أبين.. مقتل شاب بانفجار عبوة ناسفة في لودر    مكتب الصناعة بشبوة يغلق ثلاث شركات كبرى ويؤكد لا أحد فوق القانون "وثيقة"    مصرع 54 مهاجرا افريقيا وفقدان العشرات قبالة سواحل ابين    انصار الله يستنكر انتهاك المجرم بن غفير للمسجد الاقصى    اتحاد إب يظفر بنقطة ثمينة من أمام أهلي تعز في بطولة بيسان    الرئيس المشاط يعزّي مدير أمن الأمانة اللواء معمر هراش في وفاة والده    من بائعة لحوح في صنعاء إلى أم لطبيب قلب في لندن    عدن وتريم.. مدينتان بروح واحدة ومعاناة واحدة    عدن.. البنك المركزي يوقف ويسحب تراخيص منشآت وشركات صرافة    المعتقل السابق مانع سليمان يكشف عن تعذيب وانتهاكات جسيمة تعرض لها في سجون مأرب    بتوجيهات الرئيس الزُبيدي .. انتقالي العاصمة عدن يُڪرِّم أوائل طلبة الثانوية العامة في العاصمة    الشخصية الرياضية والإجتماعية "علوي بامزاحم" .. رئيسا للعروبة    ابوعبيدة يوافق على ادخال طعام للاسرى الصهاينة بشروط!    اجتماع يقر تسعيرة جديدة للخدمات الطبية ويوجه بتخفيض أسعار الأدوية    اجتماع للجنتي الدفاع والأمن والخدمات مع ممثلي الجانب الحكومي    الاتحاد الرياضي للشركات يناقش خطته وبرنامجه للفترة القادمة    وفاة مواطن بصاعقة رعدية في مديرية بني قيس بحجة    بدلا من التحقيق في الفساد الذي كشفته الوثائق .. إحالة موظفة في هيئة المواصفات بصنعاء إلى التحقيق    من يومياتي في أمريكا .. تعلموا من هذا الإنسان    إصابة ميسي تربك حسابات إنتر ميامي    الهيئة العليا للأدوية تصدر تعميماً يلزم الشركات بخفض أسعار الدواء والمستلزمات الطبية    مونديال السباحة.. الجوادي يُتوّج بالذهبية الثانية    مجلس القضاء الأعلى يشيد بدعم الرئيس الزُبيدي والنائب المحرمي للسلطة القضائية    تدشين فعاليات إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف في محافظة الحديدة    انتشال جثة طفل من خزان مياه في العاصمة صنعاء    وكالة الطاقة تتوقع ارتفاع الطلب العالمي على الكهرباء    قيادة اللجان المجتمعية بالمحافظة ومدير عام دارسعد يعقدون لقاء موسع موسع لرؤساء المراكز والأحياء بالمديرية    هناك معلومات غريبيه لاجل صحتناء لابد من التعرف والاطلاع عليها    العسكرية الثانية بالمكلا تؤكد دعمها للحقوق المشروعة وتتوعد المخربين    تشلسي يعرض نصف لاعبيه تقريبا للبيع في الميركاتو الصيفي    توقعات باستمرار هطول امطار متفاوة على مناطق واسعة من اليمن    مجموعة هائل سعيد: نعمل على إعادة تسعير منتجاتنا وندعو الحكومة للالتزام بتوفير العملة الصعبة    عدن .. جمعية الصرافين تُحدد سقفين لصرف الريال السعودي وتُحذر من عقوبات صارمة    الحكومة تبارك إدراج اليونسكو 26 موقعا تراثيا وثقافيا على القائمة التمهيدية للتراث    خيرة عليك اطلب الله    الرئيس الزُبيدي يطّلع على جهود قيادة جامعة المهرة في تطوير التعليم الأكاديمي بالمحافظة    مليشيا الحوثي الإرهابية تختطف نحو 17 مدنياً من أبناء محافظة البيضاء اليمنية    الشيخ الجفري: قيادتنا الحكيمة تحقق نجاحات اقتصادية ملموسة    طعم وبلعناه وسلامتكم.. الخديعة الكبرى.. حقيقة نزول الصرف    شركات هائل سعيد حقد دفين على شعب الجنوب العربي والإصرار على تجويعه    يافع تثور ضد "جشع التجار".. احتجاجات غاضبة على انفلات الأسعار رغم تعافي العملة    نيرة تقود «تنفيذية» الأهلي المصري    عمره 119 عاما.. عبد الحميد يدخل عالم «الدم والذهب»    السعودي بندر باصريح مديرًا فنيًا لتضامن حضرموت في دوري أبطال الخليج    غزة في المحرقة.. من (تفاهة الشر) إلى وعي الإبادة    الاستخبارات العسكرية الأوكرانية تحذر من اختفاء أوكرانيا كدولة    صحيفة امريكية: البنتاغون في حالة اضطراب    قادةٌ خذلوا الجنوبَ (1)    مشكلات هامة ندعو للفت الانتباه اليها في القطاع الصحي بعدن!!    تدشين فعاليات المولد النبوي بمديريات المربع الشمالي في الحديدة    من تاريخ "الجنوب العربي" القديم: دلائل على أن "حمير" امتدادا وجزء من التاريخ القتباني    من يومياتي في أمريكا.. استغاثة بصديق    من أين لك هذا المال؟!    كنز صانته النيران ووقف على حراسته كلب وفي!    دراسة تكشف الأصل الحقيقي للسعال المزمن    ما أقبحَ هذا الصمت…    تساؤلات............ هل مانعيشه من علامات الساعه؟ وماذا اعددناء لها؟    رسالة نجباء مدرسة حليف القرآن: لن نترك غزة تموت جوعًا وتُباد قتلًا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«جيل الصرخة».. 20 ألف طفل يمني ضحايا ملازم الخميني
نشر في عدن الغد يوم 14 - 10 - 2017

