ينتظر الأخوان محمد وعبدالكريم ، قدوم عيد الأضحى بفارغ الصبر، ليرافقا والدهما لحضور صلاة العيد، والتكبير مع المصلين، تعبيرا عن فرحهما بقدوم العيد. ويعتبر الطفل معاذ (13 عاما) أن فرحة العيد لا تكتمل إلا بحضوره صلاة العيد والتكبير والتهليل في أول الأيام، مشيرا إلى شعوره بالراحة والأجر . ولأصوات التكبير في صلاة عيد الاضحى نكهة خاصة، كما تقول أم محمد التي تسمع الأصوات تصدح من المكبرين عبر مآذن المساجد، والتي تمتزج بأصوات الأطفال واليافعين الذين اتخذوا صفوفهم إلى جانب الكبار،وجاؤوا لأداء صلاة العيد تعبيرا عن إيمانهم وفرحهم. ويعد ذلك الطقس بالنسبة إلى أم مصطفى (47 عاما) عبادة سنوية اعتادها أبناؤها منذ طفولتهم وحتى اليوم الذي غدوا فيه شبابا، مؤكدة أنها تشعر بسعادة عارمة حين تسمع التكبير من مئذنة المسجد القريب لمنزلها بعد صلاة العيد،والذي يصحو له جميع أفراد الحيّ مرددين بينهم وبين أنفسهم عبارات التكبير والتهليل. وتضيف أن أصغر أبنائها محمد (15 عاما) ينتظر شروق الشمس في صباح أول يوم للعيد لأداء صلاة العيد والتكبير مع المصلين ترحيبا بعيد الاضحى وحمدا وشكرا لله. صلاة العيد تعزز الشعور الديني للأطفال والأسر في المجتمع، وفق اختصاصية الإرشاد التربوي مروة حسن؛ ويعد العيد من المناسبات الدينية التي تدفع الى تنشئة أسرية صحيحة، وتعمل على زيادة التواصل الأسري، وتبقي ذكريات مميزة في ذهن الابن الذي يكبر ويعلّم تلك العادات والواجبات الدينية الى أبنائه بالمستقبل. وتشدد مروة على أهمية تواصل الآباء مع الأبناء بتأدية الشعائر الدينية. وتوضح أن صلاة العيد تدفع الأطفال الى الاهتمام بروحانياتهم، وهي من مظاهر التنشئة الاجتماعية المهمة. في حين يستمتع العشريني سامي عباس ، بصوت التكبير والتهليل الذي يصدح من سماعات المساجد المختلفة، مشيرا الى أنه يقوم صباحا لأداء صلاة العيد وسماع أصوات المكبرين الذين على الغالب لا تخلو صفوفهم من الأطفال. وما يزال يتذكر سامي كيف كان في أيام صباه يقضي هذا اليوم الجلل في المسجد ويستمتع في التكبير مع المصلين وأداء صلاة العيد، ويقول: "الأطفال يفرحون بالعيد، ويعدون له منذ فترة طويلة، لذا فهم يصحون مبكرا وخير لهم أن يقوموا بأداء صلاة العيد والاستمتاع بها، كونها لا تتطلب جهدا كبيرا منهم، بالإضافة الى أنها تجعل لديهم على الدوام ذكريات جميلة مرتبطة بالأعياد". لا تقتصر صلاة العيد على الرجال والأطفال؛ إذ إن النساء ينتظرن صلاة العيد. تقول نجوى محمد (30 عاما) إنها في كل عيد تصحو باكرا قبل أذان الفجر وتنتظر شروق الشمس للقيام بأداء صلاة العيد بالمنزل، طلبا للأجر من الله، لافتة إلى أن شعورها بالإيمان ولحظات السلام الداخلي تكمن في أدائها الصلاة، والتي تنتظرها بفارغ الصبر بين وقت وآخر، موضحة أن التقرب إلى الله يدفعها على الدوام لتحقيق رضا النفس. دكتور الشريعة أحمد العوايشة، يؤكد أن صلاة العيد سنة مؤكدة، وهي ركعتان، ووقتها من طلوع الشمس إلى الزوال، وتسن الجماعة فيها، وتصح لو صلاها الشخص منفردا ركعتين كركعتي سنة الصبح. ويسن في أول الركعة الأولى بعد تكبيرة الإحرام سبع تكبيرات، وفي الركعة الثانية خمس تكبيرات بعد تكبيرة القيام، ويقول بين كل تكبيرتين: "سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر". وتسن خطبتان بعد الصلاة يكبر الخطيب في الأولى منهما تسع تكبيرات، وفي الثانية سبع تكبيرات. ويسن التكبير بالخروج لصلاة العيد من بعد صلاة الصبح. ويوضح العوايشة أن صلاة العيد تتضمن معاني سامية في اجتماع الصغير والكبير في أجواء الفرح والسرور، خصوصا للصائمين الذين قاموا بأداء فريضة الصيام بيوم عرفة.