الأحداث تتوالى تباعا والمشهد العام جيوش و تكتلات و عصابات ومليشيات وحرب وتدمير وتعبئة مع وضد كل المؤشرات تدل على ان لا احد منتصر وان الخاسر الوحيد في هذه الفوضى هو الشعب ، الحلفاء لم تكن لهم خبرة إطلاقا في التدخل العسكري في النزاعات بل ان هذا التدخل العسكري هو أول تجربة لهم لذلك من المستحيل توقع حسم سريع او نتائج ايجابية للحرب وفي المحصلة النهائية سيحمل كل طرف الطرف الأخر الفشل والدمار والجوع والمرض وسيكون لملمة الفشل على شكل مشروع اخر اغبي وأقبح من مشروع الحرب سيأتي هذا المشروع انعكاس وبديل من اجل أخفا الهزيمة و الاكتفاء بالخسائر المادية التي كانت غير متوقعة وكانت بالتأكيد مؤلمة جدا ولا يهم الأطراف الخسائر البشرية ولا تدمير البنية التحتية ولا انتشار المرض والفقر والجوع بل ان الإنسان والبنية التحتية والعمران هي جسور عبور للمجنزرات و الصواريخ و القذائف وكافة أسلحة الموت والدمار في هذه الحرب لتحقيق مصالح لأخلاقية . ان المشروع الأتي عنوان هزيمة الأطراف المتصارعة هو حل توافقي بتسوية انتقامية ضد الشعب تأتي بكل المجرمين واللصوص منذ أربعين عام الى اليوم وسلالاتهم ليدوسوا بحقدهم على ما تبقى من حياة على هذه الأرض ما تبقى من إجرامهم السابق ومن جرم الحرب ، في الغالب مصلحة الدول من الحروب ليست إنسانية ولا أخلاقية هذه التسوية ستكون انتقامية مائه في المائة ليكملوا ما يداوه لتعم الفوضى والاقتتال في البلاد لكي لا تقوم قائمة لهذه الشعوب ابدا. لكن من المؤكد أن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب سيجد الفرصة ملائمة له وسيحالفه الحظ بطوابير كبيرة من الناس ملت الحياة منذ ان سقطت العدالة في إنصاف الشعوب وأصبح هناك حاجز أمام مستقبل كانوا يرجونه ، وسيستمر في الازدهار طالما ظلت البلاد غير مستقرة وطالما أن مشاريع الأطراف ليست إنسانية ولا أخلاقية ، وسيظل الملايين من الناس الأبرياء محاصرين بين الجماعات المسلحة والمجازفة في التدخلات العسكرية يعانون من الجوع والمرض والمعاناة بكافة أشكالها ، وسيستمر جنرالات الحرب وعائلاتهم وأقاربهم يتمرغون في أفضل أشكال الرفاهية . صفة العنف المستمر ستكون صفة سائدة طالما لم تتحقق العدالة في حل القضايا الرئيسية وهي قضية دولتين ولكل حريته فيمن يحكمه، وطالما هناك إصرار من التحالف على حل مشكلته على حساب الكل والنتيجة النهائية ستكون التوتر الدائم في المنطقة و على طريق القوافل .