عبر هذا التحقيق الاستقصائي تكشف «الاتحاد» عن الفكر الأسود الذي اخترق جيلاً بكامله، بأداة التعبئة الطائفية التي قادت آلاف الأطفال اليمنيين إلى ساحات القتال وخطوط النار، وهي «ملازم الخميني» التي تعد اللعبة الخفية التي استخدمتها إيران في اليمن لاستمالة أبناء اليمن ضمن «خطة سرية» دامت عقدين، اعتمدت فيها زراعة «خلية حوثية وليدة» خرجت من العباءة الخمينية» مهمتها غرس بذرة الطائفية في وعي الناشئة باليمن، لخلق جيل جديد بقناعات طائفية سوداء، لا يعترف ببلده ولا بعروبته، وولاؤه الأوحد للولي الفقيه، ويزف انتماءه العقائدي لإيران بصفتها وطنه الأم ومرجعه الديني، ويعتبرون شعار «الصرخة» «الموت لأميركا الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام»، هي ترتيلة مقدسة تحاكي امتداد الثورة الإيرانية، إذ توصف بأنها «الراية والهوية» و«نشيد خميني» يهتفون به في تدريباتهم وتظاهراتهم ومناسباتهم الدينية والاجتماعية أيضاً، متجاهلين بالطبع فكرة أنهم يقاتلون أعداء من أهاليهم غير واردين في صرختهم، فليسوا أميركيين، إنما إخوة لهم، تجمعهم وشائج نسب أو صلة قرابة، ورابطة الدم والأرض، وليسوا يهوداً ولا يناصرون إسرائيل، ولا كفاراً أو ملحدين، بل إنهم يمنيون، ذنبهم الوحيد أنهم يخالفونهم.

لم يكن يخطر ببال والدة صابر العديني ابن ال15 ربيعاً، أنه سيعود إلى حضنها بعد عامين من اختفائه، مغلفاً بملصق «الشهادة» على الطريقة الحوثية، وهو الذي يتقد حماساً منذ سنوات عمره الأولى إلى دروس «الحلقات القرآنية» التي كان ينظمها «رجال دين حوثيون» عقب صلاة العشاء في مساجد باليمن.


تفخيخ الناشئة بأفكار طائفية

«الحلقات الطائفية» تلك كانت «الفخ الأسود» بحسب أم صابر التي لا تزال تتحرق ألماً على فقدان فلذة كبدها الذي راح ضحية «المسيرة الطائفية»، تماماً كحال آلاف الأطفال الذين كان يدفعهم آباؤهم للالتحاق بمراكز صيفية وصفتها ب«أوكار صناعة الموت»، تدور خلف كواليسها مخططات ممنهجة لنشر الفتنة وتنفيذ أجندات طائفية وكمائن عدائية وعقائدية لبناء عقلية جاهلة وذهنية تدين ب«الولاء الأعمى» لمؤسس الحركة «بدر الدين الحوثي»، وتفضيله على الوالدين، بغية غرس «نبتة عصبوية شيطانية» في وجدان أطفال دون الخامسة، تستهدف تفخيخ عقولهم بأفكار طائفية تفسد فطرتهم وتطمس هوية مذاهبهم بنزعة متطرفة»، وبذلك تربط وعيهم بأول خيوط «التجنيد السري» الذي تديره أصابع حوثية من داخل كهوف «مران» في محافظة صعدة اليمنية بإملاءات إيرانية متشددة.

