يواجه التعليم في اليمن في ظل العام الرابع من الانقلاب تحديات جسيمة ومتداخلة تهدد بإخراج أغلب المدارس والمعاهد والجامعات عن العمل ما يهدد جيلا كاملا بالحرمان من حق المعرفة. وإلى جانب الأضرار المباشرة التي تعرض لها قطاع التعليم بمختلف مستوياته، و حالة الانقسام السياسي وهيمنة البعد الطائفي والأمني على المؤسسات التعليمية إضافة إلى الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة وقصور الأداء الإداري،فإن توقف رواتب 70 في المئة من المعلمين منذ 10 أشهر يهدد أكثر من 13 ألف مدرسة بالإغلاق وهو ما يعني حرمان ملايين الأطفال من حقهم بالتعليم.
حوادث اعتداء وذكر التقرير السنوي الثالث الذي أصدره مركز الدراسات والإعلام التربوي تحت عنوان «أنقذوا التعليم» أن الانقلاب تسبب في العام الماضي بإغلاق أكثر من 1400 مدرسة في عموم اليمن، 78 في المئة منها متضررة بشكل جزئي أو كلي و22 في المئة محتلة عسكريا أو تستخدم لإيواء نازحين.
وأوضح التقرير أنه حتى وإن ظهر مؤشر إيجابي مقارنة بالعام السابق من حيث انخفاض عدد المدارس المغلقة ب 20 في المئة إلا أن عوامل أخرى كانتشار الأمراض وارتفاع نسبة المخاطر في كثير من المدن و تردي الوضع المعيشي للأهالي...أدت إلى تراجع نسبة الالتحاق بالتعليم ب3 في المئة مقارنة بالعام السابق ما ساهم في زيادة عدد الأطفال خارج المدرسة.
وفي هذا الإطار، قال المسؤول في مركز الدراسات والإعلام التربوي أحمد البحيري، إن عدد الأطفال خارج المدرسة منذ بداية الإنقلاب حتى الآن، وصل إلى أكثر من 1.4 مليون طفل في سن التعليم العام، إضافة إلى أكثر من 1.7 مليون طفل سابقاً ما يرفع عدد الأطفال خارج المدرسة إلى 3.1 ملايين طفل.
وسجل العام الماضي أعلى معدل في حوادث الاعتداء على المدارس أثناء الدوام المدرسي منذ بداية الانقلاب، حيث سجلت 32 حادثة اعتداء على مدارس في مختلف محافظات الجمهورية، كما سجلت 16حادثة قتل لأطفال وهم في طريقهم من وإلى المدرسة.
مناهج طائفية وتتجاوز قضية التعليم كونها مسألة تربوية إلى قضية تتعلق بالنفوذ السياسي والطائفي لأطراف الانقلاب ففي المناطق التي تقع تحت سيطرة ميليشيات الحوثي وصالح ثمة عمل ممنهج لفرض الأفكار الطائفية داخل المدارس والجامعات، والتي لم يعد نشرها داخل المدارس يقتصر على الأنشطة الطائفية الموجهة بل تعدى إلى إقدام الحوثيين على تعديل المناهج المدرسية على أساس طائفي.
وصاحب ذلك فتح مراكز تعليم ديني طائفي في المساجد و فتح مراكز صيفية في المدارس للغرض ذاته، إضافة إلى حالة التعبئة العامة والشحن الطائفي عبر وسائل الإعلام ما يجعل المدرسة الرسمية، التي من المفترض أن تكون صرحاً يعزز قيم المواطنة والتعايش والسلام والتنمية مكاناً للتعبئة الطائفية.
نزوح للطلاب وارتفعت نسبة النزوح في صفوف الطلبة إلى 19 في المئة من إجمالي الطلبة البالغ عددهم 6 ملايين طالب وطالبة،أي واحد من كل إثنين من الأطفال النازحين أي النصف، لم يتلق أي تعليم رغم بقاء الكثير منهم في المقاعد الدراسية.
وانعكس توقف صرف مرتبات70 في المئة من المعلمين والتي بلغ متوسط مرتباتهم المتوقفة خلال ال 10 الأشهر الأخيرة 102 مليار ريال، بالتأثير المباشر على العملية التعليمية، حيث تلقى ما يقارب 4.5 ملايين طفل 60 في المئة فقط من الساعات الدراسية التي حصل عليها زملاؤهم في المحافظات الخاضعة للحكومة الشرعية، إضافة لانعكاسه على الوضع المعيشي والاقتصادي بشكل عام.