((ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون )). تطل علينا الذكرى السنوية الثانية لرحيل قائد عسكري شجاع ترجل والتحق بركب الثورة الجنوبية مقدم روحه في سبيل التحرير والعيش بعزة وكرامة ودحر مرتزقة إيران من الحوثيين وأتباع المخلوع صالح . فمأثر الشهيد جعفر لا تعد ولا تحصى ، حيث تلمذ على يديه العديد من القادة العسكريين ، ونهل من مؤلفاته العديد من المؤلفات في العلوم العسكرية ، بالإضافة إلى مشاركته في قيادة الجبهة العسكرية ورسم الخطط العسكرية بحنكة وإقتدار . جرح الشهيد جعفر عندما تصدى لإتباع إيران لصدهم من التوغل إلى ارض الجنوب . وعندها أسعف إلى احد مشافي عدن كما قيل . ومن ثم أنتقل لإستكمال العلاج خارج الوطن في المملكة العربية السعودية ، وعند تحرير عدن كان لجعفر دور كبير جدا في رسم الخطط العسكرية لتحرير المدينة ومشاركته القتالية هناك ضد اتباع المد ألمجوسي . وبعد ذلك عين الشهيد البطل جعفر محافظ لتلك المدينة التي كان له دور لا يستهان به في تحريرها من قبضه مليشيا الحوثي وعفاش . حظى بقبول واسع من قبل ابناء الجنوب الذين كانوا لا يعرفون عنه شيء بسبب حرب صيف 94 الظالمة التي غيبت جعفر والعديد من القادة الاشاوس وجعلتهم مهجرين خارج وطنهم . فالقائد الشهيد جعفر استشهد وهو يقوم بواجبه لخدمه مدينته التي تربى ونشئ وترعرع فيها ولم يقتل وهو يدافع عن اموال ولا عن ممتلكات وكان رحيله قد شكل خساره على الوطن بإكمله فالقادة العظماء دائما يقتلون ويمون بذكرى عظيمه تحفظها ذواكر الأجيال. فمثل جعفر إستشهد العديد من القادة الأبطال وهم يقفون في الصفوف الأمامية كاللواء سالم قطن والقاضي الذي كان مقداما شجاعا محسن علوان ألشعبي وغيرهم من أمثال هؤلاء الذين خلدهم التاريخ بصمات حفظها لهم التاريخ . أخيرا نقول أن القيادة صفاتها لا تتوفر في كثير من الناس فهي تحتاج إلى شجاعة وإقدام وقدره على التخطيط والتأثير في الناس . رحم الله الشهيد ألبطل جعفر محمد سعد وألحقه بركب الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.