تكبير تعالى من كل مكان ، تكبير من كل مسجد ومن كل بيت وحارة ، تكبير يتعالى والأطفال يلعبون ويمرحون إنه يوم العيد ، يوم الفرحة والسرور ، إنه يوم الزينة ، يوم يتبادل الأهل الزيارات ، ويهني الجار جاره بالعيد ، إنه يوم الجائزة من الله بأن أمتن على عباده بهذا اليوم ، التكبير يتعالى والأطفال سعداء ، والآباء يكبرون ، والأمهات يزين الدور ، عيد وتكبير وفرح وعبادة ويوم أكل وشرب ، ولكن ما عكر هذا العيد عدم مبالاة الحكومة بالمواطن المسكين الذي كان يأمل بالإكرامية لتساعده على تلبية متطلبات العيد ، فكانت المفاجأة أو الصدمة ، وهي أن الحكومة لم تهتم حتى بتوفير الراتب الذي أصبح هذه الأيام إعانة بالكاد يغطي الجزء البسيط من احتياجات الموظف ، عكرت الحكومة هذا العيد وفرحته بقطع الكهرباء ، وتكالبت عدة جهات لإيذاء المواطن ، ولكنه عقد العزم على الفرح ، فقتلوه يوم العيد ولم يمنعوه من الفرح ، رفعوا الأسعار فكبر وفرح ولم ييأس ، إنهم يقتلون يوم الزينة ، إنهم يقتلون العيد ، إنهم يقتلون الفرحة في وجوه الأطفال ، والأمهات والآباء ، إنهم يتعمدون قتل التكبير ، إنهم يوزعون رصاصاتهم جعالة في يوم العيد ، ما أجمل يوم العيد لولاهم ! فرح وتكبير يتعالى ، ورصاصات غدر تتعالى ، وأخبار تتوالى .
إنهم يقتلون العيد وفرحته ، دماء وأشلاء تتهادى ، هذه هداياهم في يوم العيد ، حكومة تتبلطج ساعات في المعاشيق وشهور تمضيها في الرياض ، وعدو يتربص ليصيب العيد في مقتل ، وسلاحه ماكر باطنه في عدن وظاهره في صنعاء ، إنكم تقتلون يوم الفرحة الأصغر وسنصبر حتى يأتي يوم الزينة الأكبر ، وإن قتلتموه سنصبر حتى يعجزكم صبرنا ، فنحن الصابرون ، والله مع الصابرين ، استخدموا مكركم للنيل منا ، والله خير الماكرين . ما أجمل العيد لولاكم ! وما أجمل الفرحة لولاكم ! وما أجمل الوطن لولا أنتم ! فاذهبوا بعيداً عنا ، اذهبوا حيث لا فرح ولا سرور ، فالفرحة تؤذيكم ، والسكينة لا ترضيكم ، قطعتم عنا كل شيء ، فعشنا بفضل الله ، فهل هذا يغضبكم ؟ أيها الواهمون السائرون ضد الحياة ، الماضون في طريق الهلاك ، أيها النائمون في قصوركم خلف الأسوار ، أيها الباحثون عن السعادة بين الأحزان ، أيها الباحثون عن النجاة بين الحثث والأشلاء ، كفاكم عبثاً ، كفاكم مالاً ، كفاكم قتلاً ، كفاكم لهواً بحياة الأطفال ، كفاكم فلقد سرقتم فرحتنا في يوم العيد ، ولقد قتلتم يوم الزينة ، قتلتم يوم العيد ، فلا أرانا الله إياكم في يوم العيد ... من قرأ كلامي هذا فليقل اللهم آمين .