يواجه النازحين الهاربين من قرى شعب الصبيحة الحدودية التي تشهد قصفا مدفعيا عنيفا ومتواصلا من قبل مليشيات الحوثي والمخلوع صالح التي سيطرت على القمم الجبلية المحيطة بها شمالا منذ اكثر من اسبوع أوضاعا مأساوية وإنسانية صعبة... مئات من الاسر بينهم ( رجال وأطفال ونساء وشيوخ ) تقرأ في اعينهم صور المأساة وترتسم على ملامح وجوههم مساحات من الحزن والالم ارتموا كرها في احضان القهر وقذفت بهم المقادير الى ( ميدان ) تركض فيه المنغصات وتتسابق على ارضه الملمات حيث وصلت الى عدن وحدها حتي الان حوالي 350 أسرة فارة من نيران القصف المدفعي العشوائي بالإضافة ( 300) اسرة اخرى اجبرت على النزوح خلال الايام القليلة الماضية الى مناطق الصبيحة المجاورة لها والى مدينة صبر في مديرية تبن والحوطة عاصمة محافظة لحج.. وناشد أحد المواطنين المنظمات الإنسانية بالتحرك العاجل لتقديم العون والإغاثة والإيواء والطعام لهؤلاء النازحون الجدد في في هذه المناطق .. ومن جانبها قالت سلوى الخطيب المدير التنفيذي لمؤسسة جذور المستقبل للتنمية الاجتماعية بالعاصمة عدن إن وكالات الإغاثة المحلية والدولية لم تقدم من المساعدات ما يلبي الاحتياجات الضرورية لهؤلاء النازحين الفارين من القصف في هذه المناطق حتى الان . وقالت إن المنظمات الإنسانية الوطنية والدولية لم تقم في الوقت الراهن بأي عمليات تحقق أو تقييم لأوضاع النازحين الجدد من منطقة شعب الصبيحة الذين وصلوا إلى عدن والي غيرها من مناطق النزوح. . وأضافت تقول أن استمرار القصف زاد "أعباء السكان بشكل عام والنازحين بشكل خاص لأنهم تركوا مناطقهم ومنازلهم للنجاة بأنفسهم وأطفالهم وبالتالي افتقادهم لكل الإمكانات البسيطة التي تساعدهم على العيش في أدنى صوره". وحول طبيعة نزوح هذه الاسر تقول إن 60 بالمائة تقريبًا من النازحين ينزحون إلى منازل أقربائهم في عدن وهي مساكن لا تتسع لإيوائهم إلا بصورة اضطرارية أما المخيمات فلا توجد مخيمات لإيوائهم.. وناشدت السلطات المحلية في محافظة عدن ومراكز ومؤسسات الاغاثة المحلية والدولية بسرعة التحرك لتوفير احتياجات عاجلة لهذه الاسر وذلك في وقت تشتد فيه رحى القصف علي قراهم ومناطقهم التي غادروها عنوة مرغمين.. وقالت إن ما يقرب 600 عائلة نازحة في عدنولحج ومناطق الصبيحة المجاورة لمنطقة شعب ليس لديها من يرعاها أو يقدم لها الطعام والدواء في هذا الوقت وان الاسر التي تستضيفها لا تستطيع ان توفر لها ابسط الاحتياجات الضرورية ..