ان الانفتاح على العالم هو قدرة هذة الثورات الجديدة في الانفتاح على العالم. ان الانقلاق هو الوجه الثاني لعملة التخلف ،ولا توجد قوة سياسية واقتصادية ومجتمعية تستطيع أن تحبس شعوبها من التاثير والتاثر بما يحدث خارج حدودها الجغرافية والسياسية وماحدث في ثورات الربيع العربي لهو البرهان الأكبر على تلك القدرة الهائلة التي دفعت التغيير من فضاء الانترنت والكون الافتراضي للشبكة العنكبوتية ليكون فاعلاً على ارض الواقع. لايعني الانفتاح على العالم الاكتفاء بدور المستهلك ،بل يجب دراسة إمكان الشراكات المؤسسية على قيم تخدم كل الطرفين ، شراكة تؤسس لتغير ليستفيد المواطن بارباحه مثلما يشارك بنجاحه. يعني الانفتاح على العالم، كذلك دراسة التجارب المهمة والمائلة لبيئاتنا العربية المحافظة طبقا لاختيارات معظم اصوات الأقتراع الجديدة، والبداية مع تجارب التعليم المتقدمة فهي الأولى بالدراسة والتدبر، لان هذا المجال هو اليد الاولى التي ترفعنا عالياً إلى مضاف الدول التي تعمل بالعقل ، من اجل تنمي القدرات الفكرية ، وتبجل العلم ،وتستخدم ادواته للتقدم. كما يعني الانفتاح على العالم بالمثل ان نرى التجارب الديمقراطية في الحكم الرشيد، وكيف نظمت العلاقات المتشابكة بين أطيافها ،حيث يندر اليوم في الألفية الثالثة أن نجد بلداً قوامه عرق ،ولسان واحد، ودين موحد ولذلك استنت الديمقراطية شرائع تنظم وقوانين تؤسس للحقوق والواجبات ، وإعلأ مبدإ المعاملة بالمثل. لكن الانفتاح على العالم يتجلئ في صورته الأكبر حين تناول مسألة الحوار ، مع الاخر الذي أصبح شريكاً في قرية كونية نسكنها معاً. في بلداننا العربية سنجد أن ذلك "الآخر" هو الزائر لبلادنا سائحاً او القادم إليها مستكشفاً أو بها خبيرا او الطامح فيها مستثمراً أو العامل بها موظفاً ومدرساً ومهندساً وطبيباً، مثلما نسجد نحنا نمثل الطرف "الآخر" حين نزور بلاداً ندرس بمعاهدها وجامعاتها التعليمية ، أو نتاجر مع مؤسساتها وشركاتها التجارية ، أو نتعامل مع منظماتها الحكومية والمدنية. هذا الأحتكاك المباشر يتطلب معالجة بناءة تقوم على احترام الآخر، دون مساس بالكرامة الوطنية ،او جرح العقائد السماوية أو إهانة القيم والتقاليد الشعبية والعرفية.