لا تكاد تطأ قدماي كل صباح أرض البريقة إلاّ وقد سبقني النظر نحو ذلك البساط الأبيض من الصحف المتراصة على أرضية سوق بانافع ، تتسابق عناوينها وتتدافع نحوك ، لا تترك لك مجالاً لترتيب أولويات أفكارك لهذا الصباح .. يجلس ( محمد الوصابي ) القرفصاء أمامه أكوام صحف يتصفح منها الجريدة تلو الأخرى ، وتلتهم عيناه عناوينها التهاماً ، ثم يتوقف عند صحيفة ( عدن الغد ) ليقرأها بتأنٍ ورويَّة ، فهي – كما يقول – صحيفته التي يثق بها ، ويجد فيها العصارة الخبرية والمقالة الحرة الهادفة والالتزام الأدبي الإعلامي الذي يزيد من احترامه لها وإدارة تحريرها .. مع عدم تقليله بالدور الفاعل لبقية الصحف الوطنية التي اكتسبت رواجاً يوماً بعد آخر .. ويضيف محمد : أن بيع الصحف يُعدّ مصدر دخل شريف ووسيلة لزيادة الثقافة وملامسة الأوضاع والإطلاع اليومي على الأحداث ، وتكوين رؤية معقولة عن مختلف الأوضاع التي تمر بها البلاد ومعاناة العباد .. تحية احترام وتقدير لهذا الجندي الصامد ، الذي يسهم في نشر الثقافة والمعرفة من خلال تقديم الصحيفة للقارئ منذ اللحظات الأولى لشروق كل صباح .