفة الاحتجاجية وما يهدف له الاعتصام والواردة أساسا في مشروع النظام الأساسي للهيئة العسكرية العليا كأهداف ثابتة وواضحة. حيث تم قراءة أهداف الهيئة العسكرية العليا من قبل رئيس الهيئة واكدوا جميعا ان مهامكم هي نفس مهامنا ولنا أولوياتنا ولكم اولوياتكم حسب الظروف والمستجدات.
وبعد مداولات الجميع من الطرفين استخلصت المخارج التالية :
1.مسالة المرتبات نطالب بسرعة صرفها جميعا،، وبيانكم ورسالتكم في الوقفة والاعتصام وصلت بقوه إلى الجميع بما فيهم فخامة الاخ رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وأكد تفهمه لعدالة كافة مطالب المحتجين والمعتصمين.
2. أكد نائب رئيس هيئة الأركان العامة بأن المرتبات ستصرف ما قبل العيد دون كلام .. ويجب معرفة أن ذلك التأخير هو اصلا خارج إرادتنا جميعا.
3 . تم التأكيد على تسوية أوضاع المتقاعدين من خلال صندوق التقاعد ومتابعة إيجاد البراءة المالية اللازمة لذلك وتسوية أوضاعهم المالية وفق هيكل الأجور الجديد.
4.أكد كل القادة بأن الهيئة العسكرية العليا جزء من الحل وليس جزء من المشكلة والعمل على ضرورة مساعدتها كساعد ومساعد لنا.
5.التأكيد على حل قضية من صدرت بهم قرارات رئاسيه بالعودة والتسوية والتي رصدت لهم ميزانيه قدرها 332 مليون وفي انتظار التعزيز المالي.
وعلى ضوء ذلك وبعد أن تبين لنا جميعا تلك الأسباب المبررة والغير مبرره وتفهمنا معا لإعطاء الفرصة لتحقيق تلك المطالب وفق جدوله واضحه في مقدمتها صرف المرتبات.
رفع الاعتصام في انتظار تنفيذ مطالبهم :
استنادا لما سبق فقد العسكريون التابعون للهيئة العسكرية العليا رفع الاعتصام وإخلاء المكان ، واعطاء فرصة لأولئك القادة للمتابعة والتواصل مع الرئيس القائد الأعلى للقوات المسلحة والايفاء بتعهداتهم وفي حال لم يتم أي تحرك أو حل سيعود الاعتصام والتصعيد. مؤكدين بأن قيادة الهيئة العسكرية العليا ستكثف من تحركها وتواصلها وسعيها الجاد مع كافة الجهات والأطراف بما يضمن إنجاز وتحقيق كافة القضايا بجدوله صريحه وصادقه وشفافة.
بيان صادر من الهيئة العسكرية يلخص كل مطالبهم:
دعت الهيئة العسكرية العليا في بيان صريح صادر عنها فخامة رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة والحكومة عبد ربه منصور هادي إلى تسوية أوضاع المتقاعدين ما قبل الوحدة وبعدها وكذا المتقاعدين قسرا بعد حرب 1994 وتسوية أوضاعهم المالية وفق هيكل الأجور الجديد حيث يعانون تدني مرتباتهم لمستويات لا تعقل.
كما أكدت على ضرورة حل مشكلة المنقطعين وكذلك من صدرت بهم قرارات رئاسيه بالعودة والتسوية ولم تنفذ اطلاقا.
وتدعو الهيئة العسكرية العليا الجهات المعنية بالاهتمام باسر الشهداء والجرحى من أبناء القوات المسلحة والأمن والمقاومة وتسوية أوضاعهم عرفانا بما قدموه دفاعا عن الجنوب في مختلف الحروب التي مرت بها.
وتحث القيادة السياسية والعسكرية للبلاد إلى إعادة النظر في ذلك البناء الغير مؤسسي والغير وطني في الجيش والأمن حتى لا تصبح مشكلة كبيرة تنذر بإخطار.
وتناشد الدولة وأجهزتها المعنية لإنقاذ ما يمكن انقاذه من مخططات حضارية في العاصمة عدن وعدم السماح باستمرار عبث العابثين والفاسدين الذين ينهشون في ساحاتها ومساحاتها.
وتطالب الحكومة بتحمل كافة مسؤولياتها بتوفير الخدمات الضرورية والحيوية والعمل الدؤوب على استتباب الأمن وتفعيل كافة المراكز الأمنية في خدمة الشعب وليس لابتزازه.
هل ستلقى أصواتهم المبحوحة صدى من قبل الحكومة:
بعد كل المحاولات التي قامت بها القوات التابعة للهيئة العليا من تنظيم وقفة احتجاجية واعتصام والتواصل مع عدة جهات للتدخل وكذلك قيام مجموعات أخرى تابعة للجيش والأمن والمقاومة بتوصيل مناشداتهم ومطالبهم الى من يهمه الأمر وكل مظاهر التخبط والضياع الذي يمر به العسكريين المتقاعدين يبقى السؤال الذي يطرح نفسه هل ستلقى هذه الأصوات صدى لها وستتفاعل الحكومة مع هذه الفئة التي أصبحت تتجرع المعاناة كل يوم من أجل الحصول على راتب واحد في ظل الأشهر التي حرمت منه لذا نطالب الحكومة بسرعة التدخل وتنفيذ الوعود التي قطعت لهم على الدوام لتفادي أي تصعيد قد يمس أمن وسلامة الوطن.