النجاحُ سمةُ العُظماء كما يُقال ، هذه المقولة تجسدت في شخص الدكتور الخضر ناصر لصور قولاً وعملاً ، نحن لا نقول هذا الكلام تلميعاً ومجاملةً وإنما للإنصافِ والمصارحة وهي أيضاً رسالة لمدراء وقادة مؤسسات الدولة في الجنوب عامة لكي ينهجوا نهج الدكتور الخضر لصور لانتشال وطننا الجنوبي الحبيب من مستنقع التردي والضياع ، فجامعة عدن مثل غيرها من مؤسسات الدولة في الجنوب تعرضت للظلم والتهميش منذ حرب صيف 94 الظالمة ثُم زادت وطأت الظلم الواقع عليها خلال الحرب الأخيرة التي تسببت بها قوى الانقلاب الشمالي البغيض على الجنوب وشعبه ، ولكنها نهضت رغم سوء الظروف وصعوبة المرحلة وفي الوقت الذي تزداد فيه مُعظم مؤسسات الدولة في الجنوب تدهوراً يوماً بعد يوم ، ويعود الفضل في نهوض جامعة عدن بعد الله تعالى لرئاستها ممثلة بالدكتور الخضر ناصر لصور ، فالواقع العصيب الذي تمر به الجنوب اليوم هو من يصنع الفرق بين قائدٍ وآخر لأن البحار الهادئة لا تصنع رُباناً ماهرين كما يُقال. نعم فالدكتور الخضر لصور هامة أكاديمية بامتياز ، ورجل دولة من الطراز الرفيع ، يتمتع بمزايا قيادية فريدة وصفات أخلاقية قلَّ نظيرها ، يرهبك بصرامته وحزمه ، ويبهرك برصانته وعقله ودهائه ، يمتلك شخصية كاريزمية ؛ يقرأك دون حروف ، ويفهمك دون كلام ، يتعامل مع كل الأمور بحكمةٍ وصبر ، لا يكِّلُ من العمل ولا يمِّلُ من الدوام ، يتواجد في مقر عمله يومياً سواءً في مكتبه في ديوان الجامعة أو في الكليات. تَسلَّمَ هذا الطبيب الناجح مقاليد جامعة عدن وهي على سرير الانهيار ، سقيمة ، تُصارع من أجل البقاء بكل ما أُوتيت من قوة في رجالها المخلصين لِلَّهِ وللوطن ، بعد أن نخر الفساد الممنهج كل مفاصل الإدارة فيها، وتمكن هذا الطبيب المبدع والقيادي العجيب من انتزاعها من براثن الموت الرهيب ، فاستعادت جامعة عدن عافيتها في فترة وجيزة. وبما أن النجاح بمفهومه البسيط هو فعل الشيء المناسب في المكان والزمان المناسبين فقد أعتمد هذ القائد الأكاديمي ذات الحدس الذكي في إِدارتهِ لجامعة عدن على هذه القاعدة فقام بوضع الشخص المناسب في المكان المناسب حيثُ قام بتعيين كوكبة من ألمع كوادر جامعة عدن في المناصب الإدارية والأكاديمية العليا لرئاسة الجامعة أمثال : الدكتور عادل عبدالمجيد علوي القائم بأعمال نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية والدكتور سالم لجدع مساعد نائب رئيس الجامعة لشؤون الدراسات العليا والدكتور هادي المنصوري مدير عام الإدارة العامة للشؤون القانونية إضافة الى القيادات السابقة أمثال: الدكتور محمد عقلان نائب رئيس الجامعة لشؤون الدراسات العليا والدكتور عباس فرحان مدير عام الإدارة العامة للشؤون التعليمية الذين كان لهم دور فاعل في العمل في هذا الصرح العلمي وغيرهم من القيادات ،فهذا لا يقلل من الدور الفاعل الذي قاموا به كلاً من دكتور سالم الشبيبي والدكتور علي الدش والدكتور مصطفى أحمد صالح فهؤلاء لا ننكر دورهم في عملية التنمية والتطوير الاداري ولهم بصمات في هذا الصرح العلمي. كما قام رئيس الجامعة بإصلاح منظومة الكليات نحو التطوير ومواكبة كل جديد في العمل الإداري والأكاديمي ، فهذه الاستراتيجية التي أتبعها الدكتور الخضر في رئاسته لجامعة عدن أثمرت إنجازاتٍ عدة أهمها ما يلي : 1- حل مشكلة التسويات المالية لأعضاء الهيئة التدريسية والتدريسية المساعدة والتي كانت متوقفة ومهمشة ومهملة منذ أيام د.عبدالعزيز بن حبتور. 2- البدء بحل قضية المنتدبين والتي كانت عالقة منذ عهد طويل حيثُ تم إصدار ما يقارب 200 قرار تعيين إلى حد الآن ومايزال العمل فيها مستمراً ،وهذه القضية كانت مهملة ومهمشة رغم المتابعات الفردية لبعض المنتدبين ولم ينصفهم أحد ووصلت فترة الانتداب بعضهم ما يقارب عقدين من زمن. 3- حل قضية المتعاقدين الإداريين والذي تجاوزت فترة تعاقد البعض منهم 16 عاماً ولم يستطيع أحد من رؤساء الجامعة السابقين إنصافهم. 4- إعادة ترميم ديوان جامعة عدن والعديد من كليات الجامعة الذي لا ينكره إلا جاحد أو ناكر جميل . 5- إدخال بعض التقنيات الحديثة إلى جامعة عدن ومن أهمها التصحيح الآلي لامتحانات القبول للطلاب والذي كان يتطلب وقتاً وجهداً كبيرين وأيضا المكتبة الالكترونية التي يستفيد منها الباحثين . 6- التنسيق مع الجامعات في البلدان العربية والمنظمات الدولية لتطوير العمل الأكاديمي في جامعة عدن ونقل بعض التجارب الناجحة في المجالات الإدارية والأكاديمية وتطبيقها في جامعة عدن. هذه الإنجازات على بساطتها هي بمثابة نجوم مضيئة يمكن يُهتدى بها في سماء هذا الوضع الحالك السواد . نحيي الدكتور الخضر ناصر لصور وكل أعضاء مجلس رئاسة جامعة عدن على إنجازاتهم وتفانيهم في خدمة الجامعة والمجتمع ، ونتمنى لهم مزيداً من التقدم والازدهار .