ما يحدث في إيران من مظاهرات نتمنى أن تكون بداية ثورة على نظام الملالي الذين أفسدوا البلاد والعباد داخل إيران وفي العالم الإسلامي، وعلى حكام دول الخليج - إن كانوا جادين في عداء إيران - أن يستغلوا فرصة خروج الشعب الإيراني، وأن يدعموا هذه المظاهرات بشتى السبل والوسائل؛ فليس أسوأ على النظام الإيراني من شيء كمثل زعزعة أوضاعه الداخلية، فإذا تم زعزعة نظام إيران من داخله؛ حينها سينكفئ على نفسه، وستقل كثير من شروره التي يصدرها إلى العالم الإسلامي. المظاهرات التي تعم البلاد أظهرت حالة الوضع المهترئ في الداخل الإيراني، وحالة الغليان التي تتنامى داخل الشرائح الاجتماعية في إيران، وكشفت هذه المظاهرات التي تعم البلاد أن الوضع كان كجمر تحت الرماد.. وهي الحقيقة التي حاول هذا النظام أن يخفيها لسنوات، محاولا إظهار نفسه أنه يتمتع بتماسك وتفاهم داخلي؛ لكن الأحداث الأخيرة أظهرت مدى الاحتقان الداخلي الإيراني، ومدى هشاشة الوضع - أمنيا واقتصاديا واجتماعيا.. إيران ممزقة داخليا وتعاني من الكثير من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية ( النسيج الاجتماعي)؛ حيث أن عشرين مليون إيراني من أصل ثمانين مليونا يعيشون تحت خط الفقر، وهناك تفكك في النسيج الاجتماعي؛ حيث أن الشعب الإيراني يرى أن السلالة الفارسية هي من تحتكر النفوذ السياسي والاقتصادي والعسكري في إيران، ويرى الشعب أنها سلالة عنصرية حاقدة، وهناك مشاكل النظام الإيراني مع البلوش، ومع أكثر من عشرة ملايين فرد من عرب الأحواز المحتلة، ومع أكراد إيران وأتراكها وتركمانها، وغيرها من القوميات. النظام الإيراني منهك اقتصاديا بسبب الثلة الأخطبوطية الفاسدة التي تحكم، وبسبب الحروب التي يخوضها النظام وحلفاؤه ومليشياته وفيالقه وألويته في سوريا واليمن ولبنان والعراق؛ حيث أن تدخله في هذه البلدان تفرض عليه الضخ بمقدرات وثروات البلاد؛ لتمويل حروبه في هذه المناطق؛ حيث ألحقت هذه الحروب والتدخلات في شؤون هذه الدول ضررا بالغا بالاقتصاد الإيراني.. إذن هي فرصة، والفرص لا تأتي إلا فرادى، كما قال الشاعر: إذا درت نياقك فاحتلبها فما تدري الفصيل لمن يكون وإن هبت رياحك فاغتنمها فإن لكل خافقة سكون.