فكر خميني برؤية فارسية
يوسف واحد من مئات الشهداء الأطفال الذي ذبحت براءاتهم بشفرات التعبئة الدينية المغلوطة وسيقت أجسادهم حطباً لحروب وصراعات مذهبية «آثمة»، أسرار غسيل الأدمغة وقصص تجنيد البراعم، روتها ل«الاتحاد» أم يوسف مديرة مدرسة للبنات بصنعاء، بعد استلامها جثة فقيدها، فقالت: ابني كان ضحية «فكر دموي برؤية فارسية» هي «ملازم الخميني»، التي استخدمها أئمة مساجد الزيدية لاستقطاب «تلاميذ نشء» إلى مصائد «حلقات المسيرة القرآنية»، تماماً كما كان يسميها ويديرها أساتذة وخطباء وأئمة مساجد وتجار متدينون مشكوك بولائهم، موزعون على مختلف مساجد الجمهورية «كمندوبين سريين» للحركة الحوثية لتوسيع رقعة انتشارها، وقد نجحوا بالفعل في استمالة آلاف الأطفال من شتى ألوان الطيف الاجتماعي اليمني، لا سيما الأحياء الفقيرة سواء من أبناء المذهب الزيدي ومذاهب أخرى، تحت مظلة «تحفيظ القرآن».

سموم مدسوسة بالدين
ولم يدرك الآباء إلا متأخراً أن تلك «السموم المدسوسة بالدين» والتي رضعها صغارهم، كانت مستوحاة من «مراجع ومناهج فارسية» لها صلة ب«ملازم الخميني»، والتي تطفح بحسب أم يوسف بالغلو والطائفية والتعصب الأعمى الذي لاحظت ازدهاره على نحو مريب في تصرفات ابنها.

خطة طائفية بعيدة المدى
وأكدت سلوى اليريمي الصحفية والناشطة الحقوقية اليمنية المتخصصة في الحركات الدينية المتطرفة، أن مشروع تمويل النشاط الصيفي «لتحفيظ القرآن» كان ضمن خطة طائفية بعيدة المدى أدارتها أصابع إيرانية خفية من مراكز حيوية في العاصمة صنعاء، كانت تتخفى تحت ستار مستشفيات خدمية تم إغلاقها لاحقاً بعد اكتشاف أنها كانت «غرفة سوداء لعمليات خاصة للحرس الثوري الإيراني»، تستهدف في مخططاتها اختراق الهوية الدينية اليمنية لنشر الطائفية، مستعينة بالمنهج الخميني لغرس بذور معتقدات وأفكار خطيرة في وجدان النشء.

بذور التطرف
وذكرت أم أيوب الوصابي التي فقدت الاتصال مع ابنها بعد انضمامه للعمل مع الحوثيين «كحارس أمن» بمنشأة حكومية في محافظة عمران، هكذا أوهمها في آخر اتصال له، لتكتشف لاحقاً أنه أصبح «قناصاً محترفاً» في جبهات ملتهبة متنقلاً من محافظة لأخرى، يصطاد رؤوس الضحايا، دون تفريق بين جمجمة طفل أو شيخ أو امرأة. وروت أم أيوب، قصتها قائلة: بعد مضي عام من التحاقه بمركز التحفيظ التابع لمركز ثقافي وديني للحوثيين، بدأت تلاحظ أعراض التطرف، وظهرت لديه نزعة تعصب حادة، وباتت مظاهر تأثره بالفكر الخميني.

