الاثنين 24 ديسمبر 2012 11:39 مساءً علي سالم بن يحيى "ما كنت متوقع خيانته لي، وأنا حسبه في الناس خلي" الفنان الكبير أبوبكر سالم بلفقيه لا يبتعد الزميل محمد علي العولقي، عن أبناء جلدته الجنوبيين في الصفات والنوايا الحسنة، غازلته صنعاء، ورمت طرحتها عليه، خطبت وده، وبعفويته وبساطته، ونقاء سريرته، وطهر قلبه، لبى النداء، نداء الواجب، وطار سريعاً إلى حضن حبيبته وعشيقته صحيفة "الرياضة"، وهي في لحظات احتضار، رغبة منه في الإبقاء عليها حية، بعد طعنها، وتفجير مخزونها المعنوي، المادي والجسدي، وتفكيك أوصاله بقنابل عدائية، لا علاقة لتنظيم القاعدة بها!!. طار ابن العولقي- لم يفكر في أمر الماديات، لم يضع شروطه التعجيزية- ليعيد الحيوية لجسم الصحيفة (الناشف مع الرشوش)، أرتضى بالعمل كرئيس لتحرير الصحيفة، دون اختيار طاقمه المعد سلفاً، كحال المنتخبات الوطنية جاهزة العدد والعداد، وكأن اختياره لتوليفة العمل يعد نسفاً لأهداف ومبادئ الثورة اليمنية ووحدتها المغضوب عليها! أمسك النحيل، صاحب القلم الذهبي المرصع درراً، بتلابيب الصحيفة، وقادها باقتدار في الزمن الصعب، حوربت فيه من جميع جهات التماس، بغية إفشالها، وإعلان إفلاسها، إلى أن وصل أمرها لاحتجابها في أحد أسابيع مخاضها العسيرة، ولا أجد تفسيراً لتلك (الحرب) سوى تفسير واحد، انتقاماً منها، لأنها صحيفة (الشباب) وهذا يسبب (ضرس) و(تحسس)، وكأنها هي من حاكت ثورة الشباب!!. لم يضجر، لم يتململ، ضغط على قلبه المنهك، تجاوز عقليات المرضى، وتعدى إرهاصات الحرب (القذرة)، فالعولقي لا يهرب من المواقف الصعبة، والأزمات ومطباتها المصطنعة، كما يفعل غيره...! القلم الذهبي، لم يطلب (الرئاسة)، بل هي انساقت إليه صاغرة، لم يطلب السكن المريح، والسيارة الفارهة، والراتب المغري، هذه (الأوساخ) يضعها خلف ظهره، كأشياء ثانوية، في زمن الماديات والجشع، يمكن يظن في قرارة نفسه أنه يتعامل مع صنف من البشر ما زال موجوداً على ظهر الحياة، لكن الحقيقة الصادمة لكل صاحب ضمير حي وروح متسامحة، عفوية كروح محمد، هؤلاء اقصائيون يا كروان الإعلام الرياضي، لا يريدون أحد يمتلك من متاع جمهوريتهم سوى الحطام، المجد لهم، الثراء لهم، الوطن لهم!!! وصل العولقي إلى طريق اللا عودة، فالطريق مسدودة، العدو من أمامك، والصديق المقرب يطعنك من الخلف، كان لزاماً الانتصار لذاته، ولقيمه التي رضع من ثديها، لا يمكن السكوت على تجاوزات ومحبطات مفادها: "أنت غريب في بيتنا، وبسببها قدّم استقالته من رئاسة تحرير الصحيفة، وتركها للمتربصين، عشاق كراسي الهواء.. العولقي..مثال صارخ للقضية الجنوبية ومحاولة جرجرتها لأحضانهم، بدس السم في العسل، يعطونها حلو الكلام، مبطن بخناجر تقصقص أجنحتها، وتكسر عظامها، تسريعاً لوأدها، ورميها إلى المقبرة، وتأكيداً لقول الفنان الشعبي: "حبيبي مد لي كنبل، وتحته بير محفورة"!.