لم يلتفتوا لتاريخه النضالي ولا لمسيرته الحافلة ولكن وضعوا له بعض شروط لكي ينال رضاهم ويقبلوا بتعيينه في منصب مرموق في الدولة. قالوا له عليك إجادة التطبيل للرئيس هادي بحيث تجعل منه زعيم امه ، وطلبوا منه العزف على وتر المناطقية عبر الحديث عن الاقصاء والتهميش المناطقي لأبين ثم طلبوا منه الكفر بمشروع دوله الجنوب والتغني بعظمة المنجز الوحدوي والتسويق لمشروع السته الاقاليم.
وفعلا تحقق لهم ما ارادوا ونجح المذكور في إجتياز الامتحان بجدارة فقد أتقن التطبيل واجاد العزف على سنفونية الاقصاء المناطقي لأبين عند من يحملون المشاريع الوطنية المواكبة لإرادة شعب الجنوب كما اعلن للملاء كفره بمشروع استقلال الجنوب وابدع في التسويق لمشروع السته الاقاليم بعد ان كان له السبق في رفض هذا المشروع في مؤتمر الحوار مع المناضل محمد علي احمد الذي انسحب من الحوار آن ذاك .
من يصدق ان الحديث هنا عن الشاعر الجنوبي صاحب قصيدة " لا عاد ابا وحدة ولا انا وحدودي " الشاعر على حسين البجيري!
لا نستطيع ان نزايد على المسيرة والتاريخ النضالي للشاعر البجيري ولا يمكننا نكران دوره في استنهاض الهمم واشعال لهيب الثوار والجماهير بقصائده الحماسية هذا حقيقة شئنا ام ابينا.
عين الرئيس هادي الشاعر الكبير عضو في مجلس الشورى هذا التعيين قليل في تاريخ الرجل فهو يستحق ما هو اكثر من ذلك بكثير وهذا الكلام ليس مجاملة او رياء ولكن الشي المؤسف ان هذا التعيين لم يأتي كإستحقاق جنوبي فرضته توصيات ومخرجات المعالجة للقضية الجنوبية في مؤتمر الحوار بل جاء لإجادته الدور وتنفيذ الشروط المذكورة.
مؤسف ان يختم شاعرنا الكبير مسيرته بهذه الطريقة العجيبة وبهذا الوسيلة المستغربة التي لم يكن في حسبان احد ، فما هكذا يكون الانصاف وما هكذا يكون التكريم بل ما هكذا يتخلى المرء عن مبادئه وقيمه .
بالرغم اني اتألم للحال الذي وقع فيه شاعرنا الا ان الألم الاكبر هو في عدم امتثال قنوات و وكالات الانباء الرسمية وامتناعها عن اعلان هذا القرار على وسائلها الاعلامية .