«القناديل» و«الزنابيل»
وذكرت أمهات تم تجنيد أبنائهن قسراً أن الجماعة تصنف مجنديها إلى فئتين «القناديل» و«الزنابيل»، الأولى هم أبناء الهاشميين المنتمين للمذهب الزيدي الذين حكموا شمال اليمن لأكثر من ألف عام. و«الزنابيل» هم أبناء القبائل العاديين، الذين ينتمي غالبيتهم إلى المذهب الشافعي «السني» والمالكي والإسماعيلي وغيره، هؤلاء مجرد مشاريع انتحاريين لا قيمة لهم». ووصف «القناديل» و«الزنابيل» مستوحى من التراث الشعبي الذي يجسد الصراع الطبقي منذ مئات السنين بين طبقة السادة الذين يعتبرون أنفسهم منحدرين من سلالة النبي «صلى الله عليه وسلم» و«عترته» الحسن والحسين، بينما الطبقات الاجتماعية الأخرى هم من قبائل عادية ينظرون إليها باستعلاء ودونية ويرون أنفسهم أسيادهم.

دروع بشرية
لم يسلم الأطفال من «ذوي الإعاقة» من موجة التجنيد والشحن الطائفي، وفي هذا السياق، أثبتت تقارير منظمات حقوقية وإنسانية في اليمن أن مليشيا الحوثي استخدمت أيضاً دون وازع إنساني، مئات البراعم من ذوي «الاحتياجات الخاصة» دروعاً بشرية وزرعتهم كحراس أمن في ثكنات ومخابئ تخزين السلاح وعلى بوابات نقاط تفتيش في جبهات القتال بمختلف المحافظات المحاصرة الواقعة تحت سيطرتهم.

وأشارت إحصاء حديثة أعدتها مؤسسة «اليتيم التنموية» في اليمن، إلى أن جبهات الحوثيين خلفت أكثر من 79155 يتيماً غالبيتهم أطفال تم شحنهم طائفياً للانتقام لآبائهم.. مما ساهم في ارتفاع عدد القتلى الأطفال، وهذا ما أكدته منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» في صنعاء، وفق أرقام أممية، حول مقتل 1546 طفلاً، وإصابة 2450 جريحاً. وكشفت في تقريرها الأممي عن تجنيد 500 طفل إجبارياً واختطاف 235 محتجزاً قسرياً. كما تشير الأرقام، إلى أن هناك 9.6 مليون طفل يمني مهددون بالتجنيد الطائفي من قبل الحوثيين لاستغلال ظروفهم تحت ضربات ثالوث «الفقر والجهل والكوليرا».

وكشفت منظمة سياج اليمنية عن أن مليشيا الحوثي استفادت من حشد عشرات الآلاف من الأطفال وقوداً لجبهاتها المختلفة، حيث انضم إلى الجماعة أكثر من 354 طفلاً تحت سن 18 عاماً، كانوا ضحايا الفكر الخميني، فلم يصمد غالبيتهم أمام قسوة المعارك وأهوالها المرعبة، كونهم بحسب أهاليهم لا يتمتعون بأي مهارات قتالية، أو تجارب سابقة في التعامل مع السلاح، وبوصفهم «فارين من الموت».

تجنيد 20 ألف طفل
وكان زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي قد صرح باعتزام جماعته إعادة التجنيد الإجباري في اليمن دون أن يحدد المستهدفين بهذا التجنيد، ما يجعل ذلك يشمل جميع الأعمار دون استثناء، مشيراً إلى أن هناك أكثر من 40 محور قتال، ما دفع المليشيا مؤخراً في محافظة المحويت شمال اليمن، إلى بدء حملة تجنيد إجبارية لرفد الجبهات بالمقاتلين، فيما أعلن وزير حقوق الإنسان في الحكومة اليمنية الشرعية، محمد عسكر، أن الميليشيات الانقلابية جندت 20 ألف طفل حتى اليوم.

وعبر صفحة «اليمن الجمهوري» في موقع فيسبوك، تم الكشف عن حيلة الحوثيين في النفاذ إلى قلب القبيلة اليمنية وتجنيد أطفالها والزج بهم في جبهات الحرب، حيث &rlmيأخذ مشرفو الحوثي الأطفال والشباب ويذهبون بهم لصعدة ويخضعونهم فيها لدورات فكرية وعسكرية، ومنها إلى جبهات الحرب، ويقتل المئات منهم في الشهر الواحد. وهناك أسماء بعض مشايخ القبائل والنافذين الذين يجندون أطفال وشباب قبيلتهم ويبيعونهم للحوثيين مقابل بعض أموال وتعيينات، وإعلان تلك الأسماء للرأي العام.

