لقد فقد صوابهم أولئك الذين يدعون أنهم ألقوا بالجنوبيين في غيابت ظلمات المحيط المتلاطم الأمواج ليبتلعهم ولا يذر لهم أثر يقطعون عرقهم للأبد رغم أنهم يبذلون قصارى جهودهم للحفاظ على ذرية عفاش , ومن غير الجنوبيين ربان سفينة النجاة لأهل الجزيرة والخليج لا يجهلون أو حتى لا يهملون على الأقل أبس مفارقة واضحة للعيان بين الجنوبي العربي وبين اليمني . الجنوبيون رغم تشعب آرائهم وفقدان وحدة الموقف وغياب القيادة الموحدة وتشتتهم بين مؤيد للتحالف العربي ومعارض وبين مؤيد للمجلس الانتقالي الجنوبي ومعارض , حتى الذين هم في رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي كون أغلبهم من غير الحراك الجنوبي , فإن الاختلافات بارزة بينهم ليس لهم رأي جامع ولا موقف مشترك والدليل التصريحات الفردية لنائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي بشأن عائلة عفاش وعضو رئاسة المجلس ذاته داعيا الجنوبيين إلى تقييم تحالفهم مع التحالف العربي بعد تقاربه من حزب الإصلاح اليمني الإخوانجي عدو الجنوب مثله مثل عفاش وحزبه والحوثيين , كل ذلك يؤكد أن في السياسة كل شيء ممكن ولا يوحد صفوف الجنوبيين ويجمع كلمتهم إلا العمل من أجل إعادة دولتهم الجنوبية العربية , أي أنهم وطنيون أحرار انتماؤهم للوطن وولاؤهم لله سبحانه وتعالى يطلبون الشهادة في سبيل الدفاع عنه وحمايته وبنائه سواء قامت دولة فيه أم لم تقم , فهم ليسوا على عجل من أمرهم رغم أنهم لا يتوقفون حتى ليأخذوا نفس ناهيكم عن قسط من الراحة لم يتخلوا عن سلاحهم يد تبني ويد تقاتل .
واليمنيون وللتوضيح أكثر الشماليون , لأن العديد من أهل الجزيرة والخليج يعتبروننا جنوباليمن وهم يرون أن كل مساحة وطننا جنوب عربي يغطي كل جنوب شبه الجزيرة العربية , اليمنيون مايزالون تحت تأثير العبودية والولاء للقبيلة وليس للوطن , عبودية الأفراد بدءا بشيخ القبيلة ثم تأليه الزعيم الذي مات تاركا ورائه فراغا سياسيا لهم فراحوا من بعده يتخبطون سكارى وما هم بسكارى منزوعي الإرادة والحيلة في اختيار غيره لمنصبه حاكما عليهم وإن وجد عبدربه منصور هادي فهو مسند كأعجاز نخل خاوية راحوا يستعدون لعقد مؤتمر لحزبه تحت مبرر جمع شتات أعضاء المؤتمر ربما القصد تنحيته والتصديق على ابن عفاش يكون عليهم رئيسا وحاكما وكان عليهم الحوثي مرشدا روحيا . ولا فريق منهم جعل لنفسه خط رجعة وحسن معاملته مع الجنوبيين وحسب لهذا اليوم الذي يموت فيه زعيمهم عفاش ولا يجدون ملجئا إلا الجنوب العربي ولا منجئا إلا ألجنوبيين العرب فعادونا جميعا مثلما عادانا زعيمهم عفاش .
بل لحد اليوم ولا واحد منهم يعترف بحقنا في إعادة دولتنا الجنوبية العربية مواصلة لظلمهم ونحن نؤويهم ولولا السعودية والإمارات ومعرفتهم العميقة بنوايا الأحزاب اليمنية وقواهم السياسية والعسكرية مهما تقاتلت وتصارعت فإنها متحدة ضد الجنوب العربي وضد السعودية والخليج , ونعلم ويعلمون في السعودية والخليج أنها عبارة عن نمر من ورق ولو اتحدوا ولكن يجب العمل بالمثل القائل : دهن عاقربتك لو تهاوشت الرباح , بمعنى أن لهم أساليب ملتوية ويكون لتوحدهم ضرر أكبر بالمال القطري والسلاح لإيراني , ذلك من أهم ما يستنتج من تقارب السعودية والإمارات مع حزب الإصلاح اليمني الإخوانجي والحفاظ على بقاء المؤتمر الشعبي العام من الاندثار , ومن ناحية أخرى الضغط عليهم للانسحاب من من بيحان والمهرة ومكيراس وحضرموت الوادي والصحراء لتأمين الحدود الجنوبية للسعودية .
فالسياسة الخليجية عالمية يا أيها الجنوبيين فالأمور لا تحسم بالعجلة والبلبلة التي يستفيد منها الأعداء ومن المستحيل أن يسلموا الجنوب على طبق لحزب الإصلاح ولا للمؤتمر قبل أو بعد هلاك زعيمه إلا إذا كانوا بلا عقل يلعبون ويخوضون حربا عبثية دون منفعة ولا فائدة ولا مردود سوى اضطرابات قد تمتد من الجنوب لتصل إلى دول الخليج الآمنة مثلما اهتزت الأرض تحت أقدام اليمنيين منذ ثلاث سنوات ولم تتوقف .