لم ينتظر اليمنيون رئيسا للوزراء مثلما انتظروا طلة "بحاح" وأخشى أن يستيقظ اليمنيين أنفسهم بعد وقت قصير وهم يرددون المثل الشعبي"صامت وفطرة ببصالي". على أن أول تصريح لمعالي دولة رئيس الوزراء الجديد - قبل تسلمه مهامه- بدا مشجعا خصوصا وهو يعد الناس بالانفتاح وبحكومة نزاهة وكفاءة؛ ولن يفلح أي قادم إلى هذا الموقع الصعب وفي هذه الظروف الصعبة إلا إذا حصن تجربته بحكومة مرصعة بأسماء قادرة بالفعل على امتصاص حالة السخط الشعبي المتكاثرة خصوصا وأن الناس قد وصلوا إلى حالة من السأم وعدم التفاعل مع أي كذب مغلف بمواويل "سحي لحي". بالنسبة لأي إنسان عصري "الانفتاح" بكل مستوياته الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية عبارة مغرية ويليق برئيس وزراء شاب شاف العالم من حوله كيف عايشين أن يتحدث هكذا؛ ومن حسن التدبر البدء -وبسرعة- بالانفتاح على وسائل الإعلام باعتبارها أهم حامل للأفكار.. وأهم مخربش لها أيضا. في كل الأحوال سيكون لزاماً على معالي دولة الوزراء أن يحيل تلك الكلمات الملهمة (الانفتاح والنزاهة والكفاءات) إلى خطوات ملموسة وإلى برامج مدروسة وإلى عمل يشاهده الناس ويعيشوه؛ أما الهدار فقد شبع اليمنيون منه وسأكون متفائلاً إلى حين . على أن "الانفتاح" على العقلية اليمنية العصرية شوط مهم ينبغي لرئيس الوزراء "بحاح" أن يلعبه باقتدار واليمن مليئة بالقدرات وبالطاقات وبالهدارين أيضا.