دعا التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان «رصد» المنظمات الدولية إلى الاضطلاع بواجباتها تجاه ضحايا الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري الذي تنفذه ميليشيا الحوثي وصالح ضد المواطنين اليمنيين، وزيارة المعتقلات ومعرفة أحوال المعتقلين والمخفيين قسراً. وأكد التحالف في كلمته التي قدمها أمس أمام مجلس حقوق الإنسان في جنيف، أنه تم رصد المئات من ضحايا الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري، وتوثيق شهادات عن خطورة الوضع الإنساني الذي يعانيه المعتقلون والمخفيون قسراً في كافة المعتقلات الرسمية وغير الرسمية، وما يتعرضون له من عنف بدني ونفسي يصل إلى حد القتل خارج نطاق القانون، بالإضافة إلى إحداث الشغب وإطلاق النار وقتل المعتقلين داخل السجون كما حدث في سجن الأمن السياسي بصنعاء.
وأشار في الكلمة لتي أوردتها وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، إلى أن مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية ارتكبت جرائم الانتهاك والاعتقال التعسفي والإخفاء القسري، مستغلة غياب أدوات سيادة القانون وتعطل القضاء وفرض سلطة الأمر الواقع، خاصة في المناطق التي تقع تحت سيطرتهم، لافتاً إلى أن المدافعين عن حقوق الإنسان يواجهون صعوبات في رصد وتوثيق انتهاكات الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري، منذ انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية قبل ثلاث سنوات. وقال التحالف: «إننا كمدافعين عن حقوق الإنسان نحمل إليكم رسالة أمهات المعتقلين والمخفيين قسراً، بضرورة الضغط على المعنيين بالكشف عن مصير أبنائهم وذويهم، الذين تعرضوا للمداهمات والاعتقال التعسفي والإخفاء القسري، ويقبعون حتى الآن بالمئات ولمدد غير قانونية في أماكن غير معروفة دون تحقيق ومحاكمات قضائية».
على صعيد متصل، قال وزير حقوق الإنسان محمد عسكر، إنّ إنقلاب ميليشيا الحوثي وصالح على الشرعية تسبب بوضع كارثي على كافة الأصعدة في اليمن، لاسيّما في مجال حقوق الإنسان. وأكّد عسكر في كلمته التي ألقاها في الندوة التي عقدتها منظمة التعاون الإسلامي، على هامش أعمال الدورة السادسة والثلاثين لمجلس حقوق الإنسان في جنيف، أن البلاد تشهد منذ الإنقلاب على الشرعية انتهاكات مستمرة من قبل المليشيات الانقلابية التي ترتكب المجازر بحق المدنيين من نساء وأطفال بشكل شبه يومي، في انتهاك صارخ للقوانين والمواثيق والاعراف الدولية والإنسانية.
وأشار إلى أن الانقلاب هو جذر المشكلة اليمنية وأن بقاءه يفاقم الوضع الإنساني في اليمن، داعياً منظمة التعاون الإسلامي إلى دعم وتعزيز جهود اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان، بما يمكنها من مواصلة أعمالها في رصد وتوثيق الانتهاكات في كل الأراضي اليمنية. وكان عسكر قد التقى سفراء الدول الإسلامية المشاركين في أعمال مجلس حقوق الإنسان، حيث أطلعهم على مستجدات الأوضاع في اليمن، وما تسبب به انقلاب ميليشيات الحوثي وصالح على الشرعية في اليمن من أوضاع مأساوية على كافة الأصعدة.