إن ما قام به الحوثيون وقتلهم شريكهم في الانقلاب كان قصاصا متوقعا له وجزاءً مقدراً من رب العالمين على ما اقترفه من ذنوب وآثام ومكر وجرائم في حياته في الأفعال والأقوال ناسياً أن الله خير الماكرين ذو انتقام فكتب له أن يموت موتة شنيعة على يد قومه ، وحتى في المقابلة الأخيرة التي أعلن فيها التوبة من تحالفه مع الحوثيين ودعا شعبه وقواته وعناصر حزبه المؤتمر الشعبي العام للقيام بانتفاضة عفاشية ضد الحوثيين كان قد وجه كلمتين إلى التحالف العربي التي تقوده السعودية بشيء من التحدي والغرور بأن يوقفوا العدوان على اليمن حتى يدخل معهم في حوار مباشر وفتح صفحة جديدة حسب قوله ، يعني كان ما زال إلى لحظات قبل مقتله يعتبر الحرب على الحوثيين عدوان .
كلماته هذه رددوها أنصاره وأعضاء الحكومة الشرعية اليمنية ورئيسها المتواجدون في قصر معاشيق في عدن في خطابهم في المهرجان الذي أحيوه في ميدان نادي التلال في كريتر وخاصة حول ضرورة وقف الحرب من جهة التحالف العربي لفتح صفحة جديدة معه ثم الجلوس على طاولة الحوار ، فتداركها الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي ولكن متى ؟! بعد مقتل عفاش طالباً من التحالف العربي الاستمرار في الحرب على الحوثيين لإعادته وإعادة الحكومة الشرعية اليمنية إلى صنعاء معلناً عن اقتراب موعد إصدار عفو عام لقوات المؤتمر الشعبي العام وعناصره الذين كانوا تحت قيادة المقتول والذين كانوا متحالفين مع الحوثيين ، والقبول بهم في صفوف الشرعية اليمنية . وعلى ضوء طلب الرئيس عبدربه استمر قول وفعل التحالف العربي وتأثيره في الاستمرار في الحرب ودعم قوات المؤتمر الشعبي العام ، ولكن .
العديد من تلك القيادات العسكرية والمدنية المؤتمرية ارتكبوا بحق الشعب الجنوبي العربي جرائم ضد الإنسانية مثلهم مثل قيادات وعناصر حزب الإصلاح اليمني الإخوانجي ، وشعب الجنوب العربي لم يمنح صك الغفران للحكومة الشرعية اليمنية يتصرفون كما يشاءون يصدرون عفواً عاماً حتى للمجرمين منهم سواء كانوا أحياء أو موتى . الجنوبيون العرب لا يهمهم ما يدور في اليمن هناك طالما اليمنيين مستمرين في عدم احترامهم لمشاعر الجنوبيين ولا يحملون أدنى اعتبار لقضية الجنوب من حيث المطالب السياسية في الاستقلال والمطالب الإنسانية في مسألة محاكمة مرتكبي الجرائم في الجنوب مؤتمريين وإصلاحيين أولاً . ولكي تكون توبة نصوحا فإنه يتعين على جميع المؤتمريين والإصلاحيين وحتى الإشتراكيين الاعتراف بالجرائم التي ارتكبها بعض قياداتهم وعناصرهم بحق الجنوبيين وتقديمهم للعدالة ومحاكمتهم دولياً ، ويتطلب ذلك الإسراع في رفع كشف بأسمائهم لمعرفة من لا يزال منهم على قيد الحياة أو من مات منهم أو من هو في عداد المفقودين ، أما أن تتخذ الشرعية اليمنية إجراءات عاجلة في إصدار عفو عام إنما هو محاولة لطمس تلك الجرائم علماً بأن من يسكت عن الجرائم أو يخفي المجرمين إنما هو مجرم مشترك في الجرائم حسب القانون .
وعلى هذه الأساس فإن الوضع في الجنوب ليس بتلك الدرجة من التعقيد ، ومثلما هو موقفنا من حزب الإصلاح اليمني الإخوانجي في عدن والجنوب كافة يصبح اليوم موقفنا المعادي من المؤتمر الشعبي العام وخاصة بعد إعلانهم الفوري لتأييدهم للمقتول العفاش وفضح نواياهم السيئة تجاه الحراك الجنوبي ومجلسنا الانتقالي الجنوبي ، فبعدما كنا مترددين في مسألة اتخاذ خطوات واضحة تجاه قيادات وأعضاء المؤتمر هنا فإننا أصبحنا على يقين من ضرورة توجيههم التوجيه الرشيد إلى جهة تحرير صنعاء وتسليحهم مع إخوانهم الإخونجيين في جبهات القتال ضد عدوهم المشترك الحوثي .