ثورة 26 سبتمبر ضد الإمامة تسبقها هذا الشهر 21 سبتمبر لمسمى ثورة ، ولا ندري هل هي ثورة ضد الجمهورية أو ضد الملكية؟ فتعست ثورة لا يُعلم ضد من قامت، ولمن تعمل، انقلاب 21 سبتمبر ضد الجمهورية هو المسمى الحقيقي لهذا اليوم، فسبتمبر لهذا العام يحمل بداخله نقيضين فثورة 26 سبتمبر ضد الإمامة ونقيضها انقلاب 21 سبتمبر ضد الجمهورية . قاد ثورة 26 سبتمبر المثقفون والأحرار الذين رفضوا العبودية، والذين رفضوا حكم الفرد والإمامة وطالبوا بحكم الجمهورية، وانقلاب 21 سبتمبر قاده الذين جاءوا من جوف الجروف المظلمة، والذين جاءوا يطلبون حكم الفرد وعودة الإمامة، ويطالبون الشعب بالعودة لتقبيل الكفوف، ولا يعلم المتخلفون أن الشعب قد شب عن الطوق وأبى تقبيل الركب والكفوف، فلقد أبى ذلك الثلايا والزبيري والقردعي وغيرهم من ثوار 26 سبتمبر، فهل تريدون منا العودة لعصر التخلف وإغلاق باب اليمن على صنعاء كل مساء، هيهات أن يعود ظلام الأمس فنور اليوم قد ملأ الآفاق وشعشع . إن 21 سبتمبر لهذا العام يُعد سبة لكل اليمنيين الذين ارتضوه وآمنوا به، فهو سبة العصر الحديث، فكيف للمثقفين أن يرتضوا بمن جاء لمسح تاريخ سطره الأحرار ومجده الشعب في شمال اليمن وجنوبه؟ إن انقلاب 21 سبتمبر صورة شديدة القتامة لتخلف تلك القيادات التي قدمت صنعاء وثورتها قرباناً لتلك العناصر التي لا تعلم عن الحكم إلا شعارها المتهرئ، ألا تعلم تلك القيادات الانقلابية أن الفاصل بين 21 سبتمبر و 26 سبتمبر أربعة أيام فقط، فماذا سيقولون للأحرار الذين سيخرجون للاحتفال بثورتهم التي أطاحت بأسلافهم في ستينات القرن الماضي؟ 21 سبتمبر رمز للعودة إلى عهود التخلف وأحمد واجناه، عصر الشعوذة والقمل والكتن والمرض وكل ما هو سلبي، فسحقاً لمن يريدون منا العودة لتلك السنوات العجاف، ودامت لنا ثورة الأحرار ثورة 26 سبتمبر المجيدة ...