استطاع الجيش الجرار من الإخباريين الإعلاميين والمحللين السياسيين الشماليين أن يوهموا العالم أنهم يحكمون الجنوب الذي يسمونه المناطق المحررة من منفاهم في تركيا وقطر والسعودية إلا الجنوبيين أصحاب الأرض الذين لا يغيب عنهم أن قرارات الرئيس اليمني عبدربه مصور هادي كانت ولازالت على الأقل تمر قبل صدورها بغرفة عمليات التحالف العربي إن لم تكن هي أصلا صادرة عن التحالف العربي يتم إخراجها باسم الحكومة الشرعية اليمنية . فتعيين رؤساء الحكومة الشرعية اليمنية وتغيير وزرائها من السعودية والإمارات ليتوقف دور الرئيس عبدربه عند التوقيع فقط على تحصيل حاصل حسب القرار الدولي 2216 الذي لا يجب ما قبله من قرارات دولية بل يؤكد على وضع اليمن تحت البند السابع . فتغيير بن دغر وإسقاط حكومته الفاسدة الفاشلة يقع على عاتق التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات لأنه تم تعيينه من قبلهم بعد ظهور الخلاف مع التنظيم العالمي للإخوان المسلمين جاءوا به من أجل تقليم أظافر حزب الإصلاح اليمني وإبعاده عن الحكومة الشرعية اليمنية لكن بن دغر كان وغد , خريج كلية الغدر والخيانة الدحباشية لعب مع الإمارات في العلن والظاهر لصالح الحوثعفاشين في السر والخفاء فأزاح بعض رموز الإصلاحيين في عدن دون المساس بقواعدهم ولم يلتفت ناحية رموزهم وقواعدهم في مديريات الوادي والصحراء في حضرموت ولا مأرب أو تعز التي تصدر لنا الإرهابيين . بن دغر لم يجدوا له بديلا من المؤتمر الشعبي العام يقدر على تولي رئاسة الحكومة الشرعية اليمنية وإلا لغيّره التحالف أمس قبل اليوم دون انتظار تصعيد , وأمام غياب البديل لبن دغر يتوجب علينا نحن الجنوبيين الأخذ بزمام أمور بلادنا وإنقاذها من الهزيمة القادمة في الحرب الداخلية التي نخوضها ضد أشكال الفساد والفوضى الآتية مع الشماليين القادمين , وهي أعظم حرب وأشدها ضراوة من الأولى كونها تهدف إلى تثبيت الأمن والنظام والقانون وإنشاء المؤسسات في مرحلة تتطلب الحزم والشدة لا التراخي والترقب إلى ما ستؤول إليه النتائج طالما كلنا مشروع شهادة من أجل الجنوب . الخطوات محسوبة مبنية على استقلال واستعادة دولة وبنائها والعدو لا يتربص بنا وحسب , يتوغل إلى داخلنا يتغلغل فينا يدمر ويخرب ويفجر في عدن والجنوب عامة أمام مرأى ومسمع العالم ومنظماته الإنسانية والحقوقية التي تهتم بالمعتقلين الإرهابيين والمجرمين , مما يجعلنا أن نتخذ قراراتنا ونخطو للأمام دفاعا عن أنفسنا دون أن ننتظر إذنا من هذه المنظمات فنحن مازلنا في حالة حرب وثورة وأي هفوات أو تجاوزات بإمكاننا أن نحيل ملفاتها إلى الدولة التي سنقيمها لتبث فيها أمام المحافل الدولية . والآن على الجنوبيين وقواهم الحراكية أن يبدأوا بأولى خطوات الانتصار لتأسيس النظام والقانون من خلال ترحيل الشماليين إلى مناطقهم ووطنهم دون تأخير وفي هذه الأيام من نوفمبر تنفيذا لتوصيات مؤتمر حضرموت الجامع كضرورة أمنية على قواطرهم التي تشحن حمولاتها من ميناء الحاويات والمنطقة الحرة على كل قاطرة عشرين شمالي يتبعهم طقم من الأمن والمقاومة الجنوبية إلى الحدود . أمريكا منعت مسافرين من عدة دول يسافروا إليها واليوم تبني سور مكهرب بينها وبين المكسيك بطول أكثر من ثلاثة آلاف كيلومتر . كل دولة تحافظ على أمنها وتحاكم الخونة إلا نحن فعلى الأقل نبدأ بهذه الخطوات التي لها تأثير قوي على توحيد قوى الحراك الجنوبي ودمج مجالسه مهما اختلفت الرؤى فالهدف واحد والوطن واحد يتسع لجميع الجنوبيين .