ذكر ناشطون من داخل إيران وخارجها، أن تسع مدن شهدت، الليلة قبل الماضية، احتجاجات جديدة مناهضة للحكومة وسط إجراءات أمنية مشددة في مختلف أنحاء البلاد، بالتزامن مع انتفاض عمال بعض المصانع احتجاجاً على عدم رفع الأجور، فيما قال الحرس الثوري مجدداً إن السلطات نجحت في إخماد الاحتجاجات، وسط حديث عن موجة اعتقالات واسعة في أنحاء البلاد، في حين عقد مجلس الشورى جلسة مغلقة لبحث الاضطرابات، من دون أن تسفر الجلسة عن نتائج. وذكرت وسائل إعلام محلية إيرانية معارضة، أن اشتباكات اندلعت بين مئات المحتجين وقوات الأمن الداخلي بين تقاطع شارعي ولي عصر وفردوسي في العاصمة طهران. كما خرجت تظاهرات أيضاً في ماهشهر جنوب غرب إيران، وقم، والأحواز، وكرج، وغيرها. وأصدر الحرس الثوري بياناً، أمس الأحد، جاء فيه أن «شعب إيران مدعوماً بعشرات الآلاف من قوات التعبئة التابعة للحرس الثوري تمكن من إلحاق الهزيمة بالمسؤولين عن الاضطرابات»، بحسب تعبيره، فيما عقد مجلس_الشورى الإيراني جلسة مغلقة، صباح أمس، خصصها لمناقشة الاحتجاجات الأخيرة في البلاد. واستمع النواب إلى وزير الداخلية عبد الرضا رحماني فضلي، ووزير الاستخبارات محمود علوي، وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني، الذين عرضوا تقاريرهم عن كيفية قمع التظاهرات التي اندلعت أواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي في عدد كبير من مدن البلاد، احتجاجاً على غلاء المعيشة والحكم، كما أعلن الموقع الرسمي لمجلس الشورى. وأسفرت تلك التظاهرات وقمعها عن 21 قتيلاً بالإجمال، معظمهم من المتظاهرين، كما تقول السلطات. وبحث اجتماع مجلس الشورى أسباب الاحتجاج ورد السلطات عليها. كما ناقش النواب مشروع الموازنة للسنة المالية التي تبدأ في 21 مارس/آذار المقبل. وتطرق النواب أيضاً لمسألة القيود المفروضة على شبكة «تلجرام» الاجتماعية، الأكثر شعبية في إيران، خلال الاضطرابات. وكتب بهروز نعمتي، المتحدث باسم رئاسة مجلس الشورى على صفحته في «انستجرام»، أن «مجلس الشوري لا يؤيد استمرار التدقيق في شبكة تلجرام، لكن عليها أن تعطي التزامات حتى لا يستخدمها أعداء الشعب الإيراني»، على حد تعبيره. ورفع، الأربعاء، الإغلاق الذي فرض على شبكة «انستجرام» لتقاسم الصور، لكن تلجرام التي يستخدمها أكثر من 25 مليون شخص يومياً، ما زالت تواجه قيوداً، فالوصول إلى الشبكة ما زال متعذراً عبر الهاتف النقال إلا إذا تم استخدام شبكة افتراضية خاصة. وتطلب السلطات من تلجرام حجب بعض القنوات التي أنشأها معارضون إيرانيون في الخارج. في غضون ذلك، قالت قناة «العربية» إن احتجاجات عمالية تم تنظيمها في إيران، أمس الأحد، في كل من شركة «هبكو» في أراك بمحافظة مركزي، وعمال شركة قصب السكر بمدينة التلال السبعة (هفت تبة) شمال إقليم الأهواز، الذين أضربوا عن العمل احتجاجًا على رواتبهم المتأخرة، وعدم تحسين ظروف عملهم، وإخراج الكثير منهم وعدم رفع الأجور. كما بث ناشطون صورًا عن إضراب عمال شركة «خليج للنقل» في مدينة إسلامشهر، التابعة لمحافظة طهران، وهي ثاني أكبر مدينة بالمحافظة بعد العاصمة، الذين تجمعوا أمام مبنى الشركة احتجاجًا على عدم تحسين ظروف عملهم الصعبة وتأخر رواتبهم. وأفاد موقع العمال الإيرانيين «إيران كاراجار» الإخباري المستقل، بأن عمال مصانع قصب السكر بدؤوا منذ صباح الأحد، بالإضراب العام؛ احتجاجًا على عدم تنفيذ مسؤولي الشركة وعودهم بدفع الأجور المتأخرة. ووفقاً للتقرير، فقد احتشد العمال في ساحة كبيرة من المصنع، وأغلقوا هذا الجزء من مدخل المصنع، كما منعوا الشاحنات من دخول الشركة ونقل شحنات قصب السكر.