استقبلت شبوة جثمان أحد أبنائها عارف الزوكا أمين عام المؤتمر في صنعاء والذي قضى في مواجهات حلفاء صنعاء.. وبغض النظر عن المواقف السياسية فإن شبوة هي عصاب الرأس لجميع أبنائها. هكذا احتضنت شبوة ابنها وهو كان على الطرف الآخر المعادي من هذه الحرب القذرة التي خسرت شبوة فيها من الرجال ما يتجاوز ال (800) شهيد دفاعا عن الدين والأرض والعرض .. لكن في القلب حسرة وألم لخسارته في الاتجاه الآخر، ومع ذلك فله حق في خياره السياسي وموقفه الثابت. هذا الموقف الشبواني في استقبال الجثمان يعبر عن التسامح الذي يجُسد اليوم على الأرض في وقت الشدة، لكن المكر الشمالي مازال يخطط ويرسم لجر الجنوب ومقاومته الباسلة لمزيد من الخسائر ..فالملاحظ أن الإعلام الشمالي يصيغ رسائل التعاطف والمديح ويذكر ويشيد بماثر وبطولات الجنوب وبالمقابل يطلب منهم تقديم أبنائهم ضحايا لحرب خارج حماهم، وحتى عندما يحقق الجنوبيون نصراً على أراضي الشمال يستكثر هذا الإعلام الماكر قول الحقيقة، ويشاطره بعض الشي إعلام التحالف، ويتجاهل الإعلام بأن ينسب ذلك النصر لصُانعيه من المقاومة الجنوبية الباسلة ! !.. ويبقى للجنوب فقط استلام جثث رجاله الذين سقطوا شهداء ثمن لذلك النصر. ما يهمنا نحن في الجنوب أننا لا نستفيد من التجارب الماضية ونقع في الفخ مرة ومرات، وكل مرحلة لها ضحايا وخسائر نتيجة الحسابات الغير دقيقة. خلاصة القول : رحل عفاش ومازالت بذور مكره وحقده على الجنوب تزهر .. وإن جفت بعض منابعها، بل أن بعض رموز حكمه يكررون اليوم المشهد القديم.. وقد لجأوا من جديد فارين بجلودهم إلى الجنوب كما لجا من قبلهم وقد وصلوا فعلاً إلى الأرض الحبيبة .. وهذا يذكرنا بجحافلهم التي نزحت إلينا واكرمناهم وأسكناهم منازل أفضل من منازلنا ووليناهم أمورنا وحصل ما حصل منهم من شق الصف الجنوبي واشعال فتيل الحرب، وخسر الجنوب كل شيء. . وكانوا هم مهندسي خراب ودمار الجنوب.. وقبلهم رحل الإمام وولد إمام من جديد. الشمال مازال هو الشمال بثقافته ومكره !!..الإمام مازال إماما ! !.. والولاء مازال الولاء !! ..وإدارة المعارك مازالت تسير بنفس حصار السبعين.. والقاعدة العرفية لديهم ( مع من تعمل - مع من يدفع) !!. إن صنعاء سوف تهدأ بالترغيب والترهيب وأهمها المال والجاه.. وستظل القيادات العسكرية من الصف الأول والمحسوبة على الشرعية والتحالف، ستظل في موقفها السابق .. تنتظر - تراقب !!وسوف يزيد الحوثي عقدة أخرى تثبطهم وتمنعهم من ممارسة أي مهام عسكرية تعجل بالنصر باستخدام الأسلوب السائد في تركيع قبائل الشمال الذي كان يعتبر سيف الإمام الحاد وهو (الرهينة) ..لقد أخذ الحوثي من الرهائن من أولاد القادة العسكريين والمدنيين والمشايخ ما يجعله يأمرهم ويردون (حاضر يا سيدي) .. وعليه:- أقول لأبناء الجنوب من الثوار والعسكريين والقادة السياسين والمشائخ والمجتمع، وقد حررتم أرضكم وبقيت بعض المديريات على الحدود.. تعلموا من الشماليين، واطلبوا ثمن تضحياتكم خارج حدودكم وهو ( تحرير ما بقي من تراب الجنوب والالتزام بالاعتراف بدولتكم ) وأكرموا لاجئي الموت ممن تآمروا عليكم، وغزو أرضكم وقتلوا أهلكم وأبناءكم ونهبوا ثروتكم ودمروا مؤسساتكم ..لكن لا تفرطوا في الكرم مثل من سبقكم والتزموا بعادات وأعراف العرب، وبعدها .. سلموهم لمعسكرات الأممالمتحدة حسب الأعراف الدولية.. فلا يلدغ المؤمن من جحر مرتين .. اللهم فأشهد .. اللهم فأشهد ..