يعد الفساد السياسي من اخطر وأهم الاسباب التي تؤدي الى فشل الدولة الحديثة وانهيار اقتصاده حيث أن للفساد مفهوم غير أخلاقي ويتعارض مع النزاهة ظل الفساد ظاهرا وفاشيا في دولتنا العميقة التي حكمها صالح ثلاثون عام حتى اصبح الفساد ظاهره مجتمعيه وارتبط بمساق هيكلة الدولة العميقة وعمل بكل ما اوتي من قوة للتوسيع نفوذه وإملاء طقوسه وشباكه العنكبوتية على المجتمع وجعل من المحسوبية والرشوة والتلاعب بالمال العام ظواهر جذب واستثمار من أصحاب القرار. وبعد انتظار طويل كان المواطن يأمل تغير جديد وحلم كاد أن يتحقق في سياق الدولة الجديدة بعد الحرب وبعد حكم ثلاث سنوات للحكومة الجديدة والدولة الحديثة وان النزاهة ستكون عنوان لهذه الحكومة الآ ان ذلك لم يتحقق بل و في تطور لافت عادة الدولة العميقة إلى المشهد السياسي وإعادة إنتاج نفسها مرة اخرى في أحداث دراميه متتالية واستباحت لنفسها ان تتبوأ مناصب عليا في الدولة الجديدة وكان لها ذلك في ظل ارتخاء شعبي ومعاناة قاسية عانى منها المواطن بعد حرب ضاريه كان وجود الحكومة حاجه ملحة بعد الفراغ الاداري والحكومي التي خلفته الحرب وأخير بعد أن طفح الكيل وبلغ السيل زبده جات استقالة محافظ عدن عبدالعزيز المفلحي المسببة وفيها أوضح عن أسباب استقالته ومالحق به من ضرر حتى جاء صدور قرار من الرئيس عبدربه منصور بتشكيل لجنة استلام مبنى المحافظ وبيت المحافظ ماهي الا حيلة و التفاف ودوران وتجاهل لمعاناة الناس واحتياجهم وقضية الفساد التي أهلكت المواطن قبل الوطن والتي هي محور هذه الاستقالة المسببة لم يتفاعل معها الرئيس ولو نظرنا إلى ما قاله المحافظ في استقالته كان من الواجب على الرئيس ان يدعي الى تشكيل لجان تحقيق في ادعاء المحافظ وليس لجنة تسليم مبنى وبيت الا إذا كان في الموضوع( أن ) وإلا ماذا يعني أن لا يلتفت الرئيس إلى اكبر قضية فساد مارسه المدعو ابن دغر وبالأدلة والبراهين وهي واضحه وضوح الشمس في الاستقالة المسببة ولكن من الواضح أمامنا أن هناك لوبي محيط بالرئيس هي من إشارة له بأن القضية هي قضية مكتب وبيت وليس فساد وتلك هي المشكلة ان الرئيس قد لايكون على علم بما يحدث في عدن ولا يعلم ان الناس تموت جوعا وأن الكهرباء أصبحت حلم لم يتحقق إلا ساعة في اليوم او ساعتين و أن المجاري طافحه في كل شارع واكوام القمامة منتشرة في الطرقات وأن الواقع غير ما يصوره لك البعض ولو رجعنا إلى ما قاله المحافظ سنجد أنه عانى كثيرا في عمله حيث قال (*وجدت نفسي في حرب ضاريه مع معسكر كبير للفساد مدربه وحصونه محميه بحراسها يقودها رئيس الحكومة* ) بتللك الكلمات المؤثرة استهل محافظ عدن تقديم استقالته المسببة للرئيس واضاف في عبارة اخرى (*ان كبريائي يمنعني ان اخوض في جدال مع رئيس حكومة يخطف الماء من افواه الناس ويخطف الضوء من عيونهم* ) يا لها كلمات مؤثره ولامست جرح الناس ومعاناتهم لأنها ليست عبارات إنشاء ولغة يستجيب بها عواطف ومشاعر الناس لهذه الاستقالة ولكنه فيه من الدلائل والبراهين وبالأرقام الموضحة والتواريخ المثبتة والوقائع المبينة التي هي إثبات آخر لأن المواطن يعرفها وعانى منها وأضاف المفلحي أيضا حقيقة الخمسة مليار قائل (*ان الحديث عن الاتصالات دون كهرباء مسخ وضلال* ) وتحدث كيف تم الاستيلاء على إيرادات المحافظة دون علمه وصرفها في مشاريع وهميه لا تخدم المحافظة أليس ذلك كان كافيا يا سيادة الرئيس إلى إقالة ابن دغر وحكومته ام هناك أشياء أخرى .