إذا أعدنا النظر قليلاً إلى الخلف ، حين اشتدت الأمور واشتد الحال على عفاش صار يبحث عن خليفة له يكون شرعيّاً فاتفق الجميع أن يكون ذلك عبدربه منصور هادي، فأعانه الله عليها ؛ لأنّه لم يسألها ، بل جاءت إليه من غير مسألة ، فكان برعاية الله حتى خرج من بين المجرمين في صنعاء سالماً معافى ، ومن ثمَّ سخَّر الله له قوات التحالف إلى اليوم وهي تدك أوكار الفاسدين ، فهو لايزال منصوراً بنصر الله له، وها هو حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يوضّح هذه المسألة في قصةٍ مع صحابته رضوان الله عليهم أجمعين. عن عبد الرحمن بن سُمرة - رضي الله تعالى عنه - قال: قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ( يا عبد الرحمن بن سمرة، لا تسأل الإمارة فإنك إن أواتيتها عن مسألة وكلت إليها وإن أوتيتها من غير مسألة أعنت عليها... ) متفق عليه. هذا حديث تضمّن قوله: لا تسأل الإمارة بمعنى لا تطلب الولاية ، هذا عام معناه عام في الولايات ، وبيّن -صلى الله عليه وسلم- سر ذلك قال: فإنك إن أواتيتها عن مسألة وكلت إليها أي وكلك الله إليها، فلم تفلح في القيام بها، يعني وكلك الله إليها، ولم يعنك، ومن حرم العون من الله لم يربح، ولم يفلح، ولم يؤد ما وكل إليه وما عهد به إليه. وإن أواتيتها من غير مسألة أعنت عليها يعني أعانك الله عليها، فتوفق، وتؤدي المسئولية كما ينبغي، ويترتب على عملك صلاح الأمور، وتكون في عملك هذا مسددا موفقا، ترتب على ولايتك الخير والمصالح وتندفع المفاسد. لهذا كان الرئيس هادي منصوراً بنصر الله، نسأل الله أن يعينه ويجعل له البطانة الصالحة. وفق الله الجميع لما فيه الخير والصلاح للبلاد والعباد.