هناك مسألة ضلت عالقة بتفكيري منذ سنوات وكثيرا ما تبرز إمامي وأتردد دائما عن طرحها للنقاش ومع ذلك لم اجد في الكتابات المعاصرة والنقاشات الحالية المثارة بعد ما سمي من ثورات وانتفاضات ونضالات مما اطلعت عليها وان كنت اعترف اني متابع متواضع وليس ذاك الدقيق والمثابر على كل ما ينشر الا ان أهمية الموضوع يفترض بانه قد تداول على نطاق واسع كما أظن صح ان بعض من ذلك ورد ببعض نظريات علم الاجتماع التي اطلعت عليها وهنا المشكلة انه رغم ورودها من بعض الفلاسفة فانها اليوم حقائق مغفول عن التعامل معها نعم لم أجد إي شرح يوضح لي ويجيب على هواجس تساؤلاتي ومع ذلك فاني كلما عادت إمامي استغرب بالحقيقة كيف للكثير أكانوا الكتاب او المحللين او الباحثين ان يغفلوا الحديث عن هذه المسألة.. اعرف اني قد طولت لكن المقدمة كانت ضرورية كما أظن وهذه المسألة هي علاقة الفقر بالتطور ..علاقة النهوض باضدهاد آخرين ..علاقة ارتفاع نسب التنمية بتوسع دائرة فئات من تزداد معاناتها.. مهلا علي اعزائي المتحمسين ومن لا يستوعب المسألة وادعوا الجميع ملاحظة الحقائق التالية:- _ الهند . تزايدت المنشورات والمقالات التي تصدرت الصحف والمواقع الإخبارية عن معجزة الهند وبلغ الأمر حد القول بان الهند ستحكم العالم قريبا وطبعا الاستناد بالحقيقة على وقائع هي صحيحة ونقر بها من حيث التقدم الهائل في العلوم والنكنلوجيا وبناء الخبرات والمؤهلات وبالتالي زيادة الموارد الاقتصادية الهائلة ولكن بالمقابل لماذا تجاهل ونسيان ان هناك إحصائيات حقيقية بوجود أكثر من 250 مليون انسان هندي يعيشون تحت خط الفقر يعاني هؤلا شتى أنواع الإمراض والمعاناة وقد لا يصدق البعض ان غالبيتهم عجزوا عن الحصول على وجبة العدس الا بمساعدة منظمات خيرية ليبقوا على قيد الحياة. _ أمريكا.. لاداعي لتكرار ما نعرفه حقيقة فضلا عن الإعلام عن التطور الذي بلغته الولاياتالمتحدةالأمريكية لكن هناك فئتين من الناس يعيشون على ارضها هم في وضع تعيس ومأساوي وربما على حسابهم هذا التطور الاقتصادي. الفئة الاولى فقراء امريكيين تحت خط الفقر ويعدوا ايضا بالملايين والفئة الثانية هم المهاجرين الغير شرعيين الذين تدافع عن بقائهم قوى الرأسمالية المتوحشة ليتم استغلال طاقاتهم في العملية الاقتصادية الربحية العففة وكونهم يمثلوا عماد بعض الاقتصادات التي يكون فيها اضدهاد هؤلا اساس الحصول على هذه الإرباح العالية والعالية جدا. .... بالمناسبة انا هنا وبكل صراحة ووضوح لا اطرح المسألة كي تنهال اللعنات والسبوب للرأسمالية نعم ..اقول لا ..لا .. أبدا وإنما اطرحها بشكل آخر الا وهو الأهمية العلمية باحتمال حتمية تلازم هذا الأمر خلال مراحل وأعمار معينة من حياة الشعوب يصعب بدونها الانتقال لمراحل الرفاهية العامة.
شخصيا بت مقتنع بشي من هذا الاستنتاج اعلاه وقد قال به بعض المفكرين في معرض دراساتهم لمراحل التطور اليشري وان من شأن الإقرار بهذه الحقيقة والتعامل معها بموضوعية وواقعية إنما القيام بمراجعات تؤدي بالضرورة إلى تحفيظ حدة الجدال وحدة الشعارات والنقاشات بمجتمعاتنا النامية ثم تهذيب طموحاتنا وطموحات بعض قوى مجتمعاتنا العربية التي ربما من واقع هذه الشعارات والسقوف العالية لطموحاتها ظلت كما يقولوا (محلك سر) انه موضوع هام في تقديري ينبغي ان نتعامل معه بعقلانية لان استيعاب حقائقه سيقلل من صراعاتنا وخلافاتنا وربما يسهم في توفير بعض اوجه الاستقرار.. اعرف مقدما نوع ردة الفعل الغير محسوبة علميا والسهلة للإنسان ان كان لاهم له الا النقد والنقد لذاته حيث بسيطا ان يقول بان من العيب ان نقرر سلفا ان هناك من سيضلو لمراحل بأسفل السلم الاجتماعي لكن هذا المتحدث بذلك مع الاسف سيغفل كل الشروحات السابقة اولا ثم سيتناسى ان كل امر في العملية الاجتماعية لها شروطها وظروفها التي لا مفر منها.