حبوب هلوسة في المعارك
وكانت عيادات ميدانية قد رصدت ظاهرة لجوء الحوثيين إلى استخدام حبوب «هلوسة» لعلاج مخاوف الأطفال وتحفيزهم لخوض المعارك، وتعليقاً على ذلك، قالت د. وفاء رجب الوادعي، طبيبة ميدانية لدى منظمة إنسانية، وجود أعراض بسبب الافراط في تناول حبوب الهلوسة وآثار جانبية على الذهن والأعصاب في تعاطي مخدرات إيرانية الصنع بغية التنشيط والسهر والتركيز طوال 24 ساعة، وهذا ما أكده أيضاً أسرى حوثيون لم تتجاوز أعمارهم 15 عاماً، كانوا قد وقعوا مؤخراً في قبضة الجيش الوطني، حيث سردوا تجربتهم مع تلك الحبوب التي تسمى «حبوب الشجاعة».

ضباط «حرس جمهوري» يكشفون فظائع
وكشف الملازم أول إبراهيم المطاع 43 عاماً جندي مقاتل ضمن قوات الحرس الجمهوري، أن الحوثيين كان يشرِّحون جرحى على وشك مفارقة الحياة، لنزع أعضائهم لصالح مافيات دولية مجهولة، أما أسرى الحرب أو من يسمونهم «دواعش» في تعذيبهم في السجون، وإجبارهم على شرب البول، قائلين لهم: «هذا بول أسيادكم».

أجندات «ملازم الخمينيي»
نتعرف عن ماهية «الملازم الحوثية» ومدى تطابقها مع ألغام «الفكر الخميني» ومحتواها وتأثيرها في تجنيد الأطفال و«تشييعهم» وكواليس أجنداتهم السرية في نشر المذهب الاثنى عشري.

إهدار دم ورأي طائفة
الإعلامي والكاتب السياسي اليمني علي البخيتي، القيادي المنشق عن جماعة الحوثيين، التي وصفها بالسلالة الكهنوتية، وقد تلقى البخيتي تهديدات بتصفيته، وتم إصدار فتوى حوثية بإهدار دمه من قبل «علاّمة» يدعى أبو «زنجبيل». وكشف البخيتي في اعترافات حصرية ل «الاتحاد» عن أن الملازم هي بمثابة الدستور والمنهج الفكري للحركة الحوثية، وهي لا تحتوي فكراً حديثاً أو عصرياً بل إعادة قراءة لأحداث وخلافات عقائدية مضى عليها قرون طويلة، والملازم في مجملها تُعبر عن رأي طائفة، بل عن رأي سلالة داخل طائفة في الإسلام. ويشير إلى أن علماء الزيدية المعتبرين لا يقرون حسين الحوثي في اجتهاداته الأخيرة، وعارضوه علناً، لكن صوت الحرب غطى على صوت النقاش الفكري، واستهداف المذهب الزيدي والهاشميين بشكل عام جعلهم يتمسكون بحركة الحوثي كحامل سياسي وأمني وعسكري قادر على حمايتهم في وجه خصومهم من الإخوان والسلفيين ونظام الرئيس المخلوع صالح عندما كان في الحكم، وهذا لا يعني تبني الزيدية والهاشميين بشكل عام لمشروع الحركة الحوثية.

ادعاءات الحوثية والنازية واليهود
ووصف الفكر الحوثي بأنه حالة من حالات الردة التي تصاب بها المجتمعات في لحظات تاريخية عندما تنتشر فيها الحروب والفتن وتعم الفوضى والظلم، ولو حدث استقرار وسلام وأمن ما صمد الفكر الحوثي أمام حركة التحديث التي تجتاح العالم بفعل الطفرة التكنولوجية وثورة مواقع التواصل الاجتماعي، معتبراً أن ما جاء في ملازم الحوثي هو مجرد هراء وأفكار بدائية وسطحية أكل عليها الزمن وشرب، وخلاصة ما في الملازم هو أن الحكم حق أصيل للبطنيين من الهاشميين، وأن الحوثي هو «ولي الله»، و«عَلم الأمة» الذي يجب عليها اتباعه، وهي تخريجة حوثية لولاية الفقيه الخمينية لكن وفقاً لأصول وقواعد واجتهادات المذهب الزيدي، وهذه العنصرية السلالية بحسب البخيتي كفيلة لوحدها بإضعاف الحركة الحوثية وفكرها لو عمّ السلام والاستقرار، فلا فرق بين ادعاء متطرفي اليهود أنهم «شعب الله المختار» وبين أدعياء النازية بتميز العرق الآري وبين أدعياء الحوثيين والاثني عشرية بتميز سلالة معينة وأحقيتها بالحكم، كلها ادعاءات عنصرية عرقية تتناقض مع حقائق العصر وسنن الحياة.

