يلاحظ كل ذو رأي وبصيرة في العالم أن الشرائح تختلف من حيث التأثير في المجتمع الواحد ، بدءاً بالشمال فإن الصراع على السلطة أوجد شريحتين برزت ملامح اختلافهما وخلافهما في ثورتهم التغيير 2011م وهما شريحة نظام المخلوع عفاش المؤتمرية الحاكمة وشريحة الاعتصام في الساحات تضم أنصار الحوثي وأنصار حزب الإصلاح اليمني الإخوانجي . وبعد الانقلاب في صنعاء على مخرجات حوارهم التي ساعدت حزب الإصلاح على التسلق ليصل إلى سدة الحكم هناك عشية الحادي والعشرين من سبتمبر 2014م تغيرت روابط الشرائح وأصبحت شريحة أنصار المؤتمر العفاشيين وأنصار الحوثيين متحالفة أطاحت بشريحة حزب الإصلاح اليمني الإخوانجي وحكومته الشرعية وشردوها إلى المنفى مستولين على الحكم في صنعاء التي يترأسها الآن الشريد أحمد بن دغر غير قادرة حتى على دخول معقلهم تعز ، وصاروا بلا شريحة لا واسعة ولا ضيقة . وبالنسبة للجنوب هناك شريحة عريضة مجتمعية واحدة فقط وقاعدة شعبية واسعة هي الحراك الجنوبي ثابتة منذ 2007م وحتى يومنا هذا لا تتغير في تركيبها وأهدافها المتمثلة في تحرير واستقلال الجنوب العربي دولة ذات سيادة ، هذه الشريحة هي الأقوى وقد طردت الشرائح اليمنية الثلاث من أرض الجنوب وحررته من دنسها وفسادها ، وفرضت إرادتها الشعبية في تفويض القائد عيدروس قاسم في 4 مايو 2017م الذي تمكن من تأسيس رئاسة كيان جنوبي عربي حر وأعلن عنها في 11 مايو . وغداً 21 مايو 2017م تحتشد الجماهير الجنوبية العريضة في شريحتها الواسعة المليونية تأكيداً في المضي قدماً في استفتائها على انجاز هيئات المجلس الانتقالي الجنوبي على طريق قيام مؤسسات حكومة جنوبية ، ومعبرة عن فخرها واعتزازها بالانتصارات التي حققتها من خلال إفشال المحاولات الانقلابية في عدن التي وراءها حزب الإصلاح اليمني الإخوانجي بدعم قطري بدءاً بمحاولة الاستيلاء على مطار عدن في 11 فبراير . هنا عدن ، عاصمة الجنوب العربي ، هنا الجنوب العربي قوة العرب وضميرها الحي ، هنا يتجلى الفرق بين شريحة الجنوب العربي الباسلة القوية التي هزمت الشرائح الشمالية الواسعة الثلاث أنصار المؤتمر العفاشيين وأنصار الحوثيين وأنصار حزب الإصلاح اليمني الإخوانجي .