كتب / زيد النقيب ان فقدت مكان بذورك التي بذرتها يوما ما... سيخبرك المطر أين زرعتها.... لذا ابذر الخير فوق أي أرض وتحت أي سماء ومع أي أحد فأنت لا تعلم أين تجده ومتى تجده ؟؟ بهذه العبارة استهل بها إخواننا أهل الخير حملة جمع التبرعات لمشروع طريق معربان -السعدي-رصد_سباح فبعد أن غابت الدولة و ظهرت حاجة الناس الملحة للطرقات التي هي شريان الحياة عمد أبناء يافع بكل مديرياتها التابعة لمحافظتي أبين و لحج إلى شق الطرق في الجبال شديدة الوعرة والوديان الملتوية على نفقة أهل الخير حتى أن البعض يطلق عليها (ثورة الطرقات) . عشرات المشاريع نفذت بفضل الله ثم التكاتف وحب الخير . نحن اليوم امام مشروع ليس كبقية المشاريع فهو يختلف على غيره من المشاريع الأخرى ، لأنه يربط بين محافظتين لحج و أبين وهو شريان حياة لأكثر من مئة وخمسين ألف نسمة في مديريات رصد-سباح-يهر . مشروع ليس فقط خاص بقرية او قريتين بل لمئات القرى المتناثرة بالجبال والوديان فهو بكل ما تعنية الكلمة مشروع طريق استراتيجية مهمة جدا . هذا الطريق شقها الآباء والأجداد بأيديهم أيام السبعينات من القرن الماضي ، ايامها ليس لديهم الإمكانيات المادية او المعدات والمتطورة فقط أدوات بسيطة ، ولكن كان لديهم العزم والإصرار والتحدي لكي يرتبطوا بالعالم ويكسروا حاجز العزلة التي استمرت دهور كبيرة ، تلك الطريق مرروها في وديان هي في الاصل ممر للسيول دائما تتعرض للخراب والانقطاع على امل ان تأتي يوما ما دولة تأمن لهم طريق سهلة ومريحة ولكن للأسف لم يحدث ذلك مر الزمان وتعاقبة الحكومات دون جدوى. وبما ان الدولة لإزالة غائبة ولم يعلم متى ستأتي جاء الأبناء ليسيروا على نهج الأجداد والآباء ولكن هذه بعيدا عن ممرات السيول التي انهكت كاهل الجميع عندما مروها في طريق السيارات جارفة معها الأحجار في وديان متوسطة الانحدار . فمشروع ( طريق معربان السعدي رصد-سباح ) الذي قام عليه بعض الاخوة جزاهم الله خير هو عبارة عن شق طريق بعيدة عن مجرى السيل لتكون طريق ترابية إسعافية سريعة وآمنة توفر الوقت والجهد وكذلك تحفظ المركبات . هذا المشروع لم يأتي بالصدفة بل معانات المواطنين وحاجتهم الملحة له هي من جعلته واقع الأبد منه ولم يأتي اعتباطي بل وفق دراسة قام بها مهندسين مدنيين بارعين . هنا نوجه الدعوة لكل اهل الخير في كل مكان في يافع خاصة وغيرها ان يقدموا ما تجود به أنفسهم وان يبذروا بذور الخير ويقدموا لانفسهم ويشاركوا في انجاح هذا المشروع . فكم من الدعوات ستصلهم من كل من يمر فيها ، وكم أجر عند الله في الآخرة سوف ينالها كل من مساهم في انجاح هذا العمل الخيري .