اللغة الفارسية في المناهج
أكد علي البخيتي، محاولة الحوثيين تدريس الملازم في بعض المدارس الحكومية إلى جانب المناهج التعليمية الرسمية، لكن هناك مواجهات كبيرة وصعوبات تعرقل مشروعهم في الكثير من المناطق، وبالأخص من كوادر حزب المؤتمر الشعبي العام «حزب الرئيس السابق صالح»، مؤكداً بأنها الملازم تم إدراجها في المناهج التعليمية بشكل رسمي، ولا يستبعد تضمين اللغة الفارسية في المستقبل في جامعة صنعاء.

بوصلة الطموحات الحوثية
بوصلة الطموحات الحوثية مفتوحة على كل الاحتمالات في رأي البخيتي: «طموحات الحوثيين غير محدودة بجغرافيا ولا بكتلة سكانية، ومتى ما توافرت لهم الفرصة سيتمددون خارج اليمن وسيعبرون الحدود، فمنهجهم الفكري لا يعترف بحدود الأوطان ويتحدث عن أمة واحدة، بل عن عالم واحد، ولا يوقف تمددهم إلا القتال والمواجهة الفكرية والسياسية.

الزيدية والهاشميون ضحايا
شاع مؤخراً بأن هناك انقساماً فكرياً موجوداً داخل أجنحة الحركة الحوثية، إلا أن البخيتي نفى ذلك، «لا توجد انقسامات فكرية داخل الحركة الحوثية، فالكل فيها مجمعون على ملازم حسين الحوثي كأساس ودستور فكري لهم، وعلى عبدالملك الحوثي كقائد ومفسر لهذه الملازم».

أما موقف كبار علماء الزيدية في اليمن من نشر الفكر «الخميني» الذي تتبناه الحركة الحوثية، فقد اعتبر البخيتي أن الزيدية والهاشميين ضحية من ضحايا الفكر الحوثي، فقد جلب عليهم الويلات، واستنزف شبابهم من الطائفة الزيدية أبناء الهاشميين، الآلاف من الضحايا والقتلى، ما سيؤثر على نسيجها واستمرار توسعها في المستقبل، كما جعلهم هدفاً للكثير من القوى المحلية والإقليمية والدولية، فالحوثيون حالة تطرف داخل المذهب الزيدي مشابهة - مع الفارق - لحالة تطرف «القاعدة» و«الإخوان» و«داعش» داخل المذاهب السنية.

«هراء»
عنصري سلالي
بالحديث عن الحلول واستراتيجيات ناجعة لصد هجمات الفكر الخميني ومنعه من التوغل في شرايين الثقافة الدينية اليمنية، شدد علي البخيتي، على ضرورة فهم التركيبة الحوثية، مفيداً أن الحروب التي شنها نظام الرئيس السابق صالح والسجون والمعتقلات والتعذيب وامتهان كرامة الناس فيها ومحاصرة المذهب الزيدي المعتدل والهجوم على مناطق وجوده من تيارات الإخوان والسلفيين هو ما صنع الحركة الحوثية وقدمها كمدافع عن الزيدية والهاشميين ومنحها حاضنة شعبية قوية ومقاتلة، ومتى ما ساد السلام وعم الأمن والاستقرار وعادت الحياة والتنافس السياسي ستضعف الحركة ومشروعها، لأن غالبية الشعب اليمني حتى في المناطق الزيدية ضدها، ويعتبرون أفكارها مجرد خزعبلات وهراء عنصرياً سلالياً.

