وجهت الخارجية اليمنية خطابات عاجلة لكل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرس ومبعوث الأمين العام لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد وسفراء الدول ال 18 الراعية للسلام في اليمن والمفوضية السامية لحقوق الإنسان بشأن جرائم الميليشيات الانقلابية بحق المدنيين والأطفال في مدينة تعز، والتي كان آخرها قصف مدفعي راح ضحيته 14 شخصاً من المدنيين، أغلبهم من الأطفال بين قتيل وجريح. وقالت وزارة الخارجية في بيان بثته وكالة الأنباء اليمنية، «في الوقت الذي تمد الحكومة اليمنية يدها للسلام التزاماً واحتراماً للقرارات الدولية، ومن أجل إنهاء معاناة شعبنا اليمني منذ ما يقارب ثلاث سنوات بسبب الانقلاب على سلطة الدولة ومؤسساتها الشرعية والتوافق الوطني الذي قامت به ميليشيات الحوثي صالح الإجرامية، والتي ما فتئت ترتكب الجريمة تلو الأخرى بحق شعبنا المسالم، تضيف هذه الميليشيا جريمة جديدة في سجلها الإجرامي بحق أبناء مدينة تعز المحاصرة لتحصد المزيد من أرواح الأبرياء والأطفال والنساء بقصفها الصاروخي وقذائف الهاون أمس لحي سكني بمنطقة «شعب الدبا» ومنطقة «سوق الصميل» بحي حوض الأشراف غرب مدينة تعز، أدى إلى سقوط عدد من الشهداء والجرحى، أغلبهم من الأطفال في عملية إرهابية جبانة».
وأكدت أن هذه الجريمة هي امتداد للأفعال الإجرامية التي مارستها الميليشيا وما زالت تمارسها بحق أبناء الشعب اليمني، ودليل آخر على عدم احترام قوى الانقلاب للأعراف والقوانين الدولية، وهو ما يستوجب المزيد من الضغط على قوى الانقلاب وإجبارها على الانصياع للقرارات الدولية المتعلقة بتحقيق السلام وفقاً للمرجعيات الثلاث المتمثلة في مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، والمبادرة الخليجية والقرارات الدولية ذات الصلة، وبالأخص القرار 2216.
وشدد البيان على أن هذه الجريمة تشكل انتهاكاً خطيراً للقانون الإنساني الدولي، وتعد جريمة ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم، مؤكداً أن الجناة لن يفلتوا من العقاب عاجلاً أم أجلاً. وأكد البيان أن هذه الجرائم لن تزيد القيادة السياسية في اليمن ممثلة بالرئيس عبدربه منصور هادي والحكومة الشرعية إلا إصراراً على دحر الانقلاب واستعادة الدولة وإقامة اليمن الجديد الذي يضمن حماية حقوق الإنسان، ويصون الحريات، ويضمن عدم تكرار المآسي في ظل دولة اتحادية ديمقراطية عادلة.
وشددت وزارة الخارجية في ختام بيانها على أن المجتمع الدولي أصبح مطالباً أكثر من أي وقت مضى بالمساعدة في سحب أداة القتل والإجرام من أيادي المليشيات التي أصبحت تشكل خطراً على الشعب اليمني والدولة اليمنية ومؤسساتها، والأمن الإقليمي والدولي.
وعبّرت منظمة الأممالمتحدة للطفولة «يونيسيف» أمس السبت عن صدمتها «البالغة» إزاء المجزرة. وقالت منظمة اليونيسيف في بيان على «تويتر»، «إننا نشعر بالصدمة البالغة إزاء مقتل وإصابة قرابة 12 طفلاً في تعز، الجمعة، في حادثتي قصف منفصلتين. هذا غير مقبول بتاتاً». وأضافت «مقلق للغاية أن يظل أطفال اليمن عرضة للقتل والإصابة في هذا النزاع. إنهم -الأطفال- يدفعون الثمن الأغلى لصراع لا ناقة لهم فيه ولا جمل».