ما يحدث عبر مواقع التواصل الاجتماعي شيء مؤسف ولم أكن أتوقع أن نصل إلى هذا المستوى في يوما ما، فلقد أصبح قادة الشرعية والمجلس الانتقالي يهددون من خلف شاشات الهاتف، إنه لواقع مؤلم، فبدلًا من أن تذهب الشرعية في تحسين الخدمات للمواطنين في الجنوب وتحرير الشمال الذي يسيطر عليه الحوثيون وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح يذهب رئيس وزراءها بن دغر إلى تذكيرنا بدمج الوحدات العسكرية والأمنية وتارة يذكرنا باليمن الاتحادي ثم يذهب نائب هيئة الانتقالي الجنوبي هاني بن بريك وعبر برنامج التواصل الاجتماعي تويتر للتهديد والوعيد وهذه ليست المرة الأولى التي يتوعد بن بريك المقيم في العاصمة الإماراتية أبوظبي فهو يكرر هذه التهديدات كلما تذكر أن له أهل وشعب في الجنوب يعاني ويتجرع الآلام. يذهب بن دغر لتفسير قوله ويوضح عن ماذا كان يقصد، بدمج الوحدات العسكرية والأمنية في جهاز واحد، وهو ليس وقت الدمج أصلا أكان يقصد الوحدات التي تتواجد على الأراضي الجنوبية او الوحدات المتواجدة على الأراضي الشمالية والجنوبية، فنحنُ مازلنا في حالة حرب ولم ننتهي بعد منها، وكيف ننتهي ولازال الشمال وبعض الجبهات الحدودية في الجنوب يسيطر عليها الحوثيون وقوات صالح.
على المجلس الانتقالي أن يعمل بحزم وعلى الشرعية أن تعمل بحزم وأن يترك كلا الطرفين، هذا العبث الذي يتجرع آلامه الشعب في الجنوب، وليتفق كلا الطرفين على خطط جديدة لتحرير الشمال من قبضة الانقلابيين، وتحسين الخدمات في الجنوب، وبعد ذلك إن أرادوا دمج القوات الجنوبية فليدمجوها، وليذهب كلا الطرفين في مهمته الموكلة إليه، فالحكومة الشرعية هدفها إعادة الشرعية في اليمن أي في العاصمة اليمنيةصنعاء وليس في عدن، والانتقالي الجنوبي يذهب في طريقه الذي فوضه عليه الشعب في الجنوب إن كان سيخرج برؤية واضحة للشعب.