من حقنا أن نخاف من ما نسمعه و نشاهده من نزوح غير عادي للأسر و الأشخاص و السياسيين و العسكريين من صنعاء إلى عدن ، فهؤلاء الذين اليوم يسمون انفسهم نازحون إلى عندنا، هم الذين كانوا بالأمس يحتلونا ، و منهم يا ما اشتكينا، وهم الذين مع الحوثي تحالفوا و أعتدوا علينا، ولم يكن سهل هزيمتهم وطردهم من عدن و بقية محافظات الجنوب ، إلا بتضحيات غالية من دماء الشهداء و الجرحى ، و اليوم يحاولون العودة باسم أنهم نازحين !!. ولماذا اصلا ينزحون من صنعاء ؟ فصنعاء هي هي، ولم يتغير فيها شيء ! غير مقتل (صالح) وحيد بعد أن خذل منهم جميعا ، حتى أنه لا ينطبق عليهم أنهم (نازحين) ، لأنه لم يكن لهم أي موقف معاد للحوثي ، ولم يحصل بينهم وبين الحوثي أي مواجهة تذكر ، تستحق أن نقول فيهم ، أنهم في نكبة ، لا من قبل مقتل صالح و لا من بعده ، لا انتفاضة شعبية حصلت ، ولا مجاعة اصابتهم ، و لا حرب أهلية أندلعت بينهم ، يمكن عاد هم أفضل من أهل عدن ، يعيشون بأمان من الأغتيالات التي طالت كوادرنا الجنوبية و أئمة مساجدنا ، ومن تفجيرات القاعدة وداعش ، و من تآمر حكومة الشرعية ، حتى يهرولوا إلينا بتلك السرعة ، وبتلك الكثافة ، ومن هب ودب!!. يالله نقول الأسر و الأطفال ، مقبول نزوحهم ، ولكن يجب أن يكون استقبالهم بشكل منظم ، ووضعهم في أماكن مخصصة ، ويكون هناك قبول من المنظمات العالمية العاملة في الأممالمتحدة ، على أن تقدم لهم الدعم و المساعدة ، و ليس على حساب معيشة الشعب الجنوبي ، و التي قد هي أسوأ منهم ، فتكون فرصة لحكومة مايسمى بالشرعية أن تكون في عونهم ، بينما على الجنوبيين تكون في هلاكهم . يجب أن لا تترك لمن هرب من صنعاء إلى عدن كنازح ، و خاصة قيادات و كوادر و أفراد المؤتمر الشعبي العام ، و الحرس الجمهوري ، الحرية المطلقة في ممارسة حياتهم كيفما يشاءون ، لأنه أذا تركنا لهم ذلك ، لا يعني غير أن الجنوب إلى هلاك ودمار و أحتلال جديد . ولكن أقل مايمكن فعله حتى لا نقع في مكر أخر وفي خديعة أخرى ، نشترط عليهم و نلزمهم أن يعلقوا نشاطهم السياسي والحزبي و العسكري ، وتجريدهم من أي سلاح يكون في حوزتهم، مادام أنهم قد جاءونا ينشدون الأنسانية منا، نحن اهل للأنسانية، ولكن عليهم أيضا أن يذعنوا لشروطنا وما نلزمهم به . حاجة لا يمكن أن تدخل العقل ، أن أولادنا و قياداتنا لمقاومتنا الجنوبية يقاتلون في الساحل الغربي إلى جانب التحالف العربي ، و يقدمون الشهيد تلو الشهيد من أجل تحريرهم من ميليشيات الحوثي ، وهم ينعمون بسلام العيش في عدن ، أو من يدري!! ربما عاد في عقولهم مخططات أخرى، لإقاعنا في شرك أحتلالهم مرة أخرى ، و تكون هي التي جعلتهم يتمسكنون لنا أنهم نازحون. مسؤولية أمننا في مسألة كهذه ، تقع على عاتق رقبة المجلس الانتقالي الجنوبي، و المقاومة الجنوبية ، اللذان أعطيناهما التفويض المطلق في عمل ما يرونه مناسب ، يكون في صالح شعب الجنوب و قضية استقلاله، و لا يعني أن شراكتنا مع التحالف ، الرضوخ لهم في كل شيء، حتى فيما يضر أمن شعبنا و قضيتنا . إذا قد كان بن دغر يعمل لصالحهم و حسابهم ويتآمر معهم علينا وهم في صنعاء و مع الحوثي، فما بالنا عندما يأتون إلى عنده ومن بيننا !!.