كم انت مسكين أيها الجندي تنتظر راتبك بفارق الصبر وتقوم بتدين مواد غذائية لاسرتك وتتدين اضحية وكسوة العيد لعائلتك ، وتتدين كل ذلك على حساب راتب شهرين الذي وعدوك بصرفه لك قبل عيد الاضحى والذي تلاعبت به دول ومسؤولون وسماسرة. وبعد صبر طويل وشاق وفي اول ايام العيد يأتيك الفرج وياتيك المبشر بقدوم الراتب فتطير انت من الفرحة ولكن فرحتك لم تدم طويلا" اذا اخبرك المبشر انه راتب شهر واحد فقط ، وطبق عليك المثل المصري الذي يقول (جات الحزينة تفرح مالقت لها مطرح) . نعم راتب شهر مارس فقط والمصيبة ان هذا الراتب الوحيد ماتدري تعطيه من؟ وفوق ماهو قده وحيد عاده لم يسلم من بطش صرافي الالوية وقياداتهم. فوصل لك الراتب وقد تقلص وصغر حجمه من كثر ما تعرض لعمليات الخصم . ولكونك أيها الجندي المسكين أعانك الله تعيش في وطن ولاة الامر فيه لايخافون الله ، ويسير هذا الوطن بنظام القوي يأكل الضعيف ويستجبر الكبير فيه على الصغير استلمت مابقي من راتبك ولسان حالك يقول المثل البدوي (لاهوه للحبلى ولا للمتلقيه) . وبمجرد استلامك لراتبك دخلت في تفكير كبير وفي فلك اكبر ومحير كيف ستوزع ماتبقى من راتبك ؟ وسترضي من وتزعل من؟ مع من توفي وتخلص دينك ؟ ومن الذي ستهرب من سداد دينه الذي عندك؟ والى كم سينقسم مرتبك ؟ وستعطيه من وتترك من؟ هل ستعطيه صاحب دكان المواد الغذائية الذي اعطاك غذاء لاسرتك؟ ام ستعطيه صاحب اضحية العيد الذي اعطاك كبش ؟ ام ستعطيه صاحب معرض الملابس الذي استدنت منه ملابس لاولادك ليفرحوا بالعيد مثل غيرهم؟ وكيف ستعمل مع صاحب الصيدلية والسمك والخضروات والماء والكهرباء ؟ كل تلك الأسئلة حيرت وشتت فكر الجندي المسكين أعانه الله. فاتقوا الله يامن توليتم على هذا الشعب فإنكم ورب العرش ستحاسبون وستسألون عن كل كبيرة وصغيرة . اتقوا الله ياقيادة الالوية ويا صرافين الالوية في الجنود المساكين الذي اقل جندي خصمتم عليه سته الف ريال من راتبه وبعضهم وصل الخصم إلى عشرين الف ريال بغير اي وجه حق فإنكم ستحاسبون عليها وأنها حرام والحرام يذهب بأهله فلا تغتروا بما تنهبون فإن الله يمهل ولايهمل ، ودعوة المظلوم مابينها وبين الله حجاب. أعانك الله أيها الجندي الصابر المحتسب على إجرام المجرمين الذي لايخافون الله ... اصبر واحتسب فإن لكل ظالم نهاية .