كررتها وسأظل أكررها لعل المختلفين يسمعون، فالانقلابيون يفرحون بخلافاتكم لأنها تسهل مهمتهم في زعزعة الوضع وتعرقل الكثير من الانجازات، فلولا ظهور الخلاف في عدن وتشبث الانتقالي بالخلاف مع سلطة هادي وتمسكه بطرف خارجي يدير الأمور لصالحه الخاص، لا حباً في مجلس الزبيدي الذي أخذ يهرول نحو المجهول، فالسلطة الشرعية تستطيع البطش بمن يخالفها كما قال بذلك الميسري، ولكنها لا تريد توسيع الخلاف في المناطق المحررة، وعلى المجلس الانتقالي التقارب مع شرعية هادي، وعلى الجنوبيين كل الجنوبيين التمسك بالحكمة، والجلوس لطاولة حوار يتقاربون فيها بأجسادهم وأفكارهم ليبنوا دولة الجنوب إن أرادوها . فكم كانت فرحتنا غامرة ونحن نرى هادي يتوسط الزبيدي وشلال في مشهد عبر بصراحة عن قوة الجنوبيين إذا اتحدوا، ولكنهم إذا اختلفوا احتربوا فيما بينهم وأكل المتربصون بالوطن لقمتهم سائغة، فعندما اختلفنا جاءت الوحدة، وعندما جاءت الوحدة كنا فريقين متشاحنين فطاب مأكلنا للمتربص القادم من الشمال، فأخذ يغذي هذا الخلاف حتى جاءت حرب 94 فتسلمنا العتاد وقتل بعضنا بعضاً، وفاز المتربصون بالجنوب وتهالكت قدرات الجنوبيين واستقوى عود أعداء الجنوب بسبب خلافاتنا الجنوبية الخالصة . بعد سقوط نظام صالح جاء هادي وكان قدومه يمثل حلماً لكل جنوبي أن يتقلد جنوبي حكم اليمن الموحد، وكان المفترض على كل الجنوبيين أن يقفوا مع هادي، لتزول المظالم التي حصلت في عهد صالح، ولكننا للأسف الشديد اتخذنا من هادي عدواً لنا ولمشاريعنا، لأننا نريد كل شيء جاهز حبحب على السكين كما يقول المثل الشعبي . للأسف لم نتعلم من تجاربنا السابقة ولم نتعلم من تجارب الشعوب الراقية في كيفية المطالبة بانفصالها، فعند مطالبتك بشيء لا تكثر أعداءك ولكن عليك أن تخطب ود الجميع، فكاتالونيا وممثلوها لم يتصوروا في شوارع مدنها كثيراً ولكنهم عملوا حتى اقتربوا من استقلالهم وبحوار راقٍ ومن غير تعطيل لمصالح الناس ورغم هذا يخرجون للإعلام ويقولون مازال طريق الاستقلال طويلاً، ونحن كملنا شعارات 7/ 7 آخر يوم، وغيرها من الشعارات التي لم ولن تقربنا من الاستقلال قيد أنملة . أتعلمون لماذا تأخرنا نحن في الجنوب؟ لأننا اختلفنا وعدنا فريقين، وهذا هو الخطر الذي يجب علينا جميعاً أن نتلافاه قبل وقوعه، فلله الحمد مناطقنا محررة ولم تتبقَ إلا وحدة الصف الجنوبي، وإذا توحد الجنوبيون جاءوا بالانفصال ولو كان من بين أنياب الأسد. قلت قولي هذا والله من وراء القصد ...