تعبئة مذهبية
استطاع الحوثيون منذ أكثر من 12 عاماً تجنيد آلاف الأطفال عبر «ملازم الحوثي» التي لعبت دوراً كبيراً في التعبئة المذهبية التي كانت تنشط في المساجد الزيدية، وتهدف إلى تمرير المذهب الاثني عشري في وعيهم، ونجحت بالفعل في تحويلهم إلى مفخخات بشرية باتت أجسادهم الآلات ترفع شعار الموت في جبهات الصراع والحروب. وفي هذا السياق، قال أحمد القرشي مدير منظمة سياج في اليمن: «ليست مشكلة اليمن في عقيدة الحوثي، أو المذهب الذي ينتمي إليه فالزيدية والشافعية والإسماعيلية موجودة في اليمن منذ مئات السنين، ولم يكن اليمني يضيق بالآخر المختلف معه مذهبياً حد الاقتتال، بل كان هناك صراع مصالح إقليمية ودولية ساحتها اليمن، ووقودها اليمنيون في الوقت الراهن وستمتد نيرانها إلى الجزيرة العربية برمتها ما لم يتم احتواؤها بالحوار والتفاهم وتفكيك بؤر الصراع الحقيقية ومعالجة أسبابه وآثاره.


خطة إيرانية لإنشاء إقليم شيعي في اليمن
كشف السياسي اليمني القيادي المنشق علي البخيتي، أسراراً خطيرة نقلها عبر صفحته على فيس بوك، متحدثاً عن تفاصيل الخطة الإيرانية لإنشاء إقليم طائفي في اليمن، تمهيداً لنقل فكرة ولاية الفقيه الخمينية، وغرسها في قلب «صنعاء وما حولها»، تحت ستار المذهب الزيدي. وبحسب البخيتي، فإن إيران وحزب الله أنشؤوا منذ عدة سنوات، مجلساً أسموه «المجلس الإسلامي الزيدي الأعلى»، والذي يتخذ من صنعاء مقراً له، وهو مجلس شبيه ب«المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى» في لبنان، وذلك بهدف اللعب على الوتر الطائفي في اليمن، وإضعاف الزيدية الأصلية لصالح الزيدية الجارودية المتأثرة بالاثني عشرية، والثورة الخمينية وولاية الفقيه.


وتتضمن الخطة الإيرانية عدة مسارات:
- الأول مسار الحرب، وذلك من خلال دعم الحوثيين بالسلاح والمال، والدعم السياسي والإعلامي، بهدف دعم صمودهم لاستنزاف المملكة العربية السعودية وقوات التحالف العربي.

- المسار الثاني يتمثل في الاستمرار بدعم فصائل جنوبية إعلامياً وسياسياً ومالياً، وهي الفصائل التي تحمل شعارات فك الارتباط، وحق تقرير المصير، والهوية الجنوبية.


- المسار الثالث يتلخص في تعزيز قدرات الحوثيين وتدريبهم والتعاون معهم من أجل نسج تحالفات سياسية في شمال الشمال ليكونوا الطرف الأقوى لحكم دولة الشمال السابقة في حال نجح تيار فك الارتباط في الجنوب في تنفيذ مشروعه المعلن.

- المسار الرابع للمخطط الإيراني - بحسب البخيتي يكمن في إعلان «الإقليم الإمامي»، أو «الإقليم الطائفي»، وهو المسار الأكثر خطورة، مشيراً إلى أن إيران قد قطعت شوطاً في هذا المسار من خلال مجموعة من الخطوات، أبرزها، دعم الحوثيين لتغيير الخارطة المجتمعية والتوازنات المذهبية في محافظات شمال الشمال «ذمار، صنعاء، عمران، حجة، المحويت، صعدة»، وأجزاء من بعض المحافظات الأخرى.

«ولي الله»
و«قائد الثورة»
وتسعى إيران لإجراء بعض التعديلات على فكرة ولاية الفقيه، لتنسجم مع الإرث المذهبي الزيدي للمنطقة، مع بقاء المضمون، من ذلك استبدال مصطلحات «الولي الفقيه» و«مرشد الثورة الإسلامية»، بالمصطلحات التالية، «علم الأمة»، و«القرآن الناطق»، و«ولي الله»، و«قائد الثورة.

وحذر البخيتي من خطورة مشروع «الإقليم الطائفي»، على اليمن وعلى دول الجوار، كونه يؤسس لنظام تحاصص طائفي في اليمن شبيه بالنظام اللبناني، الأمر الذي سيحول اليمن إلى منطقة استقطاب إقليمية ودولية، مما يؤدي إلى عزل اليمن عن دوره العربي، وفرض سياسة «النأي بالنفس» عن قضاياه العربية، تماماً مثل لبنان، إضافة إلى أن إيران تسعى لتوظيف «الإقليم الشيعي المرتقب»، في معركتها الأخيرة مع المملكة العربية السعودية والإمارات ودول التحالف العربي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.